[ ص: 12 ] الآية الخامسة قوله تعالى : { لهم البشرى في الحياة الدنيا وفي الآخرة لا تبديل لكلمات الله ذلك هو الفوز العظيم } فيها مسألتان :
المسألة الأولى : في تفسيرها قولان :
أحدهما : أنها بشرى الله لعباده بما أخبرهم به من وعده الكريم ، في قوله : { وبشر المؤمنين } ، { وبشر الذين آمنوا } وقوله : { يبشرهم ربهم برحمة منه } ونظائره .
الثاني : ما روى ابن القاسم وغيره عن مالك عن هشام بن عروة عن أبيه في هذه الآية . قال : " هي الرؤيا الصالحة ، يراها الرجل الصالح أو ترى له " .
قال رجل من أهل مصر : سألت أبا الدرداء عن قوله سبحانه : { لهم البشرى في الحياة الدنيا وفي الآخرة } فقال : ما سألني عنها أحد منذ سألت رسول الله عنها ; { سألت رسول الله عنها ; فقال : ما سألني أحد عنها غيرك منذ أنزلت ; فهي الرؤيا الصالحة يراها الرجل المسلم أو ترى له } .
وروي عن أبي هريرة وابن عمر وطلحة ، ولم يصح منها طريق ولكنها حسان .
المسألة الثانية :
والذي ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم في الباب : { الرؤيا الصالحة يراها الرجل الصالح أو ترى له جزء من ستة وأربعين جزءا من النبوة } . والحديث صحيح ، ومعناه بديع ، قد تكلمنا عليه في موضعه من شرح الحديث الصحيح ، وسيأتي جملة من ذلك في تفسير سورة يوسف إن شاء الله .


