الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
وقد تنازع العلماء في الصلاة عليه عند الذبيحة ، فكره ذلك مالك وأحمد وغيرهما ، لئلا يذكر على الذبيحة غير الله ، خوفا من الإهلال بها لغير الله من أن ذلك صلاة عليه . ورخص في ذلك الشافعي وأبو إسحاق ابن شاقلا من أصحاب أحمد ، قالوا : لأن الصلاة عليه من باب الإيمان ، وهذا بخلاف الإقسام به ، فإن الإقسام بسائر المخلوقات شرك به ، والشرك به لا يجوز بحال .

وكل ما كان من خصائص الرب : كالعبادة لله ، والنذر لله ، والصدقة لله ، والتوكل على الله ، والخوف من الله ، والخشية لله ، والرغبة إلى الله ، والاستعانة به ، وغير ذلك مما هو من خصائص الرب فإنه لا يجوز أن يفعل بمخلوق ، لا الأنبياء ولا غيرهم ، ولا يستثنى من ذلك أحد .

وإذا كان الإقسام به منهيا عنه لا ينعقد به اليمين ولا يجب به الكفارة ، فالإقسام به على الله أولى أن يكون منهيا عنه ، وكذلك الإقسام بسائر المخلوقات على الله .

التالي السابق


الخدمات العلمية