nindex.php?page=treesubj&link=29042قوله تعالى : nindex.php?page=tafseer&surano=71&ayano=13ما لكم لا ترجون لله وقارا وقد خلقكم أطوارا قيل : الرجاء هنا بمعنى الخوف ; أي ما لكم لا تخافون لله عظمة وقدرة على أحدكم بالعقوبة . أي أي عذر لكم في ترك الخوف من الله . وقال
سعيد بن جبير nindex.php?page=showalam&ids=11873وأبو العالية وعطاء بن [ ص: 278 ] أبي رباح : ما لكم لا ترجون لله ثوابا ولا تخافون له عقابا . وقال
سعيد بن جبير عن
ابن عباس : ما لكم لا تخشون لله عقابا وترجون منه ثوابا . وقال
الوالبي والعوفي عنه : ما لكم لا تعلمون لله عظمة . وقال
ابن عباس أيضا
ومجاهد : ما لكم لا ترون لله عظمة . وعن
مجاهد والضحاك : ما لكم لا تبالون لله عظمة . قال
قطرب : هذه لغة حجازية .
وهذيل وخزاعة ومضر يقولون : لم أرج : لم أبال . والوقار : العظمة . والتوقير : التعظيم . وقال
قتادة : ما لكم لا ترجون لله عاقبة ; كأن المعنى ما لكم لا ترجون لله عاقبة الإيمان . وقال
ابن كيسان : ما لكم لا ترجون في عبادة الله وطاعته أن يثيبكم على توقيركم خيرا . وقال
ابن زيد : ما لكم لا تؤدون لله طاعة . وقال
الحسن : ما لكم لا تعرفون لله حقا ولا تشكرون له نعمة . وقيل : ما لكم لا توحدون الله ; لأن من عظمه فقد وحده . وقيل : إن الوقار الثبات لله عز وجل ; ومنه قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=33وقرن في بيوتكن أي اثبتن . ومعناه ما لكم لا تثبتون وحدانية الله تعالى وأنه إلهكم لا إله لكم سواه ; قاله
ابن بحر . ثم دلهم على ذلك فقال :
nindex.php?page=tafseer&surano=71&ayano=14وقد خلقكم أطوارا أي جعل لكم في أنفسكم آية تدل على توحيده . قال
ابن عباس : أطوارا يعني نطفة ثم علقة ثم مضغة ; أي طورا بعد طور إلى تمام الخلق ، كما ذكر في سورة " المؤمنون " . والطور في اللغة : المرة ; أي من فعل هذا وقدر عليه فهو أحق أن تعظموه . وقيل : أطوارا صبيانا ، ثم شبابا ، ثم شيوخا وضعفاء ، ثم أقوياء . وقيل : أطوارا أي أنواعا : صحيحا وسقيما ، وبصيرا وضريرا ، وغنيا وفقيرا . وقيل : إن " أطوارا " اختلافهم في الأخلاق والأفعال .
nindex.php?page=treesubj&link=29042قَوْلُهُ تَعَالَى : nindex.php?page=tafseer&surano=71&ayano=13مَا لَكُمْ لَا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَارًا وَقَدْ خَلَقَكُمْ أَطْوَارًا قِيلَ : الرَّجَاءُ هُنَا بِمَعْنَى الْخَوْفِ ; أَيْ مَا لَكُمْ لَا تَخَافُونَ لِلَّهِ عَظَمَةً وَقُدْرَةً عَلَى أَحَدِكُمْ بِالْعُقُوبَةِ . أَيْ أَيُّ عُذْرٍ لَكُمْ فِي تَرْكِ الْخَوْفِ مِنَ اللَّهِ . وَقَالَ
سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ nindex.php?page=showalam&ids=11873وَأَبُو الْعَالِيَةِ وَعَطَاءُ بْنُ [ ص: 278 ] أَبِي رَبَاحٍ : مَا لَكُمْ لَا تَرْجُونَ لِلَّهِ ثَوَابًا وَلَا تَخَافُونَ لَهُ عِقَابًا . وَقَالَ
سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ عَنِ
ابْنِ عَبَّاسٍ : مَا لَكُمْ لَا تَخْشَوْنَ لِلَّهِ عِقَابًا وَتَرْجُونَ مِنْهُ ثَوَابًا . وَقَالَ
الْوَالِبِيُّ وَالْعَوْفِيُّ عَنْهُ : مَا لَكُمْ لَا تَعْلَمُونَ لِلَّهِ عَظَمَةً . وَقَالَ
ابْنُ عَبَّاسٍ أَيْضًا
وَمُجَاهِدٌ : مَا لَكُمْ لَا تَرَوْنَ لِلَّهِ عَظَمَةً . وَعَنْ
مُجَاهِدٍ وَالضَّحَّاكِ : مَا لَكُمْ لَا تُبَالُونَ لِلَّهِ عَظَمَةً . قَالَ
قُطْرُبٌ : هَذِهِ لُغَةٌ حِجَازِيَّةٌ .
