الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                        فصل [في صوم السبعة أيام بعد الحج]

                                                                                                                                                                                        وقال مالك في المدونة في معنى قول الله تعالى : وسبعة إذا رجعتم [البقرة : 196] : إذا رجعوا من منى . وقال في كتاب محمد : إذا رجع إلى أهله ، إلا أن يقيم بمكة . وهذا بين ، وليس المراد أن يصوم في الطريق ؛ لأنه في سفر ، وقد وضع الله تعالى عن المسافر صوم رمضان ، مع أنه مفترض العين معظم الحرمة ، ولم يجعل عليه من ذلك إلا الأقل ، وما الغالب أنه يخف ، وهي الثلاثة ، ولهذا جعل مالك في كل صوم وجب في الحج عدد عشرة أيام أنه يؤخر [ ص: 1252 ] السبعة حتى يصل إلى بلده ؛ قياسا على المتمتع . وكذلك المعتمر ، يؤخر السبعة حتى يعود إلى أهله ، إلا أن يقيم ببلد قبل ذلك .

                                                                                                                                                                                        وقال محمد : سألت امرأة مالكا ، وقالت : قرنت عام أول ، ولم أجد هديا ، وقد قدمت العام ؟ فقال لها : صومي ثلاثة أيام في إحرامك ، وسبعة إذا رجعت . فلم ير عليها صوما في السفر ، وإن كانت عادت إلى أهلها .

                                                                                                                                                                                        وعلى هذا لو أفطر رمضان في سفر ، ثم قدم أهله فلم يصم حتى عاد إلى السفر ، أو أفطر لمرض ، ثم صح فلم يصم حتى سافر ألا شيء عليه حتى يعود إلى قرار . والظاهر من المذهب فيمن عجل صوم السبعة قبل وقوفه بعرفة ألا يجزئه ، وأرى أن يجزئه ؛ لأن التأخير حتى يرجع توسعة لمكان سفره ، وهو بمنزلة من صام رمضان في سفره . [ ص: 1253 ]

                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية