الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                        باب في صلاة الصبيان وأدبهم عليها ومتى يفرق بينهم في المضاجع

                                                                                                                                                                                        قال مالك: يؤمر الصبي بالصلاة إذا أثغر . واختلف في الوقت الذي يؤدب فيه على تركها ومتى يفرق بينهم في المضاجع وهل ذلك إذا أمروا بالصلاة أو حين يبلغون عشر سنين؟!

                                                                                                                                                                                        فقال مالك في العتبية: إذا أثغر الصبي أمر بالصلاة وأدب عليها .

                                                                                                                                                                                        وقال ابن القاسم: وحينئذ يفرق بينهم في المضاجع .

                                                                                                                                                                                        وروى ابن وهب في ذلك حديثا; أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: " مروا الصبيان بالصلاة لسبع سنين، واضربوهم عليها لعشر، وفرقوا بينهم في المضاجع" .

                                                                                                                                                                                        وقال ابن حبيب : إذا بلغ عشر سنين لم يتجرد أحد منهم مع أحد أبويه ولا مع إخوته ولا مع غيرهم، إلا أن يكون مع كل واحد منهم ثوب .

                                                                                                                                                                                        وليس هذا بحسن، وأرى أن يفرق بينهم جملة واحدة ، وسواء كانوا ذكورا أو إناثا، أو ذكرانا وإناثا، فإن عمل بذلك لسبع فحسن، وإن أخر [ ص: 391 ] لعشر فواسع. وأما العقوبة فبعد عشر. وكره فضيل وسفيان أن يضرب عليها وقالا : أرشه عليها. وهذا حسن لمن يقدر على ذلك، فإن كان ممن لا يقدر أو لم يفعل بعد أن أرشي ضرب عليها; وهذا من النبي - صلى الله عليه وسلم - حماية; لئلا يبلغ على التهاون بترك الصلاة، فأمر أن يمرن عليها ولا يبلغ إلا وقد ألفتها طباعه; ولأن فيه تنبيها لهم على الألوهية وانقيادا إلى الطاعات، وأن له معبودا سبحانه وتعالى، فلا يأتيه البلوغ إلا وقد خامر ذلك قلبه وطباعه. [ ص: 392 ]

                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية