قوله تعالى وهو الذي أنشأكم من نفس واحدة فمستقر ومستودع قد فصلنا الآيات لقوم يفقهون  قوله تعالى وهو الذي أنشأكم من نفس واحدة   يريد آدم  عليه السلام . وقد تقدم في أول السورة . 
فمستقر  قرأ ابن عباس   وسعيد بن جبير  والحسن  وأبو عمرو  وعيسى   والأعرج  وشيبة  والنخعي  بكسر القاف ، والباقون بفتحها . وهي في موضع رفع بالابتداء ، إلا أن التقدير في من كسر القاف فمنها " مستقر " والفتح بمعنى لها مستقر . قال  عبد الله بن مسعود    : فلها مستقر في الرحم ومستودع في الأرض التي تموت فيها ; وهذا التفسير يدل على الفتح   . وقال الحسن    : فمستقر في القبر . وأكثر أهل التفسير يقولون : المستقر ما كان في الرحم ، والمستودع ما كان في الصلب ; رواه سعيد بن جبير  عن ابن عباس  ، وقاله  النخعي    . وعن ابن عباس  أيضا : مستقر في الأرض ، ومستودع في الأصلاب . قال سعيد بن جبير    : قال لي ابن عباس  هل تزوجت ؟ قلت : لا ; فقال : إن الله عز وجل يستخرج من ظهرك ما استودعه فيه   . وروي عن ابن عباس  أيضا أن المستقر من خلق ، والمستودع من لم يخلق ; ذكره  الماوردي    . وعن ابن عباس  أيضا : ومستودع عند الله . 
 [ ص: 44 ] قلت : وفي التنزيل ولكم في الأرض مستقر ومتاع إلى حين  والاستيداع إشارة إلى كونهم في القبر إلى أن يبعثوا للحساب . وقد تقدم في البقرة . 
قد فصلنا الآيات لقوم يفقهون  قال قتادة    : فصلنا بينا وقررنا . والله أعلم . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					