قوله تعالى : قالت يا ويلتا أألد وأنا عجوز وهذا بعلي شيخا إن هذا لشيء عجيب  
 فيه مسألتان : 
الأولى : " يا ويلتا " قال الزجاج    : أصلها يا ويلتي ; فأبدل من الياء ألف ; لأنها أخف من الياء والكسرة ; ولم ترد الدعاء على نفسها بالويل ; ولكنها كلمة تخف على أفواه النساء إذا طرأ عليهن ما يعجبن منه ; وعجبت من ولادتها ومن كون بعلها شيخا لخروجه عن العادة ، وما خرج عن العادة مستغرب ومستنكر . 
و " أألد " استفهام معناه التعجب . 
" وأنا عجوز " أي شيخة . ولقد عجزت تعجز عجزا وعجزت تعجيزا ; أي طعنت في السن . وقد يقال : عجوزة أيضا . وعجزت المرأة بكسر الجيم ; عظمت عجيزتها عجزا وعجزا بضم العين وفتحها . قال مجاهد    : كانت بنت تسع وتسعين سنة . وقال ابن إسحاق    : كانت بنت تسعين سنة . وقيل غير هذا . 
 [ ص: 63 ] الثانية : قوله تعالى : وهذا بعلي أي زوجي . شيخا نصب على الحال ، والعامل فيه التنبيه أو الإشارة . وهذا بعلي ابتداء وخبر . وقال الأخفش    : وفي قراءة ابن مسعود  وأبي    " وهذا بعلي شيخ " قال النحاس    : كما تقول هذا زيد قائم ; فزيد بدل من هذا ; وقائم خبر الابتداء . ويجوز أن يكون " هذا " مبتدأ " وزيد قائم " خبرين ; وحكى  سيبويه    : هذا حلو حامض . وقيل : كان إبراهيم  ابن مائة وعشرين سنة . وقيل : ابن مائة فكان يزيد عليها في قول مجاهد  سنة . وقيل : إنها عرضت بقولها : وهذا بعلي شيخا أي عن ترك غشيانه لها . وسارة هذه امرأة إبراهيم بنت هاران بن ناحور بن شاروع بن أرغو بن فالغ  ، وهي بنت عم إبراهيم    . 
إن هذا لشيء عجيب  أي الذي بشرتموني به لشيء عجيب . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					