الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                        [ ص: 19 ]

                                                                                                                                                                                        والفرض في الوجه غسل جميعه، وأول ذلك منبت الشعر من الجبهة إلى آخر الذقن، والنزعتان من الرأس تمسحان ولا تغسلان.

                                                                                                                                                                                        قال الشيخ أبو محمد عبد الله بن أبي زيد في شعر الصدغين: " من الرأس" ، يريد ما لم يكن منه داخلا في دور الوجه فإنه يغسل لأنه من الوجه.

                                                                                                                                                                                        وغسل ما بين المنخرين وظاهر الشفتين فرض.

                                                                                                                                                                                        وفي البياض الذي بين العذار والأذن ثلاثة أقوال، فقيل: يغسل لأنه من الوجه. وقيل: لا يغسل وليس من الوجه، وقيل: يغسله الأمرد والمرأة، والخفيف العذار من الرجال، ولا يغسله الكثيف العذار; لأنه ساتر لما وراءه.

                                                                                                                                                                                        وعلى الأول فقهاء الأمصار; الشافعي وأبو حنيفة .

                                                                                                                                                                                        وأرى أن تغسل ذلك المرأة ومن ذكر معها; لأن ذلك مواجه منهم.

                                                                                                                                                                                        وفي الكثيف العذار نظر، فيصح أن يقال: إنه واجب; لأن الخطاب بوجوب الطهارة يتوجه قبل الالتحاء، فلا يزول ذلك الفرض بحدوث ساتر، وأن يقال: إن الفرض الأول سقط، وإن الخطاب يتوجه على ما يقع عليه [ ص: 20 ] المواجهة في حين أداء الفرض.

                                                                                                                                                                                        وذكر القاضي أبو محمد عبد الوهاب في بعض كتبه أن غسله سنة .

                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية