الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                        باب في أعداد الطواف والرمل فيه والقراءة والكلام وإنشاد الشعر وهل يشرب حينئذ

                                                                                                                                                                                        والطواف سبع : مفروضة ، ومسنونة ، ومتطوعة ، لا يقتصر على دون سبعة ، ولا يزاد عليها .

                                                                                                                                                                                        ويبتدئ الطائف من الركن الأسود ، ثم يجعل البيت عن يساره ، فإن ابتدأ من اليماني تمادى في السابع إلى الأسود وأجزأ ، ويكون قد ألغى ما بين اليماني إلى الأسود . وإن ابتدأ من الحجر ألغى ذلك الشوط ، واحتسب من بعده بسبع . وإن طاف منكوسا ، فجعل البيت عن يمينه لم يجزئه ، وأعاد ، وإن كان قد رجع إلى بلده .

                                                                                                                                                                                        والطواف ماشيا ، ولا يطوف راكبا إلا لعذر مرض أو غيره ، وليس عليه أن يؤخر ذلك ليصح . وقالت أم سلمة - رضي الله عنه - : "شكوت إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أني أشتكي . فقال : طوفي من وراء الناس وأنت راكبة" ، وفي البخاري ومسلم أن [ ص: 1179 ] النبي - صلى الله عليه وسلم -طاف راكبا ، قال ابن عباس- رضي الله عنه - : "لأن يراه الناس وليشرف ويسألوه ، فإن الناس غشوه" . قال أيضا : "كراهية أن يضرب الناس عنه" أخرجه مسلم . وقال ابن القاسم فيمن طاف راكبا من غير عذر : يعيد ما لم يقف . فإن رجع إلى بلده أو بعد أو تطاول أجزأه ، وأهدى ، ولا يطاف في الحجر ولا من وراء زمزم ، ولا في سقائف المسجد ، وإن طاف في الحجر لم يجزئه ؛ لأن الموضع الذي ينصرف منه الناس يلي البيت ، وهو من البيت ، فإنما طاف ببعض البيت . ولو تسور من الطرف لأجزأه ؛ لأنه ليس من البيت ، وليس بحسن أن يفعل ذلك . وإن طاف في سقائف المسجد من زحام الناس أجزأه . وإن فعل ذلك اختيارا أو فرارا من الشمس أعاد . قال ابن القاسم في المجموعة : لا يجزئه ، وإن كان فرارا من الشمس . قال أشهب : وهو كالطائف من خارج المسجد .

                                                                                                                                                                                        وعلى قولهما : لا يجزئ الطائف من وراء زمزم ؛ لأنه يحول بينك وبين البيت ، كما حالت أسطوانات السقائف بينه وبين البيت . [ ص: 1180 ]

                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية