[ ص: 237 ] سورة الحاقة
مكية في قول الجميع ، وهي إحدى وخمسون آية .
روى
أبو الزاهرية عن
nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
nindex.php?page=treesubj&link=28892_30279من قرأ إحدى عشرة آية من سورة الحاقة أجير من فتنة الدجال . ومن قرأها كانت له نورا يوم القيامة من فوق رأسه إلى قدمه .
بسم الله الرحمن الرحيم
nindex.php?page=tafseer&surano=69&ayano=1الحاقة ما الحاقة وما أدراك ما الحاقة nindex.php?page=treesubj&link=29040قوله تعالى : nindex.php?page=tafseer&surano=69&ayano=1الحاقة ما الحاقة يريد القيامة ; سميت بذلك لأن الأمور تحق فيها ; قاله
الطبري . كأنه جعلها من باب " ليل نائم " . وقيل : سميت حاقة لأنها تكون من غير شك . وقيل : سميت بذلك لأنها أحقت لأقوام الجنة ، وأحقت لأقوام النار . وقيل : سميت بذلك لأن فيها يصير كل إنسان حقيقا بجزاء عمله . وقال
الأزهري : يقال حاققته فحققته أحقه ; أي غالبته فغلبته . فالقيامة حاقة لأنها تحق كل محاق في دين الله بالباطل ; أي كل مخاصم . وفي الصحاح : وحاقه أي خاصمه وادعى كل واحد منهما الحق ; فإذا غلبه قيل حقه . ويقال للرجل إذا خاصم في صغار الأشياء : إنه لنزق الحقاق . ويقال : ماله فيه حق ولا حقاق ; أي خصومة . والتحاق التخاصم . والاحتقاق : الاختصام . والحاقة والحقة والحق ثلاث لغات بمعنى . وقال
الكسائي والمؤرج : الحاقة يوم الحق . وتقول العرب : لما عرف الحقة مني هرب . والحاقة
[ ص: 238 ] الأولى رفع بالابتداء ، والخبر المبتدأ الثاني وخبره وهو ما الحاقة لأن معناها ما هي . واللفظ استفهام ، معناه التعظيم والتفخيم لشأنها ; كما تقول : زيد ما زيد على التعظيم لشأنه .
nindex.php?page=tafseer&surano=69&ayano=3وما أدراك ما الحاقة استفهام أيضا ; أي أي شيء أعلمك ما ذلك اليوم . والنبي صلى الله عليه وسلم كان عالما بالقيامة ولكن بالصفة فقيل تفخيما لشأنها : وما أدراك ما هي ; كأنك لست تعلمها إذ لم تعاينها . وقال
يحيى بن سلام : بلغني أن كل شيء في القرآن " وما أدراك " فقد أدراه إياه وعلمه . وكل شيء قال : وما يدريك فهو مما لم يعلمه . وقال
سفيان بن عيينة : كل شيء قال فيه : " وما أدراك " فإنه أخبر به ، وكل شيء قال فيه : وما يدريك فإنه لم يخبر به .
[ ص: 237 ] سُورَةُ الْحَاقَّةِ
مَكِّيَّةٌ فِي قَوْلِ الْجَمِيعِ ، وَهِيَ إِحْدَى وَخَمْسُونَ آيَةً .
رَوَى
أَبُو الزَّاهِرِيَّةِ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=3أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
nindex.php?page=treesubj&link=28892_30279مَنْ قَرَأَ إِحْدَى عَشْرَةَ آيَةً مِنْ سُورَةِ الْحَاقَّةِ أُجِيرَ مِنْ فِتْنَةِ الدَّجَّالِ . وَمَنْ قَرَأَهَا كَانَتْ لَهُ نُورًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنْ فَوْقِ رَأْسِهِ إِلَى قَدِمِهِ .
