قوله تعالى : ما أصاب من مصيبة إلا بإذن الله ومن يؤمن بالله يهد قلبه والله بكل شيء عليم  
قوله تعالى : ما أصاب من مصيبة إلا بإذن الله  أي بإرادته وقضائه . وقال الفراء    : يريد إلا بأمر الله . وقيل : إلا بعلم الله . وقيل : سبب نزولها أن الكفار قالوا : لو كان ما عليه المسلمون حقا لصانهم الله عن المصائب في الدنيا ; فبين الله تعالى أن ما أصاب من مصيبة في نفس أو مال أو قول أو فعل ، يقتضي هما أو يوجب عقابا عاجلا أو آجلا فبعلم الله وقضائه . 
قوله تعالى : ومن يؤمن بالله  أي يصدق ويعلم أنه لا يصيبه مصيبة إلا بإذن الله . 
" يهد قلبه " للصبر والرضا . وقيل : يثبته على الإيمان . وقال أبو عثمان الجيزي    : من صح إيمانه يهد الله قلبه لاتباع السنة   . وقيل : ومن يؤمن بالله يهد قلبه  عند المصيبة فيقول : إنا لله وإنا إليه راجعون    ;   [ ص: 130 ] قاله  ابن جبير    . وقال ابن عباس    : هو أن يجعل الله في قلبه اليقين ليعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه ، وأن ما أخطأه لم يكن ليصيبه   . وقال الكلبي    : هو إذا ابتلي صبر ، وإذا أنعم عليه شكر ، وإذا ظلم غفر . وقيل : يهد قلبه إلى نيل الثواب في الجنة . وقراءة العامة " يهد " بفتح الياء وكسر الدال ; لذكر اسم الله أولا . وقرأ السلمي  وقتادة    " يهد قلبه " بضم الياء وفتح الدال على الفعل المجهول ورفع الباء ; لأنه اسم فعل لم يسم فاعله . وقرأ طلحة بن مصرف   والأعرج    " نهد " بنون على التعظيم " قلبه " بالنصب . وقرأ عكرمة    " يهدأ قلبه " بهمزة ساكنة ورفع الباء ، أي يسكن ويطمئن . وقرأ مثله مالك بن دينار ، إلا أنه لين الهمزة . 
والله بكل شيء عليم  لا يخفى عليه تسليم من انقاد وسلم لأمره ، ولا كراهة من كرهه . 
				
						
						
