قوله تعالى : أليس الله بكاف عبده ويخوفونك بالذين من دونه   ومن يضلل الله فما له من هاد  ومن يهد الله فما له من مضل أليس الله بعزيز ذي انتقام    . 
قوله تعالى : أليس الله بكاف عبده  حذفت الياء من " كاف " لسكونها وسكون التنوين بعدها ، وكان الأصل ألا تحذف في الوقف لزوال التنوين ، إلا أنها حذفت ليعلم أنها كذلك في الوصل . ومن العرب من يثبتها في الوقف على الأصل فيقول : كافي . وقراءة العامة " عبده " بالتوحيد يعني محمدا    - صلى الله عليه وسلم - يكفيه الله وعيد المشركين وكيدهم . وقرأ حمزة   والكسائي    " عباده " وهم الأنبياء ، أو الأنبياء والمؤمنون بهم . واختار أبو عبيدة  قراءة الجماعة لقوله عقيبه : ويخوفونك بالذين من دونه    . ويحتمل أن يكون العبد لفظ الجنس ، كقوله عز من قائل : إن الإنسان لفي خسر  وعلى هذا تكون القراءة الأولى راجعة إلى الثانية . والكفاية شر الأصنام ، فإنهم كانوا يخوفون المؤمنين بالأصنام ، حتى قال إبراهيم  عليه السلام :   [ ص: 230 ] وكيف أخاف ما أشركتم ولا تخافون أنكم أشركتم بالله    . وقال الجرجاني    : إن الله كاف عبده المؤمن وعبده الكافر ، هذا بالثواب وهذا بالعقاب   . 
قوله تعالى : ويخوفونك بالذين من دونه  وذلك أنهم خوفوا النبي - صلى الله عليه وسلم - مضرة الأوثان ، فقالوا : أتسب آلهتنا ؟ لئن لم تكف عن ذكرها لتخبلنك أو تصيبنك بسوء . وقال قتادة    : مشى خالد بن الوليد  إلى العزى ليكسرها بالفأس . فقال له سادنها : أحذركها يا خالد  فإن لها شدة لا يقوم لها شيء ، فعمد خالد  إلى العزى فهشم أنفها حتى كسرها بالفأس   . وتخويفهم لخالد  تخويف للنبي صلى الله عليه وسلم ; لأنه الذي وجه خالدا    . ويدخل في الآية تخويفهم النبي - صلى الله عليه وسلم - بكثرة جمعهم وقوتهم ، كما قال : أم يقولون نحن جميع منتصر    . 
ومن يضلل الله فما له من هاد  تقدم . ومن يهد الله فما له من مضل أليس الله بعزيز ذي انتقام  أي ممن عاداه أو عادى رسله . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					