قوله تعالى : ذلك ومن عاقب بمثل ما عوقب به ثم بغي عليه لينصرنه الله إن الله لعفو غفور   
قوله تعالى : ذلك ومن عاقب بمثل ما عوقب به    ( ذلك ) في موضع رفع ؛ أي ذلك الأمر الذي قصصنا عليك . قال مقاتل    : نزلت في قوم من مشركي مكة  لقوا قوما من المسلمين لليلتين بقيتا من المحرم فقالوا : إن أصحاب محمد  يكرهون القتال في الشهر الحرام فاحملوا عليهم ؛ فناشدهم المسلمون ألا يقاتلوهم في الشهر الحرام ؛ فأبى المشركون إلا القتال ، فحملوا عليهم فثبت المسلمون ونصرهم الله على المشركين ؛ وحصل في أنفس المسلمين من القتال في الشهر الحرام شيء ؛ فنزلت هذه الآية . وقيل : نزلت في قوم من المشركين ، مثلوا بقوم من المسلمين قتلوهم يوم أحد فعاقبهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بمثله . فمعنى من عاقب بمثل ما عوقب به  أي من جازى الظالم بمثل ما ظلمه ؛ فسمى جزاء العقوبة عقوبة لاستواء الفعلين في الصورة ؛ فهو مثل وجزاء سيئة سيئة مثلها    . ومثل فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم    . وقد تقدم . ثم بغي عليه  أي بالكلام والإزعاج من وطنه ؛ وذلك أن المشركين كذبوا نبيهم وآذوا من آمن به وأخرجوه وأخرجوهم من مكة ،  وظاهروا على إخراجهم . لينصرنه الله  أي لينصرن الله محمدا    - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه ؛ فإن الكفار بغوا عليهم . إن الله لعفو غفور  أي عفا عن المؤمنين ذنوبهم وقتالهم في الشهر الحرام وستر . 
				
						
						
