قوله تعالى : وإن من شيء إلا عندنا خزائنه وما ننزله إلا بقدر معلوم  قوله - تعالى - : وإن من شيء إلا عندنا خزائنه   أي وإن من شيء من أرزاق الخلق ومنافعهم إلا عندنا خزائنه ; يعني المطر المنزل من السماء ، لأن به نبات كل شيء . قال الحسن    : المطر خزائن كل شيء . وقيل : الخزائن المفاتيح ، أي في السماء مفاتيح الأرزاق ; قاله الكلبي    . والمعنى واحد . وما ننزله إلا بقدر معلوم  أي ولكن لا ننزله إلا على حسب   [ ص: 14 ] مشيئتنا وعلى حسب حاجة الخلق إليه ; كما قال : ولو بسط الله الرزق لعباده لبغوا في الأرض ولكن ينزل بقدر ما يشاء    . وروي عن ابن مسعود   والحكم بن عيينة  وغيرهما أنه ليس عام أكثر مطرا من عام ، ولكن الله يقسمه كيف شاء ، فيمطر قوم ويحرم آخرون ، وربما كان المطر . في البحار والقفار . والخزائن جمع الخزانة ، وهو الموضع الذي يستر فيه الإنسان ماله والخزانة أيضا مصدر خزن يخزن . وما كان في خزانة الإنسان كان معدا له . فكذلك ما يقدر عليه الرب فكأنه معد عنده ; قاله القشيري .  وروى  جعفر بن محمد  عن أبيه عن جده أنه قال : في العرش مثال كل شيء خلقه الله في البر والبحر   . وهو تأويل قوله - تعالى - : وإن من شيء إلا عندنا خزائنه    . والإنزال بمعنى الإنشاء والإيجاد ; كقوله : وأنزل لكم من الأنعام ثمانية أزواج  وقوله : وأنزلنا الحديد فيه بأس شديد    . وقيل : الإنزال بمعنى الإعطاء ، وسماه إنزالا لأن أحكام الله إنما تنزل من السماء . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					