واختلف في المأموم إذا كان الإمام يكبر خمسا،  فقال  مالك:  إذا كبر الرابعة سلم من وراءه ولم ينتظر تسليمه، وقال  ابن وهب،   وأشهب،   وعبد الملك:  يثبتون  [ ص: 651 ] بغير تكبير حتى يسلموا بتسليمه، وهو أبين؛ لحديث  زيد بن أرقم.  
واختلف فيمن فاتته تكبيرة والإمام ممن يكبر خمسا،  فقال  أشهب:  لا يكبرها معه وإن فعل لم يعتد بها مما فاته، وقال أصبغ : يكبر معه الخامسة، ويحتسب بها من الأربع، وعلى أصل مالك لا ينتظر تسليمه، يكبر لنفسه وينصرف. 
وقال  مالك  في المدونة فيمن أتى وقد سبقه الإمام ببعض التكبير: لا يكبر حتى يكبر الإمام فيكبر بتكبيره. وقال في العتبية: يكبر تكبيرة واحدة; لأن الأولى بمنزلة تكبيرة الإحرام، ولا يقضي ما سبقه به الإمام. يريد: إذا فاته أكثر من واحدة. 
وقال في مختصر ابن عبد الحكم:  يدخل في الصلاة بالنية بغير تكبير، فإذا كبر كبر معه، وقال الشيخ  أبو الحسن بن القابسي:  إن مضى أيسر الدعاء كبر، وإن مضى أكثره أمهل. وليس يجري هذا على أصل المدونة; لأنه يقول: وإن فاته بعض التكبير يقضيه بعد سلام الإمام متواليا من غير دعاء.  [ ص: 652 ] 
وإذا كان كذلك، كان كالتكبير الآن، وإن لم يدرك شيئا من الدعاء فيكبر الآن، أدرك شيئا من الدعاء أم لا، وأما على القول أنه يصلى على الغائب- فإنه يصح أن يمهل حتى يكبر الإمام فيكبر بتكبيره، وإذا سلم الإمام قضى ما فاته به، ويدعو فيما بين ذلك وإن غابت الجنازة عنه. 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					