قوله تعالى : فليس له اليوم هاهنا حميم  ولا طعام إلا من غسلين  لا يأكله إلا الخاطئون  
قوله تعالى : فليس له اليوم هاهنا حميم  خبر " ليس " قوله : له ولا يكون الخبر قوله : ها هنا لأن المعنى يصير : ليس ها هنا طعام إلا من غسلين ، ولا يصح ذلك ; لأن ثم طعاما غيره . و ها هنا متعلق بما في له من معنى الفعل . والحميم ها هنا القريب . أي ليس له قريب يرق له ويدفع عنه . وهو مأخوذ من الحميم وهو الماء الحار ; كأنه الصديق الذي يرق ويحترق قلبه له . والغسلين فعلين من الغسل ; فكأنه ينغسل من أبدانهم ، وهو صديد أهل النار السائل من جروحهم وفروجهم ، عن ابن عباس    . وقال الضحاك   والربيع بن أنس    : هو شجر يأكله أهل النار . والغسل ( بالكسر ) : ما يغسل به الرأس من خطمي وغيره . الأخفش    :   [ ص: 252 ] ومنه الغسلين ، وهو ما انغسل من لحوم أهل النار ودمائهم . وزيد فيه الياء والنون كما زيد في عفرين . وقال قتادة    : هو شر الطعام وأبشعه . ابن زيد    : لا يعلم ما هو ولا الزقوم . وقال في موضع آخر : ليس لهم طعام إلا من ضريع يجوز أن يكون الضريع من الغسلين . وقيل : في الكلام تقديم وتأخير ; والمعنى فليس له اليوم ها هنا حميم إلا من غسلين . وقيل : في الكلام تقديم وتأخير ; والمعنى فليس له اليوم ها هنا حميم إلا من غسلين ; ويكون الماء الحار . 
" ولا طعام " أي وليس لهم طعام ينتفعون به . 
لا يأكله إلا الخاطئون  أي المذنبون . وقال ابن عباس    : يعني المشركين . وقرئ " الخاطيون " بإبدال الهمزة ياء ، و " الخاطون " بطرحها . وعن ابن عباس    : ما الخاطون كلنا نخطو . وروى أبو الأسود الدؤلي    : ما الخاطون ؟ إنما هو الخاطئون . ما الصابون إنما هو الصابئون . ويجوز أن يراد الذي يتخطون الحق إلى الباطل ويتعدون حدود الله عز وجل . 
				
						
						
