المسألة الخامسة : قوله تعالى : { وقال الملك ائتوني به فلما جاءه الرسول قال ارجع إلى ربك     } ثبت في الصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : { يرحم الله لوطا  ، لقد كان يأوي إلى ركن شديد . ولو لبثت في السجن ما لبث يوسف  لأجبت الداعي   } وفي رواية الطبري    : { يرحم الله يوسف  ، لو كنت أنا المحبوس ، ثم أرسل إلي لخرجت سريعا ، إن كان لحليما ذا أناة   } .  [ ص: 58 ] 
وقال صلى الله عليه وسلم : { لقد عجبت من يوسف  وصبره وكرمه ، والله يغفر له ، حين سئل عن البقرات ، ولو كنت مكانه لما أخبرتهم حتى أشترط أن يخرجوني . لقد عجبت منه حين أتاه الرسول ، لو كنت مكانه لبادرتهم الباب   } . 
المسألة السادسة : قال علماؤنا : إنما لم يرد يوسف  الخروج [ من السجن ] حتى تظهر براءته ، لئلا ينظر إليه الملك بعين الخائن ، فيسقط في عينه ، أو يعتقد له حقدا ، ولم يتبين أن سجنه كان جورا محضا ، وظلما صريحا ، وانظروا رحمكم الله إلى عظيم حلمه ، ووفور أدبه ، كيف قال : ما بال النسوة اللاتي قطعن أيديهن ، فذكر النساء جملة ، ليدخل فيهن امرأة العزيز  مدخل العموم بالتلويح ، ولا يقع عليها تصريح . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					