قوله تعالى : رب اغفر لي ولوالدي ولمن دخل بيتي مؤمنا وللمؤمنين والمؤمنات ولا تزد الظالمين إلا تبارا   
قوله تعالى : رب اغفر لي ولوالدي  دعا لنفسه ولوالديه وكانا مؤمنين . وهما : لمك بن متوشلخ  وشمخى بنت أنوش    ; ذكره القشيري  والثعلبي    . وحكى  الماوردي  في اسم أمه منجل    . وقال سعيد بن جبير    : أراد بوالديه أباه وجده . وقرأ سعيد بن جبير    " لوالدي " بكسر الدال على الواحد . قال الكلبي    : كان بينه وبين آدم  عشرة آباء كلهم مؤمنون . وقال ابن عباس    : لم يكفر لنوح  والد فيما بينه وبين آدم  عليهما السلام . 
ولمن دخل بيتي مؤمنا  أي مسجدي ومصلاي مصليا مصدقا بالله . وكان إنما يدخل بيوت الأنبياء من آمن منهم فجعل المسجد سببا للدعاء بالغفرة . وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم :   " الملائكة تصلي على أحدكم ما دام في مجلسه الذي صلى فيه ما لم يحدث فيه تقول : اللهم اغفر له ، اللهم ارحمه . " الحديث . وقد تقدم . وهذا قول ابن عباس    . بيتي مسجدي ; حكاه الثعلبي  وقاله الضحاك    . وعن ابن عباس  أيضا : أي ولمن دخل ديني ; فالبيت بمعنى الدين ; حكاه القشيري  وقاله جويبر . وعن ابن عباس  أيضا : يعني صديقي الداخل إلى منزلي ; حكاه  الماوردي    . وقيل : أراد داري . وقيل سفينتي . 
وللمؤمنين والمؤمنات  عامة إلى يوم القيامة ; قاله الضحاك    . وقال الكلبي    : من أمة محمد  صلى الله عليه وسلم . وقيل : من قومه ; والأول أظهر . 
ولا تزد الظالمين  أي الكافرين . 
إلا تبارا  إلا هلاكا ; فهي عامة في كل كافر ومشرك . وقيل : أراد مشركي قومه . والتبار : الهلاك . وقيل : الخسران ; حكاهما  السدي    . ومنه قوله تعالى : إن هؤلاء متبر ما هم فيه    . وقيل : التبار الدمار ; والمعنى واحد . والله أعلم بذلك . وهو الموفق للصواب . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					