قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=65&ayano=12الله الذي خلق سبع سماوات ومن الأرض مثلهن يتنزل الأمر بينهن لتعلموا أن الله على كل شيء قدير وأن الله قد أحاط بكل شيء علما [ ص: 162 ] قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=65&ayano=12الله الذي خلق سبع سماوات ومن الأرض مثلهن دل على كمال قدرته وأنه يقدر على البعث والمحاسبة . ولا خلاف في السموات أنها سبع بعضها فوق بعض ; دل على ذلك حديث الإسراء وغيره . ثم قال :
nindex.php?page=tafseer&surano=65&ayano=12ومن الأرض مثلهن يعني سبعا . واختلف فيهن على قولين : أحدهما : وهو قول الجمهور - أنها سبع أرضين طباقا بعضها فوق بعض ، بين كل أرض وأرض مسافة كما بين السماء والسماء ، وفي كل أرض سكان من خلق الله . وقال
الضحاك :
nindex.php?page=tafseer&surano=65&ayano=12ومن الأرض مثلهن أي سبعا من الأرضين ، ولكنها مطبقة بعضها على بعض من غير فتوق بخلاف السموات . والأول أصح ; لأن الأخبار دالة عليه في
الترمذي nindex.php?page=showalam&ids=15397والنسائي وغيرهما . وقد مضى ذلك مبينا في " البقرة " . وقد خرج
أبو نعيم قال : حدثنا
محمد بن علي بن حبيش قال : حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=12429إسماعيل بن إسحاق السراج ، ( ح ) وحدثنا
أبو محمد بن حبان قال : حدثنا
عبد الله بن محمد بن ناجية قال : حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=16071سويد بن سعيد قال : حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=15731حفص بن ميسرة عن
nindex.php?page=showalam&ids=17177موسى بن عقبة عن
عطاء بن أبي مروان عن أبيه
nindex.php?page=hadith&LINKID=865261أن كعبا حلف له بالذي فلق البحر لموسى أن صهيبا حدثه أن محمدا صلى الله عليه وسلم لم ير قرية يريد دخولها إلا قال حين يراها : " اللهم رب السموات السبع وما أظللن ، ورب الأرضين السبع وما أقللن ، ورب الشياطين وما أضللن ، ورب الرياح وما أذرين ، إنا نسألك خير هذه القرية وخير أهلها ، ونعوذ بك من شرها وشر أهلها وشر ما فيها " . قال
أبو نعيم : هذا حديث ثابت من حديث
nindex.php?page=showalam&ids=17177موسى بن عقبة تفرد به عن
عطاء . روى عنه
ابن أبي الزناد وغيره . وفي صحيح
مسلم عن
سعيد بن زيد قال : سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول :
nindex.php?page=hadith&LINKID=831443 " من أخذ شبرا من الأرض ظلما فإنه يطوقه يوم القيامة من سبع أرضين " ومثله حديث
عائشة ، وأبين منهما حديث
nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
nindex.php?page=hadith&LINKID=830220 " لا يأخذ أحد شبرا من الأرض بغير حقه إلا طوقه الله إلى سبع أرضين يوم القيامة " . قال
nindex.php?page=showalam&ids=15151الماوردي : وعلى أنها سبع أرضين بعضها فوق بعض تختص دعوة أهل الإسلام بأهل الأرض العليا ، ولا تلزم من في غيرها من الأرضين وإن كان
[ ص: 163 ] فيها من يعقل من خلق مميز . وفي مشاهدتهم السماء واستمدادهم الضوء منها قولان : أحدهما : أنهم يشاهدون السماء من كل جانب من أرضهم ويستمدون الضياء منها . وهذا قول من جعل الأرض مبسوطة . والقول الثاني : أنهم لا يشاهدون السماء ، وأن الله تعالى خلق لهم ضياء يستمدونه . وهذا قول من جعل الأرض كالكرة . وفي الآية قول ثالث حكاه
الكلبي عن
أبي صالح عن
ابن عباس أنها سبع أرضين منبسطة ; ليس بعضها فوق بعض ، تفرق بينها البحار وتظل جميعهم السماء . فعلى هذا إن لم يكن لأحد من أهل الأرض وصول إلى أرض أخرى اختصت دعوة الإسلام بأهل هذه الأرض ، وإن كان لقوم منهم وصول إلى أرض أخرى احتمل أن تلزمهم دعوة الإسلام عند إمكان الوصول إليهم ; لأن فصل البحار إذا أمكن سلوكها لا يمنع من لزوم ما عم حكمه ، واحتمل ألا تلزمهم دعوة الإسلام لأنها لو لزمتهم لكان النص بها واردا ، ولكان صلى الله عليه وسلم بها مأمورا . والله أعلم ما استأثر بعلمه ، وصواب ما اشتبه على خلقه .
