باب في الصنف الذي يضحى به 
الأضحية من الأنعام:  الإبل والبقر والغنم دون الوحش، كان له نظير من النعم أم لا، وأفضلها الضأن ثم المعز. واختلف في الإبل والبقر، فقال  أبو محمد عبد الوهاب   : البقر ثم الإبل ; لأن المراعى طيب اللحم. وقال  ابن شعبان   : الإبل ثم البقر . وقال  أشهب   : الأضحية لمن كان بمنى  بالإبل والبقر أحب إلينا من الغنم. قال: وإن كنت لا أرى على من بمنى  أضحية . 
واختلف في ذكور كل صنف وإناثه: فقال  مالك  في مختصر ابن عبد الحكم   : الذكران أفضل . 
وقال في المبسوط في الهدي والأضاحي: الذكر والأنثى سواء. قال: ومن الناس من يستحب الذكر في الأضاحي، وقاله في كتاب محمد   . 
واختلف في الخصي: فقال في المختصر: الفحل أولى . وقال  ابن شهاب  في خصي الضأن: لا ينقصه الخصاء شيئا . وقال  ابن حبيب   : الفحل السمين  [ ص: 1553 ] أحب إليهم من الخصي السمين، والخصي السمين أحب إليهم من الفحل الهزيل، والفحل الهزيل أحب إليهم من النعجة . 
فقصرت الأضاحي على الأنعام لما روي عنه - صلى الله عليه وسلم - في ذلك أنه ضحى بالغنم والبقر والإبل، وبين لأمته أسنان ما يضحون به، ولم يرو عنه خلاف ذلك. فروي عنه أنه ضحى بكبشين . وفي  البخاري  عن  ابن عمر   - رضي الله عنهما -، قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يذبح وينحر بالمصلى  . فأثبت في هذا الحديث أنه كان يضحي بالصنفين، وقدمت الضأن لقول الله -عز وجل-: وفديناه بذبح عظيم  وتركنا عليه في الآخرين   [الصافات: 107، 108]. قيل: فداه بكبش، وترك عليه في الآخرين سنة يقتدى به فيها. وهذا قول  الحسن   . وقيل: ترك عليه الثناء الحسن. وقدم الذكر؛ لأنه ذبح إبراهيم   - عليه السلام -، ولم يرو عنه أنه ضحى بأنثى . وأسنان الأضاحي مذكورة في كتاب الزكاة الثاني .  [ ص: 1554 ] 
				
						
						
