قوله تعالى : رب السماوات والأرض وما بينهما إن كنتم موقنين لا إله إلا هو يحيي ويميت ربكم ورب آبائكم الأولين بل هم في شك يلعبون    . 
قوله تعالى : رب السماوات والأرض  قرأ الكوفيون    ( رب ) بالجر . الباقون بالرفع ، ردا على قوله : ( إنه هو السميع العليم ) وإن شئت على الابتداء ، والخبر لا إله إلا هو . أو يكون خبر ابتداء حذوف ، تقديره : هو رب السماوات والأرض . والجر على البدل من ( ربك ) وكذلك : ربكم ورب آبائكم الأولين  بالجر فيهما ، رواه الشيزري  عن الكسائي    . الباقون بالرفع على الاستئناف . ثم يحتمل أن يكون هذا الخطاب مع المعترف بأن الله خلق السماوات والأرض ، أي : إن كنتم موقنين به فاعلموا أن له أن يرسل الرسل ، وينزل الكتب . ويجوز أن يكون الخطاب مع من لا يعترف أنه الخالق ، أي : ينبغي أن يعرفوا أنه الخالق ، وأنه الذي يحيي ويميت . وقيل : الموقن هاهنا هو الذي يريد اليقين ويطلبه ، كما تقول : فلان ينجد ، أي : يريد نجدا . ويتهم ، أي : يريد تهامة . 
لا إله إلا هو يحيي ويميت أي هو خالق العالم ، فلا يجوز أن يشرك به غيره ممن لا يقدر على خلق شيء . وهو يحيي ويميت أي : يحيي الأموات ويميت الأحياء . 
ربكم ورب آبائكم الأولين  أي مالككم ومالك من تقدم منكم . واتقوا تكذيب محمد  لئلا ينزل بكم العذاب . بل هم في شك يلعبون أي ليسوا على يقين فيما يظهرونه من الإيمان والإقرار في قولهم : إن الله خالقهم ، وإنما يقولونه لتقليد   [ ص: 121 ] آبائهم من غير علم فهم في شك . وإن توهموا أنهم مؤمنون فهم يلعبون في دينهم بما يعن لهم من غير حجة . وقيل : ( يلعبون ) يضيفون إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - الافتراء استهزاء . ويقال لمن أعرض عن المواعظ : لاعب ، وهو كالصبي الذي يلعب فيفعل ما لا يدري عاقبته . 
قوله تعالى : 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					