قوله تعالى : إن تحرص على هداهم فإن الله لا يهدي من يضل وما لهم من ناصرين  قوله تعالى : إن تحرص على هداهم   أي إن تطلب يا محمد  بجهدك هداهم . 
فإن الله لا يهدي من يضل وما لهم من ناصرين  أي لا يرشد من أضله ، أي من سبق له من الله الضلالة لم يهده . وهذه قراءة ابن مسعود  وأهل الكوفة    . " فيهدي " فعل مستقبل وماضيه هدى . و " من " في موضع نصب " بيهدي " ويجوز أن يكون هدى يهدي بمعنى اهتدى يهتدي ، رواه أبو عبيد  عن الفراء  قال : كما قرئ أمن لا يهدي إلا أن يهدى  بمعنى يهتدي . قال أبو عبيد    : ولا نعلم أحدا روى هذا غير الفراء  ، وليس بمتهم فيما يحكيه النحاس    : حكي لي عن محمد بن يزيد  كأن معنى لا يهدي من يضل  من علم ذلك منه وسبق ذلك له عنده ، قال : ولا يكون يهدي بمعنى يهتدي إلا أن يكون يهدي أو يهدي . وعلى قول الفراء  يهدي بمعنى يهتدي ، فيكون من في موضع رفع ، والعائد إلى من الهاء المحذوفة من الصلة ، والعائد إلى اسم إن الضمير المستكن في يضل . وقرأ الباقون " لا يهدى " بضم الياء وفتح الدال ، واختاره أبو عبيد  وأبو حاتم  ، على معنى من أضله الله لم يهده هاد ; دليله قوله : من يضلل الله فلا هادي له  ومن في موضع رفع على أنه اسم ما لم يسم فاعله ، وهي بمعنى الذي ، والعائد عليها من صلتها محذوف ، والعائد على اسم إن من " فإن الله " الضمير المستكن في يضل وما لهم من ناصرين  تقدم معناه . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					