ثم قال :
nindex.php?page=tafseer&surano=65&ayano=12يتنزل الأمر بينهن قال
مجاهد : يتنزل الأمر من السموات السبع إلى الأرضين السبع . وقال
الحسن : بين كل سماءين أرض وأمر . والأمر هنا الوحي ; في قول
مقاتل وغيره . وعليه فيكون قوله : بينهن إشارة إلى بين هذه الأرض العليا التي هي أدناها وبين السماء السابعة التي هي أعلاها . وقيل : الأمر القضاء والقدر . وهو قول الأكثرين . فعلى هذا يكون المراد بقوله تعالى : بينهن إشارة إلى ما بين الأرض السفلى التي هي أقصاها وبين السماء السابعة التي هي أعلاها . وقيل :
nindex.php?page=tafseer&surano=65&ayano=12يتنزل الأمر بينهن بحياة بعض وموت بعض وغنى قوم وفقر قوم . وقيل : هو ما يدبر فيهن من عجيب تدبيره ; فينزل المطر ويخرج النبات ويأتي بالليل والنهار ، والصيف والشتاء ، ويخلق الحيوانات على اختلاف أنواعها وهيئاتها ; فينقلهم من حال إلى حال . قال
ابن كيسان : وهذا على مجال اللغة واتساعها ; كما يقال للموت : أمر الله ; وللريح والسحاب ونحوها .
nindex.php?page=tafseer&surano=65&ayano=12لتعلموا أن الله على كل شيء قدير يعني أن من قدر على هذا الملك العظيم فهو على ما بينهما من خلقه أقدر ، ومن العفو والانتقام أمكن ; وإن استوى كل ذلك في مقدوره ومكنته .
nindex.php?page=tafseer&surano=65&ayano=12وأن الله قد أحاط بكل شيء علما فلا يخرج شيء عن علمه وقدرته . ونصب علما على المصدر المؤكد ; لأن أحاط بمعنى علم . وقيل : بمعنى : وأن الله أحاط إحاطة علما . ختمت السورة بحمد الله وعونه .
قَوْلُهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=65&ayano=12اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا [ ص: 162 ] قَوْلُهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=65&ayano=12اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ دَلَّ عَلَى كَمَالِ قُدْرَتِهِ وَأَنَّهُ يَقْدِرُ عَلَى الْبَعْثِ وَالْمُحَاسَبَةِ . وَلَا خِلَافَ فِي السَّمَوَاتِ أَنَّهَا سَبْعٌ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ ; دَلَّ عَلَى ذَلِكَ حَدِيثُ الْإِسْرَاءِ وَغَيْرُهُ . ثُمَّ قَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=65&ayano=12وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَعْنِي سَبْعًا . وَاخْتُلِفَ فِيهِنَّ عَلَى قَوْلَيْنِ : أَحَدُهُمَا : وَهُوَ قَوْلُ الْجُمْهُورِ - أَنَّهَا سَبْعُ أَرَضِينَ طِبَاقًا بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ ، بَيْنَ كُلِّ أَرْضٍ وَأَرْضٍ مَسَافَةٌ كَمَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالسَّمَاءِ ، وَفِي كُلِّ أَرْضٍ سُكَّانٌ مِنْ خَلْقِ اللَّهِ . وَقَالَ
الضَّحَّاكُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=65&ayano=12وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ أَيْ سَبْعًا مِنَ الْأَرَضِينَ ، وَلَكِنَّهَا مُطْبَقَةٌ بَعْضُهَا عَلَى بَعْضٍ مِنْ غَيْرِ فُتُوقٍ بِخِلَافِ السَّمَوَاتِ . وَالْأَوَّلُ أَصَحُّ ; لِأَنَّ الْأَخْبَارَ دَالَّةٌ عَلَيْهِ فِي
التِّرْمِذِيِّ nindex.php?page=showalam&ids=15397وَالنَّسَائِيِّ وَغَيْرِهِمَا . وَقَدْ مَضَى ذَلِكَ مُبَيَّنًا فِي " الْبَقَرَةِ " . وَقَدْ خَرَّجَ
أَبُو نُعَيْمٍ قَالَ : حَدَّثَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ حُبَيْشٍ قَالَ : حَدَّثَنَا
nindex.php?page=showalam&ids=12429إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ السَّرَّاجُ ، ( ح ) وَحَدَّثَنَا
أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ حِبَّانَ قَالَ : حَدَّثَنَا
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ نَاجِيَةَ قَالَ : حَدَّثَنَا
nindex.php?page=showalam&ids=16071سُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ قَالَ : حَدَّثَنَا
nindex.php?page=showalam&ids=15731حَفْصُ بْنُ مَيْسَرَةَ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=17177مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ عَنْ
عَطَاءِ بْنِ أَبِي مَرْوَانَ عَنْ أَبِيهِ
nindex.php?page=hadith&LINKID=865261أَنَّ كَعْبًا حَلَفَ لَهُ بِالَّذِي فَلَقَ الْبَحْرَ لِمُوسَى أَنَّ صُهَيْبًا حَدَّثَهُ أَنَّ مُحَمَّدًا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمْ يَرَ قَرْيَةً يُرِيدُ دُخُولَهَا إِلَّا قَالَ حِينَ يَرَاهَا : " اللَّهُمَّ رَبَّ السَّمَوَاتِ السَّبْعِ وَمَا أَظْلَلْنَ ، وَرَبَّ الْأَرَضِينَ السَّبْعِ وَمَا أَقْلَلْنَ ، وَرَبَّ الشَّيَاطِينِ وَمَا أَضْلَلْنَ ، وَرَبَّ الرِّيَاحِ وَمَا أَذْرَيْنَ ، إِنَّا نَسْأَلُكَ خَيْرَ هَذِهِ الْقَرْيَةِ وَخَيْرَ أَهْلِهَا ، وَنَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّهَا وَشَرِّ أَهْلِهَا وَشَرِّ مَا فِيهَا " . قَالَ
