الآية التاسعة 
قوله تعالى : { والذين لا يشهدون الزور  وإذا مروا باللغو مروا كراما    } . 
فيها ثلاث مسائل : المسألة الأولى : قوله : { يشهدون الزور    } فيه ستة أقوال : الأول : الشرك . 
الثاني : الكذب . 
الثالث : أعياد أهل الذمة    . 
الرابع : الغناء . 
الخامس : لعب كان في الجاهلية يسمى بالزور ; قال عكرمة    . 
السادس : أنه المجلس الذي يشتم به النبي صلى الله عليه وسلم . المسألة الثانية : 
أما القول بأنه مجلس يشتم فيه النبي فهو القول الأول أنه الشرك ; لأن شتم النبي  شرك ، والجلوس مع من يشتمه من غير تغيير ولا قتل له شرك .  [ ص: 454 ] وأما القول بأنه الكذب فهو الصحيح ; لأن كل ذلك إلى الكذب يرجع . 
وأما من قال : إنه أعياد أهل الذمة  فإن فصح النصارى  وسبت اليهود  يذكر فيه الكفر ; فمشاهدته كفر ، إلا لما يقتضي ذلك من المعاني الدينية ، أو على جهل من المشاهد له . 
وأما القول بأنه الغناء فليس ينتهي إلى هذا الحد ; وقد بينا أمره فيما تقدم ، وقلنا : إن منه مباحا ومنه محظورا . 
وأما من قال : إنه لعب كان في الجاهلية فإنما يحرم ذلك إذا كان فيه قمار أو جهالة أو أمر يعود إلى الكفر . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					