[ ص: 92 ] قوله تعالى : فلولا ألقي عليه أسورة من ذهب أو جاء معه الملائكة مقترنين     . 
قوله تعالى : فلولا أي : هلا ( ألقي عليه أساورة من ذهب    ) إنما قال ذلك لأنه كان عادة الوقت وزي أهل الشرف . وقرأ حفص    ( أسورة ) جمع سوار ، كخمار وأخمرة . وقرأ أبي    ( أساور ) جمع إسوار .  وابن مسعود    ( أساوير ) الباقون ( أساورة ) جمع الأسورة فهو جمع الجمع . ويجوز أن يكون ( أساورة ) جمع ( إسوار ) وألحقت الهاء في الجمع عوضا من الياء ، فهو مثل زناديق وزنادقة ، وبطاريق وبطارقة ، وشبهه . وقال أبو عمرو بن العلاء    : واحد الأساورة والأساور والأساوير إسوار ، وهي لغة في سوار . 
قال مجاهد    : كانوا إذا سوروا رجلا سوروه بسوارين وطوقوه بطوق ذهب علامة لسيادته ، فقال فرعون    : هلا ألقى رب موسى  عليه أساورة من ذهب إن كان صادقا! أو جاء معه الملائكة مقترنين يعني متتابعين ، في قول قتادة    . مجاهد    : يمشون معا . ابن عباس    : يعاونونه على من خالفه ، والمعنى : هلا ضم إليه الملائكة التي يزعم أنها عند ربه حتى يتكثر بهم ويصرفهم على أمره ونهيه ، فيكون ذلك أهيب في القلوب . فأوهم قومه أن رسل الله ينبغي أن يكونوا كرسل الملوك في الشاهد ، ولم يعلم أن رسل الله إنما أيدوا بالجنود السماوية ، وكل عاقل يعلم أن حفظ الله موسى  مع تفرده ووحدته من فرعون  مع كثرة أتباعه ، وإمداد موسى  بالعصا واليد البيضاء كان أبلغ من أن يكون له أسورة أو ملائكة يكونون معه أعوانا - في قول مقاتل    - أو دليلا على صدقه - في قول الكلبي    - وليس يلزم هذا لأن الإعجاز كان ، وقد كان في الجائز أن يكذب مع مجيء الملائكة كما كذب مع ظهور الآيات . 
وذكر فرعون الملائكة حكاية عن لفظ موسى ;  لأنه لا يؤمن بالملائكة من لا يعرف خالقهم . 
				
						
						
