الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                        فصل [في قوله تعالى : وابن السبيل

                                                                                                                                                                                        وأما قوله تعالى : وابن السبيل [التوبة : 60] ، وهو المسافر المنقطع فيعطى منها بثلاثة شروط :

                                                                                                                                                                                        إذا لم يكن سفره في معصية ، وكان فقيرا بالموضع الذي هو به وإن كان غنيا [ ص: 983 ] في بلده ، وكان لا يجد من يسلفه .

                                                                                                                                                                                        واختلف إذا وجد من يسلفه وهو غني في بلده ، فقال مالك في كتاب محمد بن سحنون : لا يعطى .

                                                                                                                                                                                        وقال ابن القاسم في كتاب محمد : يعطى . وقال محمد بن عبد الحكم : ليس عليه أن يتسلف ؛ لأنه يخاف تلف ماله ، ويبقى الدين في ذمته إلا أن يجد من يسلفه ، على أنه إن سلم ماله وإلا فهو في حل ، فلا يعطى حينئذ . وهذا أحسن ، ولو كان رجلا مقيما ببلدة اضطره أمر إلى الخروج لا يستطيع المقام معه ، لأعطي ما يبلغه في سفره ذلك ، كان كابن السبيل وهو وإن لم يقع عليه اسم ابن السبيل ؛ فإنه في معناه لوجود السبب الذي من أجله جاز لابن السبيل أن يأخذ . وإن كان سفره لغير مستعتب ، وهو مضطر إلى الرجوع- أعطي للوجهين جميعا ؛ لذهابه ومجيئه . [ ص: 984 ]

                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية