قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=64&ayano=11ما أصاب من مصيبة إلا بإذن الله ومن يؤمن بالله يهد قلبه والله بكل شيء عليم
قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=64&ayano=11ما أصاب من مصيبة إلا بإذن الله أي بإرادته وقضائه . وقال
الفراء : يريد إلا بأمر الله . وقيل : إلا بعلم الله . وقيل : سبب نزولها أن الكفار قالوا : لو كان ما عليه المسلمون حقا لصانهم الله عن المصائب في الدنيا ; فبين الله تعالى أن ما أصاب من مصيبة في نفس أو مال أو قول أو فعل ، يقتضي هما أو يوجب عقابا عاجلا أو آجلا فبعلم الله وقضائه .
قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=64&ayano=9ومن يؤمن بالله أي يصدق ويعلم أنه لا يصيبه مصيبة إلا بإذن الله .
" يهد قلبه " للصبر والرضا . وقيل : يثبته على الإيمان . وقال
أبو عثمان الجيزي : من صح إيمانه يهد الله قلبه لاتباع السنة . وقيل :
nindex.php?page=tafseer&surano=64&ayano=11ومن يؤمن بالله يهد قلبه عند المصيبة فيقول :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=156إنا لله وإنا إليه راجعون ;
[ ص: 130 ] قاله
nindex.php?page=showalam&ids=13033ابن جبير . وقال
ابن عباس : هو أن يجعل الله في قلبه اليقين ليعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه ، وأن ما أخطأه لم يكن ليصيبه . وقال
الكلبي : هو إذا ابتلي صبر ، وإذا أنعم عليه شكر ، وإذا ظلم غفر . وقيل : يهد قلبه إلى نيل الثواب في الجنة . وقراءة العامة " يهد " بفتح الياء وكسر الدال ; لذكر اسم الله أولا . وقرأ
السلمي وقتادة " يهد قلبه " بضم الياء وفتح الدال على الفعل المجهول ورفع الباء ; لأنه اسم فعل لم يسم فاعله . وقرأ
طلحة بن مصرف nindex.php?page=showalam&ids=13723والأعرج " نهد " بنون على التعظيم " قلبه " بالنصب . وقرأ
عكرمة " يهدأ قلبه " بهمزة ساكنة ورفع الباء ، أي يسكن ويطمئن . وقرأ مثله مالك بن دينار ، إلا أنه لين الهمزة .
nindex.php?page=tafseer&surano=64&ayano=11والله بكل شيء عليم لا يخفى عليه تسليم من انقاد وسلم لأمره ، ولا كراهة من كرهه .
قَوْلُهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=64&ayano=11مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ
قَوْلُهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=64&ayano=11مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ أَيْ بِإِرَادَتِهِ وَقَضَائِهِ . وَقَالَ
الْفَرَّاءُ : يُرِيدُ إِلَّا بِأَمْرِ اللَّهِ . وَقِيلَ : إِلَّا بِعِلْمِ اللَّهِ . وَقِيلَ : سَبَبُ نُزُولِهَا أَنَّ الْكُفَّارَ قَالُوا : لَوْ كَانَ مَا عَلَيْهِ الْمُسْلِمُونَ حَقًّا لَصَانَهُمُ اللَّهُ عَنِ الْمَصَائِبِ فِي الدُّنْيَا ; فَبَيَّنَ اللَّهُ تَعَالَى أَنَّ مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي نَفْسٍ أَوْ مَالٍ أَوْ قَوْلٍ أَوْ فِعْلٍ ، يَقْتَضِي هَمًّا أَوْ يُوجِبُ عِقَابًا عَاجِلًا أَوْ آجِلًا فَبِعِلْمِ اللَّهِ وَقَضَائِهِ .
قَوْلُهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=64&ayano=9وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ أَيْ يُصَدِّقُ وَيَعْلَمُ أَنَّهُ لَا يُصِيبُهُ مُصِيبَةٌ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ .
" يَهْدِ قَلْبَهُ " لِلصَّبْرِ وَالرِّضَا . وَقِيلَ : يُثَبِّتُهُ عَلَى الْإِيمَانِ . وَقَالَ
أَبُو عُثْمَانَ الْجِيزِيُّ : مَنْ صَحَّ إِيمَانُهُ يَهْدِ اللَّهُ قَلْبَهُ لِاتِّبَاعِ السُّنَّةِ . وَقِيلَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=64&ayano=11وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ عِنْدَ الْمُصِيبَةِ فَيَقُولُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=156إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ ;
[ ص: 130 ] قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=13033ابْنُ جُبَيْرٍ . وَقَالَ
ابْنُ عَبَّاسٍ : هُوَ أَنْ يَجْعَلَ اللَّهُ فِي قَلْبِهِ الْيَقِينَ لِيَعْلَمَ أَنَّ مَا أَصَابَهُ لَمْ يَكُنْ لِيُخْطِئَهُ ، وَأَنَّ مَا أَخْطَأَهُ لَمْ يَكُنْ لِيُصِيبَهُ . وَقَالَ
الْكَلْبِيُّ : هُوَ إِذَا ابْتُلِيَ صَبَرَ ، وَإِذَا أُنْعِمَ عَلَيْهِ شَكَرَ ، وَإِذَا ظُلِمَ غَفَرَ . وَقِيلَ : يَهْدِ قَلْبَهُ إِلَى نَيْلِ الثَّوَابِ فِي الْجَنَّةِ . وَقِرَاءَةُ الْعَامَّةِ " يَهْدِ " بِفَتْحِ الْيَاءِ وَكَسْرِ الدَّالِّ ; لِذِكْرِ اسْمِ اللَّهِ أَوَّلًا . وَقَرَأَ
السُّلَمِيُّ وَقَتَادَةُ " يُهْدَ قَلْبُهُ " بِضَمِّ الْيَاءِ وَفَتْحِ الدَّالِ عَلَى الْفِعْلِ الْمَجْهُولِ وَرَفْعِ الْبَاءِ ; لِأَنَّهُ اسْمُ فِعْلٍ لَمْ يُسَمَّ فَاعِلُهُ . وَقَرَأَ
طَلْحَةُ بْنُ مُصَرِّفٍ nindex.php?page=showalam&ids=13723وَالْأَعْرَجُ " نَهْدِ " بِنُونٍ عَلَى التَّعْظِيمِ " قَلْبَهُ " بِالنَّصْبِ . وَقَرَأَ
عِكْرِمَةَ " يَهْدَأُ قَلْبُهُ " بِهَمْزَةٍ سَاكِنَةٍ وَرَفْعِ الْبَاءِ ، أَيْ يَسْكُنُ وَيَطْمَئِنُّ . وَقَرَأَ مِثْلَهُ مَالِكُ بْنُ دِينَارٍ ، إِلَّا أَنَّهُ لَيَّنَ الْهَمْزَةَ .
nindex.php?page=tafseer&surano=64&ayano=11وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ لَا يَخْفَى عَلَيْهِ تَسْلِيمُ مَنِ انْقَادَ وَسَلَّمَ لِأَمْرِهِ ، وَلَا كَرَاهَةَ مَنْ كَرِهَهُ .