وَهُذَيْلٌ وَخُزَاعَةُ وَمُضَرُ يَقُولُونَ : لَمْ أَرْجُ : لَمْ أُبَالِ . وَالْوَقَارُ : الْعَظَمَةُ . وَالتَّوْقِيرُ : التَّعْظِيمُ . وَقَالَ
قَتَادَةُ : مَا لَكُمْ لَا تَرْجُونَ لِلَّهِ عَاقِبَةً ; كَأَنَّ الْمَعْنَى مَا لَكُمْ لَا تَرْجُونَ لِلَّهِ عَاقِبَةَ الْإِيمَانِ . وَقَالَ
ابْنُ كَيْسَانَ : مَا لَكُمْ لَا تَرْجُونَ فِي عِبَادَةِ اللَّهِ وَطَاعَتِهِ أَنْ يُثِيبَكُمْ عَلَى تَوْقِيرِكُمْ خَيْرًا . وَقَالَ
ابْنُ زَيْدٍ : مَا لَكُمْ لَا تُؤَدُّونَ لِلَّهِ طَاعَةً . وَقَالَ
الْحَسَنُ : مَا لَكُمْ لَا تَعْرِفُونَ لِلَّهِ حَقًّا وَلَا تَشْكُرُونَ لَهُ نِعْمَةً . وَقِيلَ : مَا لَكُمْ لَا تُوَحِّدُونَ اللَّهَ ; لِأَنَّ مَنْ عَظَّمَهُ فَقَدْ وَحَّدَهُ . وَقِيلَ : إِنَّ الْوَقَارَ الثَّبَاتُ لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ ; وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=33وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ أَيِ اثْبُتْنَ . وَمَعْنَاهُ مَا لَكُمْ لَا تُثْبِتُونَ وَحْدَانِيَّةَ اللَّهِ تَعَالَى وَأَنَّهُ إِلَهُكُمْ لَا إِلَهَ لَكُمْ سِوَاهُ ; قَالَهُ
ابْنُ بَحْرٍ . ثُمَّ دَلَّهُمْ عَلَى ذَلِكَ فَقَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=71&ayano=14وَقَدْ خَلَقَكُمْ أَطْوَارًا أَيْ جَعَلَ لَكُمْ فِي أَنْفُسِكُمْ آيَةً تَدُلُّ عَلَى تَوْحِيدِهِ . قَالَ
ابْنُ عَبَّاسٍ : أَطْوَارًا يَعْنِي نُطْفَةً ثُمَّ عَلَقَةً ثُمَّ مُضْغَةً ; أَيْ طَوْرًا بَعْدَ طَوْرٍ إِلَى تَمَامِ الْخَلْقِ ، كَمَا ذُكِرَ فِي سُورَةِ " الْمُؤْمِنُونَ " . وَالطَّوْرُ فِي اللُّغَةِ : الْمَرَّةُ ; أَيْ مَنْ فَعَلَ هَذَا وَقَدَرَ عَلَيْهِ فَهُوَ أَحَقُّ أَنْ تُعَظِّمُوهُ . وَقِيلَ : أَطْوَارًا صِبْيَانًا ، ثُمَّ شَبَابًا ، ثُمَّ شُيُوخًا وَضُعَفَاءَ ، ثُمَّ أَقْوِيَاءَ . وَقِيلَ : أَطْوَارًا أَيْ أَنْوَاعًا : صَحِيحًا وَسَقِيمًا ، وَبَصِيرًا وَضَرِيرًا ، وَغَنِيًّا وَفَقِيرًا . وَقِيلَ : إِنَّ " أَطْوَارًا " اخْتِلَافُهُمْ فِي الْأَخْلَاقِ وَالْأَفْعَالِ .