قوله تعالى : أفمن اتبع رضوان الله كمن باء بسخط من الله ومأواه جهنم وبئس المصير هم درجات عند الله والله بصير بما يعملون  
قوله تعالى : أفمن اتبع رضوان الله   يريد بترك الغلول والصبر على الجهاد . كمن باء بسخط من الله  يريد بكفر أو غلول أو تول عن النبي - صلى الله عليه وسلم - في الحرب . ومأواه جهنم  أي مثواه النار ، أي إن لم يتب أو يعف الله عنه . وبئس المصير  أي المرجع . وقرئ رضوان بكسر الراء وضمها كالعدوان والعدوان . هم درجات عند الله  أي ليس من   [ ص: 248 ] اتبع رضوان الله كمن باء بسخط منه . قيل : هم درجات  متفاوتة ، أي هم مختلفو المنازل عند الله ; فلمن اتبع رضوانه الكرامة والثواب العظيم ، ولمن باء بسخط منه المهانة والعذاب الأليم . ومعنى هم درجات    - أي ذوو درجات . أو على درجات ، أو في درجات ، أو لهم درجات . وأهل النار أيضا ذوو درجات ; كما قال : ( وجدته في غمرات من النار فأخرجته إلى ضحضاح ) . فالمؤمن والكافر لا يستويان في الدرجة ; ثم المؤمنون يختلفون أيضا ، فبعضهم أرفع درجة من بعض ، وكذلك الكفار . والدرجة الرتبة ، ومنه الدرج ; لأنه يطوى رتبة بعد رتبة . والأشهر في منازل جهنم دركات ; كما قال : إن المنافقين في الدرك الأسفل من النار  فلمن لم يغل درجات في الجنة ، ولمن غل دركات في النار . قال أبو عبيدة    : جهنم أدراك ، أي منازل ; يقال لكل منزل منها : درك ودرك . والدرك إلى أسفل ، والدرج إلى أعلى . 
				
						
						
