قوله تعالى : ما لكم لا ترجون لله وقارا وقد خلقكم أطوارا  قيل : الرجاء هنا بمعنى الخوف ; أي ما لكم لا تخافون لله عظمة وقدرة على أحدكم بالعقوبة . أي أي عذر لكم في ترك الخوف من الله . وقال سعيد بن جبير   وأبو العالية  وعطاء بن   [ ص: 278 ] أبي رباح    : ما لكم لا ترجون لله ثوابا ولا تخافون له عقابا . وقال سعيد بن جبير  عن ابن عباس    : ما لكم لا تخشون لله عقابا وترجون منه ثوابا . وقال الوالبي  والعوفي  عنه : ما لكم لا تعلمون لله عظمة . وقال ابن عباس  أيضا ومجاهد    : ما لكم لا ترون لله عظمة . وعن مجاهد  والضحاك    : ما لكم لا تبالون لله عظمة . قال قطرب    : هذه لغة حجازية . وهذيل  وخزاعة  ومضر  يقولون : لم أرج : لم أبال . والوقار : العظمة . والتوقير : التعظيم . وقال قتادة    : ما لكم لا ترجون لله عاقبة ; كأن المعنى ما لكم لا ترجون لله عاقبة الإيمان . وقال ابن كيسان    : ما لكم لا ترجون في عبادة الله وطاعته أن يثيبكم على توقيركم خيرا . وقال ابن زيد    : ما لكم لا تؤدون لله طاعة . وقال الحسن    : ما لكم لا تعرفون لله حقا ولا تشكرون له نعمة . وقيل : ما لكم لا توحدون الله ; لأن من عظمه فقد وحده . وقيل : إن الوقار الثبات لله عز وجل ; ومنه قوله تعالى : وقرن في بيوتكن  أي اثبتن . ومعناه ما لكم لا تثبتون وحدانية الله تعالى وأنه إلهكم لا إله لكم سواه ; قاله ابن بحر    . ثم دلهم على ذلك فقال : 
وقد خلقكم أطوارا  أي جعل لكم في أنفسكم آية تدل على توحيده . قال ابن عباس    : أطوارا يعني نطفة ثم علقة ثم مضغة ; أي طورا بعد طور إلى تمام الخلق ، كما ذكر في سورة " المؤمنون " . والطور في اللغة : المرة ; أي من فعل هذا وقدر عليه فهو أحق أن تعظموه . وقيل : أطوارا صبيانا ، ثم شبابا ، ثم شيوخا وضعفاء ، ثم أقوياء . وقيل : أطوارا أي أنواعا : صحيحا وسقيما ، وبصيرا وضريرا ، وغنيا وفقيرا . وقيل : إن " أطوارا " اختلافهم في الأخلاق والأفعال . 
				
						
						