أَبُو نُعَيْمٍ : هَذَا حَدِيثٌ ثَابِتٌ مِنْ حَدِيثِ
nindex.php?page=showalam&ids=17177مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ تَفَرَّدَ بِهِ عَنْ
عَطَاءٍ . رَوَى عَنْهُ
ابْنُ أَبِي الزِّنَادِ وَغَيْرُهُ . وَفِي صَحِيحِ
مُسْلِمٍ عَنْ
سَعِيدِ بْنِ زَيْدٍ قَالَ : سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=831443 " مَنْ أَخَذَ شِبْرًا مِنَ الْأَرْضِ ظُلْمًا فَإِنَّهُ يُطَوَّقُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنْ سَبْعِ أَرَضِينَ " وَمِثْلُهُ حَدِيثُ
عَائِشَةَ ، وَأَبْيَنُ مِنْهُمَا حَدِيثُ
nindex.php?page=showalam&ids=3أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=830220 " لَا يَأْخُذُ أَحَدٌ شِبْرًا مِنَ الْأَرْضِ بِغَيْرِ حَقِّهِ إِلَّا طَوَّقَهُ اللَّهُ إِلَى سَبْعِ أَرَضِينَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ " . قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=15151الْمَاوَرْدِيُّ : وَعَلَى أَنَّهَا سَبْعُ أَرَضِينَ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ تَخْتَصُّ دَعْوَةُ أَهْلِ الْإِسْلَامِ بِأَهْلِ الْأَرْضِ الْعُلْيَا ، وَلَا تَلْزَمُ مَنْ فِي غَيْرِهَا مِنَ الْأَرَضِينَ وَإِنْ كَانَ
[ ص: 163 ] فِيهَا مَنْ يَعْقِلُ مِنْ خَلْقٍ مُمَيِّزٍ . وَفِي مُشَاهَدَتِهِمُ السَّمَاءَ وَاسْتِمْدَادِهِمُ الضَّوْءَ مِنْهَا قَوْلَانِ : أَحَدُهُمَا : أَنَّهُمْ يُشَاهِدُونَ السَّمَاءَ مِنْ كُلِّ جَانِبٍ مِنْ أَرْضِهِمْ وَيَسْتَمِدُّونَ الضِّيَاءَ مِنْهَا . وَهَذَا قَوْلُ مَنْ جَعَلَ الْأَرْضَ مَبْسُوطَةً . وَالْقَوْلُ الثَّانِي : أَنَّهُمْ لَا يُشَاهِدُونَ السَّمَاءَ ، وَأَنَّ اللَّهَ تَعَالَى خَلَقَ لَهُمْ ضِيَاءً يَسْتَمِدُّونَهُ . وَهَذَا قَوْلُ مَنْ جَعَلَ الْأَرْضَ كَالْكُرَةِ . وَفِي الْآيَةِ قَوْلٌ ثَالِثٌ حَكَاهُ
الْكَلْبِيُّ عَنْ
أَبِي صَالِحٍ عَنِ
ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّهَا سَبْعُ أَرَضِينَ مُنْبَسِطَةٍ ; لَيْسَ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ ، تُفَرِّقُ بَيْنَهَا الْبِحَارُ وَتُظِلُّ جَمِيعَهَمُ السَّمَاءُ . فَعَلَى هَذَا إِنْ لَمْ يَكُنْ لِأَحَدٍ مِنْ أَهْلِ الْأَرْضِ وُصُولٌ إِلَى أَرْضٍ أُخْرَى اخْتَصَّتْ دَعْوَةُ الْإِسْلَامِ بِأَهْلِ هَذِهِ الْأَرْضِ ، وَإِنْ كَانَ لِقَوْمٍ مِنْهُمْ وُصُولٌ إِلَى أَرْضٍ أُخْرَى احْتَمَلَ أَنْ تَلْزَمَهُمْ دَعْوَةُ الْإِسْلَامِ عِنْدَ إِمْكَانِ الْوُصُولِ إِلَيْهِمْ ; لِأَنَّ فَصْلَ الْبِحَارِ إِذَا أَمْكَنَ سُلُوكُهَا لَا يَمْنَعُ مِنْ لُزُومِ مَا عَمَّ حُكْمُهُ ، وَاحْتَمَلَ أَلَّا تَلْزَمَهُمْ دَعْوَةُ الْإِسْلَامِ لِأَنَّهَا لَوْ لَزِمَتْهُمْ لَكَانَ النَّصُّ بِهَا وَارِدًا ، وَلَكَانَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِهَا مَأْمُورًا . وَاللَّهُ أَعْلَمُ مَا اسْتَأْثَرَ بِعِلْمِهِ ، وَصَوَابِ مَا اشْتَبَهَ عَلَى خَلْقِهِ .