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
nindex.php?page=tafseer&surano=69&ayano=1الْحَاقَّةُ مَا الْحَاقَّةُ وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْحَاقَّةُ nindex.php?page=treesubj&link=29040قَوْلُهُ تَعَالَى : nindex.php?page=tafseer&surano=69&ayano=1الْحَاقَّةُ مَا الْحَاقَّةُ يُرِيدُ الْقِيَامَةَ ; سُمِّيَتْ بِذَلِكَ لِأَنَّ الْأُمُورَ تَحِقُّ فِيهَا ; قَالَهُ
الطَّبَرِيُّ . كَأَنَّهُ جَعَلَهَا مِنْ بَابِ " لَيْلٍ نَائِمٍ " . وَقِيلَ : سُمِّيَتْ حَاقَّةً لِأَنَّهَا تَكُونُ مِنْ غَيْرِ شَكٍّ . وَقِيلَ : سُمِّيَتْ بِذَلِكَ لِأَنَّهَا أَحَقَّتْ لِأَقْوَامٍ الْجَنَّةَ ، وَأَحَقَّتْ لِأَقْوَامٍ النَّارَ . وَقِيلَ : سُمِّيَتْ بِذَلِكَ لِأَنَّ فِيهَا يَصِيرُ كُلُّ إِنْسَانٍ حَقِيقًا بِجَزَاءِ عَمَلِهِ . وَقَالَ
الْأَزْهَرِيُّ : يُقَالُ حَاقَقْتُهُ فَحَقَقْتُهُ أَحُقُّهُ ; أَيْ غَالَبْتُهُ فَغَلَبْتُهُ . فَالْقِيَامَةُ حَاقَّةٌ لِأَنَّهَا تَحُقُّ كُلَّ مُحَاقٍّ فِي دِينِ اللَّهِ بِالْبَاطِلِ ; أَيْ كُلَّ مُخَاصِمٍ . وَفِي الصِّحَاحِ : وَحَاقَّهُ أَيْ خَاصَمَهُ وَادَّعَى كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا الْحَقَّ ; فَإِذَا غَلَبَهُ قِيلَ حَقُّهُ . وَيُقَالُ لِلرَّجُلِ إِذَا خَاصَمَ فِي صِغَارِ الْأَشْيَاءِ : إِنَّهُ لَنَزِقُ الْحِقَاقَ . وَيُقَالُ : مَالُهُ فِيهِ حَقٌّ وَلَا حِقَاقٌ ; أَيْ خُصُومَةٌ . وَالتَّحَاقُّ التَّخَاصُمِ . وَالِاحْتِقَاقُ : الِاخْتِصَامُ . وَالْحَاقَّةُ وَالْحَقَّةُ وَالْحَقُّ ثَلَاثُ لُغَاتٍ بِمَعْنًى . وَقَالَ
الْكِسَائِيُّ وَالْمُؤَرِّجُ : الْحَاقَّةُ يَوْمَ الْحَقِّ . وَتَقُولُ الْعَرَبُ : لَمَّا عَرَفَ الْحَقَّةَ مِنِّي هَرَبَ . وَالْحَاقَّةُ
[ ص: 238 ] الْأُولَى رَفْعٌ بِالِابْتِدَاءِ ، وَالْخَبَرُ الْمُبْتَدَأُ الثَّانِي وَخَبَرُهُ وَهُوَ مَا الْحَاقَّةُ لِأَنَّ مَعْنَاهَا مَا هِيَ . وَاللَّفْظُ اسْتِفْهَامٌ ، مَعْنَاهُ التَّعْظِيمُ وَالتَّفْخِيمُ لِشَأْنِهَا ; كَمَا تَقُولُ : زَيْدٌ مَا زَيْدٌ عَلَى التَّعْظِيمِ لِشَأْنِهِ .
nindex.php?page=tafseer&surano=69&ayano=3وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْحَاقَّةُ اسْتِفْهَامٌ أَيْضًا ; أَيْ أَيُّ شَيْءٍ أَعْلَمَكَ مَا ذَلِكَ الْيَوْمُ . وَالنَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ عَالِمًا بِالْقِيَامَةِ وَلَكِنْ بِالصِّفَةِ فَقِيلَ تَفْخِيمًا لِشَأْنِهَا : وَمَا أَدْرَاكَ مَا هِيَ ; كَأَنَّكَ لَسْتَ تَعْلَمُهَا إِذْ لَمْ تُعَايِنْهَا . وَقَالَ
يَحْيَى بْنُ سَلَّامٍ : بَلَغَنِي أَنَّ كُلَّ شَيْءٍ فِي الْقُرْآنِ " وَمَا أَدْرَاكَ " فَقَدْ أَدْرَاهُ إِيَّاهُ وَعَلَّمَهُ . وَكُلُّ شَيْءٍ قَالَ : وَمَا يُدْرِيكَ فَهُوَ مِمَّا لَمْ يَعْلَمْهُ . وَقَالَ
سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ : كُلُّ شَيْءٍ قَالَ فِيهِ : " وَمَا أَدْرَاكَ " فَإِنَّهُ أُخْبِرَ بِهِ ، وَكُلُّ شَيْءٍ قَالَ فِيهِ : وَمَا يُدْرِيكَ فَإِنَّهُ لَمْ يُخْبَرْ بِهِ .