المسألة الثالثة : قوله تعالى : { قال الذي عنده علم من الكتاب أنا آتيك به قبل أن يرتد إليك طرفك     } 
في تسميته خمسة أقوال لا تساوي سماعها ، وليس على الأرض من يعلمه . 
ولقد قال  ابن وهب    : حدثني  مالك  في هذه الآية : { قال الذي عنده علم من الكتاب أنا آتيك به قبل أن يرتد إليك طرفك    } قال : كانت باليمن  ، وسليمان  عليه السلام بالشام  ، أراد  مالك  أن هذه معجزة ; لأن قطع المسافة البعيدة بالعرش في المدة القصيرة لا يكون إلا بأحد الوجهين : إما أن تعدم المسافة بين الشام  واليمن    . وإما أن يعدم العرش باليمن  ، ويوجد بالشام  ، والكل لله سبحانه مقدور عليه هين ، وهو عندنا غير متعين . 
				
						
						