ثُمَّ قَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=65&ayano=12يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ قَالَ
مُجَاهِدٌ : يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ مِنَ السَّمَوَاتِ السَّبْعِ إِلَى الْأَرَضِينَ السَّبْعِ . وَقَالَ
الْحَسَنُ : بَيْنَ كُلِّ سَمَاءَيْنِ أَرْضٌ وَأَمْرٌ . وَالْأَمْرُ هُنَا الْوَحْيُ ; فِي قَوْلِ
مُقَاتِلٍ وَغَيْرِهِ . وَعَلَيْهِ فَيَكُونُ قَوْلُهُ : بَيْنَهُنَّ إِشَارَةٌ إِلَى بَيْنَ هَذِهِ الْأَرْضِ الْعُلْيَا الَّتِي هِيَ أَدْنَاهَا وَبَيْنَ السَّمَاءِ السَّابِعَةِ الَّتِي هِيَ أَعْلَاهَا . وَقِيلَ : الْأَمْرُ الْقَضَاءُ وَالْقَدَرُ . وَهُوَ قَوْلُ الْأَكْثَرِينَ . فَعَلَى هَذَا يَكُونُ الْمُرَادُ بِقَوْلِهِ تَعَالَى : بَيْنَهُنَّ إِشَارَةٌ إِلَى مَا بَيْنَ الْأَرْضِ السُّفْلَى الَّتِي هِيَ أَقْصَاهَا وَبَيْنَ السَّمَاءِ السَّابِعَةِ الَّتِي هِيَ أَعْلَاهَا . وَقِيلَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=65&ayano=12يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ بِحَيَاةِ بَعْضٍ وَمَوْتِ بَعْضٍ وَغِنَى قَوْمٍ وَفَقْرِ قَوْمٍ . وَقِيلَ : هُوَ مَا يُدَبِّرُ فِيهِنَّ مِنْ عَجِيبِ تَدْبِيرِهِ ; فَيُنَزِّلُ الْمَطَرَ وَيُخْرِجُ النَّبَاتَ وَيَأْتِي بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ ، وَالصَّيْفِ وَالشِّتَاءِ ، وَيَخْلُقُ الْحَيَوَانَاتِ عَلَى اخْتِلَافِ أَنْوَاعِهَا وَهَيْئَاتِهَا ; فَيَنْقُلُهُمْ مِنْ حَالٍ إِلَى حَالٍ . قَالَ
ابْنُ كَيْسَانَ : وَهَذَا عَلَى مَجَالِ اللُّغَةِ وَاتِّسَاعِهَا ; كَمَا يُقَالُ لِلْمَوْتِ : أَمْرُ اللَّهِ ; وَلِلرِّيحِ وَالسَّحَابِ وَنَحْوِهَا .
nindex.php?page=tafseer&surano=65&ayano=12لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ يَعْنِي أَنَّ مَنْ قَدَرَ عَلَى هَذَا الْمُلْكِ الْعَظِيمِ فَهُوَ عَلَى مَا بَيْنَهُمَا مِنْ خَلْقِهِ أَقْدَرُ ، وَمِنَ الْعَفْوِ وَالِانْتِقَامِ أَمْكَنُ ; وَإِنِ اسْتَوَى كُلُّ ذَلِكَ فِي مَقْدُورِهِ وَمُكْنَتِهِ .
nindex.php?page=tafseer&surano=65&ayano=12وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا فَلَا يَخْرُجُ شَيْءٌ عَنْ عِلْمِهِ وَقُدْرَتِهِ . وَنَصَبَ عِلْمًا عَلَى الْمَصْدَرِ الْمُؤَكَّدِ ; لِأَنَّ أَحَاطَ بِمَعْنَى عَلِمَ . وَقِيلَ : بِمَعْنَى : وَأَنَّ اللَّهَ أَحَاطَ إِحَاطَةً عِلْمًا . خُتِمَتِ السُّورَةُ بِحَمْدِ اللَّهِ وَعَوْنِهِ .