قوله تعالى : قالوا أتعجبين من أمر الله رحمة الله وبركاته عليكم أهل البيت إنه حميد مجيد  
 فيه أربع مسائل : 
الأولى : قوله تعالى : قالوا أتعجبين من أمر الله  لما قالت : وأنا عجوز وهذا بعلي شيخا  وتعجبت ، أنكرت الملائكة عليها تعجبها من أمر الله ، أي من قضائه . وقدره ، أي لا عجب من أن يرزقكما الله الولد ، وهو إسحاق    . وبهذه الآية استدل كثير من العلماء على أن الذبيح إسماعيل  ، وأنه أسن من إسحاق    ; لأنها بشرت بأن إسحاق   يعيش حتى يولد له يعقوب    . وسيأتي الكلام في هذا ; وبيانه في " الصافات " إن شاء الله تعالى . 
الثانية : قوله تعالى : " رحمة الله وبركاته " مبتدأ ، والخبر " عليكم " . وحكى  سيبويه  عليكم بكسر الكاف لمجاورتها الياء . وهل هو خبر أو دعاء ؟ وكونه إخبارا أشرف ; لأن ذلك يقتضي حصول الرحمة والبركة لهم ، المعنى : أوصل الله لكم رحمته وبركاته أهل البيت . وكونه دعاء إنما يقتضي أنه أمر يترجى ولم يتحصل بعد . نصب " أهل البيت " على الاختصاص ; وهذا مذهب  سيبويه    . وقيل : على النداء . 
الثالثة : هذه الآية تعطي أن زوجة الرجل من أهل البيت ; فدل هذا على أن أزواج الأنبياء من أهل البيت ;  فعائشة    - رضي الله عنها - وغيرها من جملة أهل بيت النبي - صلى الله عليه وسلم - ; ممن قال الله فيهم : ويطهركم تطهيرا  وسيأتي 
 [ ص: 64 ] الرابعة : ودلت الآية أيضا على أن منتهى السلام وبركاته كما أخبر الله عن صالحي عباده رحمة الله وبركاته عليكم أهل البيت    . والبركة النمو والزيادة ; ومن تلك البركات أن جميع الأنبياء والمرسلين كانوا في ولد إبراهيم  وسارة    . وروى مالك  عن  وهب بن كيسان أبي نعيم  عن محمد بن عمرو بن عطاء  قال : كنت جالسا عند  عبد الله بن عباس  فدخل عليه رجل من أهل اليمن  فقال : السلام عليك ورحمة الله وبركاته    ; ثم زاد شيئا مع ذلك ; فقال ، ابن عباس    - وهو يومئذ قد ذهب بصره - من هذا ؟ فقالوا اليماني الذي يغشاك ، فعرفوه إياه ، فقال : ( إن السلام انتهى إلى البركة )   . وروي عن علي    - رضي الله عنه - أنه قال : دخلت المسجد فإذا أنا بالنبي - صلى الله عليه وسلم - في عصبة من أصحابه ، فقلت : السلام عليكم ; فقال : ( وعليك السلام ورحمة الله عشرون لي وعشرة لك ) . قال : ودخلت الثانية ; فقلت : السلام عليكم ورحمة الله فقال : ( وعليك السلام ورحمة الله وبركاته ثلاثون لي وعشرون لك ) . فدخلت الثالثة فقلت : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته : فقال : ( وعليك السلام ورحمة الله وبركاته ثلاثون لي وثلاثون لك أنا وأنت في السلام سواء   ) . 
إنه حميد مجيد  أي محمود ماجد . وقد بيناهما في " الأسماء الحسنى " . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					