قوله تعالى : وآخرين منهم لما يلحقوا بهم وهو العزيز الحكيم   
قوله تعالى : " وآخرين منهم " هو عطف على الأميين ؛ أي بعث في الأميين وبعث في آخرين منهم . ويجوز أن يكون منصوبا بالعطف على الهاء والميم في يعلمهم ويزكيهم ; أي يعلمهم ويعلم آخرين من المؤمنين ; لأن التعليم إذا تناسق إلى آخر الزمان كان كله مسندا إلى أوله فكأنه هو الذي تولى كل ما وجد منه . 
" لما يلحقوا بهم " أي لم يكونوا في زمانهم وسيجيئون بعدهم . قال ابن عمر   وسعيد بن جبير    : هم العجم . وفي صحيح  البخاري  ومسلم  عن  أبي هريرة  قال : كنا جلوسا عند النبي صلى الله عليه وسلم إذ نزلت عليه سورة " الجمعة " فلما قرأ : وآخرين منهم لما يلحقوا بهم  قال رجل : من هؤلاء يا رسول الله ؟ فلم يراجعه   [ ص: 84 ] النبي صلى الله عليه وسلم حتى سأله مرة أو مرتين أو ثلاثا . قال : وفينا سلمان الفارسي    . قال : فوضع النبي صلى الله عليه وسلم يده على سلمان  ثم قال : " لو كان الإيمان عند الثريا لناله رجال من هؤلاء "   . في رواية :   " لو كان الدين عند الثريا لذهب به رجل من فارس    - أو قال - من أبناء فارس  حتى يتناوله " لفظ مسلم    . وقال عكرمة    : هم التابعون . مجاهد    : هم الناس كلهم ; يعني من بعد العرب الذين بعث فيهم محمد  صلى الله عليه وسلم . وقاله ابن زيد   ومقاتل بن حيان    . قالا : هم من دخل في الإسلام بعد النبي صلى الله عليه وسلم إلى يوم القيامة . وروى  سهل بن سعد الساعدي    : أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :   " إن في أصلاب أمتي رجالا ونساء يدخلون الجنة بغير حساب " ثم تلا : وآخرين منهم لما يلحقوا بهم    . والقول الأول أثبت . وقد روي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :   " رأيتني أسقي غنما سودا ثم أتبعتها غنما عفرا ، أولها يا أبا بكر    " . فقال : يا رسول الله ، أما السود فالعرب ، وأما العفر فالعجم تتبعك بعد العرب . فقال النبي صلى الله عليه وسلم : " كذا أولها الملك " يعني جبريل  عليه السلام   . رواه  ابن أبي ليلى  عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ، وهو علي بن أبي طالب  رضي الله عنه . 
				
						
						
