الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                        فصل [في أنواع الضحك أثناء الصلاة]

                                                                                                                                                                                        الضحك في الصلاة على وجهين: بغير صوت، وهو الذي يعبر عنه بالتبسم، وبصوت. فإن كان بغير صوت لم يفسد الصلاة; وإن كان ذلك تعمدا.

                                                                                                                                                                                        واختلف في السجود ، فظاهر قول مالك في المدونة لا شيء عليه ، وهو قول ربيعة، وعبد العزيز بن أبي سلمة، وقال مالك في العتبية: يسجد قبل السلام . وقال في مختصر ما ليس في المختصر: يسجد بعد السلام. وهو قول سحنون .

                                                                                                                                                                                        وأرى أن يسجد قبل ; لأن ذلك وصم في صلاته بمنزلة النقص إذا اشتغل حينئذ بما ليس هو فيه، وإن كان قهقه متعمدا أبطل، فذا كان أو مأموما [ ص: 400 ] أو إماما; لأنه كلام.

                                                                                                                                                                                        واختلف إذا كان مغلوبا فقيل: يقطع إذا كان وحده، وإن كان مأموما مضى وأعاد، وإن كان إماما فقال ابن القاسم في العتيبة: يستخلف من يتم بالقوم ويتم هو معهم ثم يعيدون إذا فرغوا .

                                                                                                                                                                                        واختلف في الناسي أنه في صلاة، فقال ابن القاسم: ليس بمنزلة الكلام. وجعل الجواب فيه في كتاب محمد; كالمغلوب إن كان وحده قطع، وإن كان مأموما مضى وأعاد، وإن كان إماما استخلف، وأعاد مأموما وأعاد جميعهم .

                                                                                                                                                                                        وقال أشهب في مدونته: هو كالكلام يمضي وإن كان فذا وتجزئه الصلاة. وإليه ذهب محمد.

                                                                                                                                                                                        وقال ابن المنذر: أجمع أهل العلم أن الضحك يقطع الصلاة .

                                                                                                                                                                                        يريد: أنهم فرقوا بينه وبين الكلام; لأن فيه أمرا زائدا على الكلام، وهو قلة الوقار، وفيه ضرب من اللعب. [ ص: 401 ]

                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية