nindex.php?page=treesubj&link=29041قوله تعالى : nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=43يوم يخرجون من الأجداث سراعا كأنهم إلى نصب يوفضون يوم بدل من " يومهم " الذي قبله ، وقراءة العامة " يخرجون " بفتح الياء وضم الراء على أنه مسمى الفاعل . وقرأ
السلمي والمغيرة والأعشى عن
عاصم " يخرجون " بضم الياء وفتح الراء على الفعل المجهول . والأجداث القبور ; واحدها جدث . وقد مضى في سورة " يس " .
" سراعا " حين يسمعون الصيحة الآخرة إلى إجابة الداعي ; وهو نصب على الحال
nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=43كأنهم إلى نصب يوفضون قراءة العامة بفتح النون وجزم الصاد . وقرأ
ابن عامر وحفص بضم النون والصاد . وقرأ
عمرو بن ميمون وأبو رجاء وغيرهما بضم النون وإسكان الصاد . والنصب والنصب لغتان مثل الضعف والضعف .
الجوهري : والنصب ما نصب فعبد من دون الله ، وكذلك النصب بالضم ; وقد يحرك . قال
الأعشى :
وذا النصب المنصوب لا تنسكنه لعافية والله ربك فاعبدا
أراد " فاعبدن " فوقف بالألف ; كما تقول : رأيت زيدا . والجمع الأنصاب . وقوله : " وذا النصب " بمعنى إياك وذا النصب . والنصب الشر والبلاء ; ومنه قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=41أني مسني الشيطان بنصب وعذاب . وقال
الأخفش والفراء : النصب جمع النصب مثل رهن ورهن ، والأنصاب جمع نصب ; فهو جمع الجمع . وقيل : النصب والأنصاب واحد . وقيل : النصب جمع نصاب ، هو حجر أو صنم يذبح عليه ; ومنه قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=3وما ذبح على النصب . وقد قيل : نصب ونصب ونصب بمعنى واحد ; كما قيل عمر وعمر وعمر . ذكره
النحاس . قال
[ ص: 272 ] ابن عباس :
nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=43إلى نصب إلى غاية ، وهي التي تنصب إليها بصرك . وقال
الكلبي : إلى شيء منصوب ; علم أو راية . وقال
الحسن : كانوا يبتدرون إذا طلعت الشمس إلى نصبهم التي كانوا يعبدونها من دون الله لا يلوي أولهم على آخرهم .
" يوفضون " يسرعون ، والإيفاض الإسراع . قال الشاعر :
فوارس ذبيان تحت الحدي د كالجن يوفضن من عبقر
عبقر : موضع تزعم العرب أنه من أرض الجن . قال
لبيد :
كهول وشبان كجنة عبقر
وقال
الليث : وفضت الإبل تفض وفضا ; وأوفضها صاحبها . فالإيفاض متعد ، والذي في الآية لازم . يقال : وفض وأوفض واستوفض بمعنى أسرع .
nindex.php?page=treesubj&link=29041قَوْلُهُ تَعَالَى : nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=43يَوْمَ يَخْرُجُونَ مِنَ الْأَجْدَاثِ سِرَاعًا كَأَنَّهُمْ إِلَى نُصُبٍ يُوفِضُونَ يَوْمَ بَدَلٌ مِنْ " يَوْمِهِمُ " الَّذِي قَبْلَهُ ، وَقِرَاءَةُ الْعَامَّةِ " يَخْرُجُونَ " بِفَتْحِ الْيَاءِ وَضَمِّ الرَّاءِ عَلَى أَنَّهُ مُسَمَّى الْفَاعِلِ . وَقَرَأَ
السُّلَمِيُّ وَالْمُغِيرَةُ وَالْأَعْشَى عَنْ
عَاصِمٍ " يُخْرَجُونَ " بِضَمِّ الْيَاءِ وَفَتْحِ الرَّاءِ عَلَى الْفِعْلِ الْمَجْهُولِ . وَالْأَجْدَاثُ الْقُبُورُ ; وَاحِدُهَا جَدَثٌ . وَقَدْ مَضَى فِي سُورَةِ " يس " .
" سِرَاعًا " حِينَ يَسْمَعُونَ الصَّيْحَةَ الْآخِرَةَ إِلَى إِجَابَةِ الدَّاعِي ; وَهُوَ نَصْبٌ عَلَى الْحَالِ
nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=43كَأَنَّهُمْ إِلَى نُصُبٍ يُوفِضُونَ قِرَاءَةُ الْعَامَّةِ بِفَتْحِ النُّونِ وَجَزْمِ الصَّادِ . وَقَرَأَ
ابْنُ عَامِرٍ وَحَفْصٌ بِضَمِّ النُّونِ وَالصَّادِ . وَقَرَأَ
عَمْرُو بْنُ مَيْمُونٍ وَأَبُو رَجَاءٍ وَغَيْرُهُمَا بِضَمِّ النُّونِ وَإِسْكَانِ الصَّادِ . وَالنُّصْبُ وَالنَّصْبُ لُغَتَانِ مِثْلَ الضُّعْفِ وَالضَّعْفِ .
الْجَوْهَرِيُّ : وَالنَّصْبُ مَا نُصِبَ فَعُبِدَ مِنْ دُونِ اللَّهِ ، وَكَذَلِكَ النُّصْبُ بِالضَّمِّ ; وَقَدْ يُحَرَّكُ . قَالَ
الْأَعْشَى :
وَذَا النُّصُبِ الْمَنْصُوبِ لَا تَنْسُكَنَّهُ لِعَافِيَةٍ وَاللَّهَ رَبَّكَ فَاعْبُدَا
أَرَادَ " فَاعْبُدَنْ " فَوَقَفَ بِالْأَلِفِ ; كَمَا تَقُولُ : رَأَيْتُ زَيْدًا . وَالْجَمْعُ الْأَنْصَابُ . وَقَوْلُهُ : " وَذَا النُّصُبِ " بِمَعْنَى إِيَّاكَ وَذَا النُّصُبِ . وَالنُّصُبُ الشَّرُّ وَالْبَلَاءُ ; وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=41أَنِّي مَسَّنِيَ الشَّيْطَانُ بِنُصْبٍ وَعَذَابٍ . وَقَالَ
الْأَخْفَشُ وَالْفَرَّاءُ : النُّصُبُ جَمْعُ النَّصْبِ مِثْلَ رَهْنٍ وَرُهُنٍ ، وَالْأَنْصَابُ جَمْعُ نُصُبٍ ; فَهُوَ جَمْعُ الْجَمْعِ . وَقِيلَ : النُّصُبُ وَالْأَنْصَابُ وَاحِدٌ . وَقِيلَ : النُّصُبُ جَمْعُ نِصَابٍ ، هُوَ حَجَرٌ أَوْ صَنَمٌ يُذْبَحُ عَلَيْهِ ; وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=3وَمَا ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ . وَقَدْ قِيلَ : نَصْبٌ وَنُصْبٌ وَنُصُبٌ بِمَعْنًى وَاحِدٍ ; كَمَا قِيلَ عَمْرٌ وَعُمْرٌ وَعُمُرٌ . ذَكَرَهُ
النَّحَّاسُ . قَالَ
[ ص: 272 ] ابْنُ عَبَّاسٍ :
nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=43إِلَى نُصُبٍ إِلَى غَايَةٍ ، وَهِيَ الَّتِي تَنْصِبُ إِلَيْهَا بَصَرَكَ . وَقَالَ
الْكَلْبِيُّ : إِلَى شَيْءٍ مَنْصُوبٍ ; عَلَمٌ أَوْ رَايَةٌ . وَقَالَ
الْحَسَنُ : كَانُوا يَبْتَدِرُونَ إِذَا طَلَعَتِ الشَّمْسُ إِلَى نُصُبِهِمُ الَّتِي كَانُوا يَعْبُدُونَهَا مِنْ دُونِ اللَّهِ لَا يَلْوِي أَوَّلُهُمْ عَلَى آخِرِهِمْ .
" يُوفِضُونَ " يُسْرِعُونَ ، وَالْإِيفَاضُ الْإِسْرَاعُ . قَالَ الشَّاعِرُ :
فَوَارِسُ ذُبْيَانَ تَحْتَ الْحَدِي دِ كَالْجِنِّ يُوفِضْنَ مِنْ عَبْقَرِ
عَبْقَرٌ : مَوْضِعٌ تَزْعُمُ الْعَرَبُ أَنَّهُ مِنْ أَرْضِ الْجِنِّ . قَالَ
لَبِيَدٌ :
كُهُولٌ وَشُبَّانٌ كَجِنَّةِ عَبْقَرِ
وَقَالَ
اللَّيْثُ : وَفَضَتِ الْإِبِلُ تَفِضْ وَفْضًا ; وَأَوْفَضَهَا صَاحِبُهَا . فَالْإِيفَاضُ مُتَعَدٍّ ، وَالَّذِي فِي الْآيَةِ لَازِمٌ . يُقَالُ : وُفِضَ وَأَوْفَضَ وَاسْتَوْفَضَ بِمَعْنَى أَسْرَعَ .