الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                        فصل [الصنف الذي تخرج منه زكاة الفطر]

                                                                                                                                                                                        واختلفت الأحاديث في الصنف الذي تخرج منه ففي حديث ابن عمر أنها تخرج من صنفين : التمر والشعير . وقال أبو سعيد الخدري : "كنا نخرج زكاة الفطر صاعا من طعام ، أو صاعا من شعير ، أو صاعا من تمر ، أو صاعا من أقط ، أو صاعا من زبيب" . وقال هذا البخاري : فلما جاء معاوية ، وجاءت السمراء ، قال : "أرى مدا من هذه يعدل مدين" . واختلف المذهب في ذلك ، فقال ابن القاسم في المدونة : يخرج من القمح والشعير ، والسلت ، والأرز ، والذرة ، والدخن ، والتمر ، والزبيب ، والأقط . وقال أشهب في كتاب محمد : يؤدي مما فرضه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : الشعير ، والتمر ، والزبيب ، والأقط ، يدخل مع الشعير القمح والسلت ؛ لأنهما منه . وقال مالك في كتاب محمد في القطنية والتين : لا يؤدي منه ، وإن كان عيش قوم . قال محمد : ولا تخرج من السويق ، [ ص: 1118 ] وإن كان عيش قوم ، واستشهد بحديث أبي سعيد . وقال ابن القاسم : تخرج من ذلك إذا كان عيشا لهم .

                                                                                                                                                                                        واختلف هل يراعى عيشه ، أو عيش البلد ؟ فقال مالك في المدونة : يخرج من عيش البلد . وقال أشهب في كتاب محمد : المراعى ما يقوت به نفسه وعياله .

                                                                                                                                                                                        قال الشيخ - رضي الله عنه - : وظاهر الحديث : التوسعة في ذلك ، وأرى أن يخرج كل قوم من عيشهم أي صنف كان ، وهو بالخيار بين أن يخرج من قوته ، أو قوت البلد الذي هو به . ومن كان في سفر أخرج عن نفسه من الصنف الذي يأكله ، أو يأكله أهل ذلك البلد ، وأخرج أهله مما يأكلونه أو يأكله أهل بلدهم ، وإن أخرج عن أهله أخرج من الصنف الذي يأكلونه ، وإن أخرجوا عنه فمن الصنف الذي يأكله على الاختلاف في إخراج كل واحد منهم عن الآخر ؛ لأنه نقل الزكاة .

                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية