قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=13وأنا لما سمعنا الهدى آمنا به فمن يؤمن بربه فلا يخاف بخسا ولا رهقا nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=14وأنا منا المسلمون ومنا القاسطون فمن أسلم فأولئك تحروا رشدا nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=15وأما القاسطون فكانوا لجهنم حطبا nindex.php?page=treesubj&link=29043قوله تعالى : وأنا لما سمعنا الهدى يعني القرآن آمنا به وبالله ، وصدقنا
محمدا - صلى الله عليه وسلم - على رسالته . وكان - صلى الله عليه وسلم - مبعوثا إلى الإنس والجن .
قال
الحسن : بعث الله
محمدا - صلى الله عليه وسلم - إلى الإنس والجن ، ولم يبعث الله تعالى قط رسولا من الجن ، ولا من أهل البادية ، ولا من النساء ; وذلك قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=109وما أرسلنا من قبلك إلا رجالا نوحي إليهم من أهل القرى وقد تقدم هذا المعنى .
وفي الصحيح :
nindex.php?page=hadith&LINKID=866481وبعثت إلى الأحمر والأسود أي الإنس والجن .
فمن يؤمن بربه فلا يخاف بخسا ولا رهقا قال
ابن عباس : لا يخاف أن ينقص من حسناته ولا أن يزاد في سيئاته ; لأن البخس النقصان والرهق : العدوان وغشيان المحارم ; قال
الأعشى :
لا شيء ينفعني من دون رؤيتها هل يشتفي وامق ما لم يصب رهقا
الوامق : المحب ; وقد ومقه يمقه بالكسر أي أحبه ، فهو وامق . وهذا قول حكاه الله تعالى عن الجن ; لقوة إيمانهم وصحة إسلامهم . وقراءة العامة فلا يخاف رفعا على تقدير فإنه لا يخاف . وقرأ
الأعمش ويحيى وإبراهيم ( فلا يخف ) جزما على جواب الشرط وإلغاء الفاء .
قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=14وأنا منا المسلمون ومنا القاسطون أي وأنا بعد استماع القرآن مختلفون ، فمنا من أسلم ومنا من كفر .
والقاسط : الجائر ، لأنه عادل عن الحق ، والمقسط : العادل ; لأنه عادل إلى الحق ; يقال : قسط : أي جار ، وأقسط : إذا عدل ; قال الشاعر :
قوم هم قتلوا ابن هند عنوة عمرا وهم قسطوا على النعمان
[ ص: 17 ] nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=14فمن أسلم فأولئك تحروا رشدا أي قصدوا طريق الحق وتوخوه ومنه تحرى القبلة
nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=15وأما القاسطون أي الجائرون عن طريق الحق والإيمان فكانوا لجهنم حطبا أي وقودا . وقوله : فكانوا أي في علم الله تعالى .
قَوْلُهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=13وَأَنَّا لَمَّا سَمِعْنَا الْهُدَى آمَنَّا بِهِ فَمَنْ يُؤْمِنْ بِرَبِّهِ فَلَا يَخَافُ بَخْسًا وَلَا رَهَقًا nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=14وَأَنَّا مِنَّا الْمُسْلِمُونَ وَمِنَّا الْقَاسِطُونَ فَمَنْ أَسْلَمَ فَأُولَئِكَ تَحَرَّوْا رَشَدًا nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=15وَأَمَّا الْقَاسِطُونَ فَكَانُوا لِجَهَنَّمَ حَطَبًا nindex.php?page=treesubj&link=29043قَوْلُهُ تَعَالَى : وَأَنَّا لَمَّا سَمِعْنَا الْهُدَى يَعْنِي الْقُرْآنَ آمَنَّا بِهِ وَبِاللَّهِ ، وَصَدَّقْنَا
مُحَمَّدًا - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عَلَى رِسَالَتِهِ . وَكَانَ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مَبْعُوثًا إِلَى الْإِنْسِ وَالْجِنِّ .
قَالَ
الْحَسَنُ : بَعَثَ اللَّهُ
مُحَمَّدًا - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إِلَى الْإِنْسِ وَالْجِنِّ ، وَلَمْ يَبْعَثِ اللَّهُ تَعَالَى قَطُّ رَسُولًا مِنَ الْجِنِّ ، وَلَا مِنْ أَهْلِ الْبَادِيَةِ ، وَلَا مِنَ النِّسَاءِ ; وَذَلِكَ قَوْلُهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=109وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ إِلَّا رِجَالًا نُوحِي إِلَيْهِمْ مِنْ أَهْلِ الْقُرَى وَقَدْ تَقَدَّمَ هَذَا الْمَعْنَى .
وَفِي الصَّحِيحِ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=866481وَبُعِثْتُ إِلَى الْأَحْمَرِ وَالْأَسْوَدِ أَيِ الْإِنْسِ وَالْجِنِّ .
فَمَنْ يُؤْمِنْ بِرَبِّهِ فَلَا يَخَافُ بَخْسًا وَلَا رَهَقًا قَالَ
ابْنُ عَبَّاسٍ : لَا يَخَافُ أَنْ يُنْقَصَ مِنْ حَسَنَاتِهِ وَلَا أَنْ يُزَادَ فِي سَيِّئَاتِهِ ; لِأَنَّ الْبَخْسَ النُّقْصَانُ وَالرَّهَقَ : الْعُدْوَانُ وَغِشْيَانُ الْمَحَارِمِ ; قَالَ
الْأَعْشَى :
لَا شَيْءَ يَنْفَعُنِي مِنْ دُونِ رُؤْيَتِهَا هَلْ يَشْتَفِي وَامِقٌ مَا لَمْ يُصِبْ رَهَقَا
الْوَامِقُ : الْمُحِبُّ ; وَقَدْ وَمِقَهُ يَمِقُهُ بِالْكَسْرِ أَيْ أَحَبَّهُ ، فَهُوَ وَامِقٌ . وَهَذَا قَوْلٌ حَكَاهُ اللَّهُ تَعَالَى عَنِ الْجِنِّ ; لِقُوَّةِ إِيمَانِهِمْ وَصِحَّةِ إِسْلَامِهِمْ . وَقِرَاءَةُ الْعَامَّةِ فَلَا يَخَافُ رَفْعًا عَلَى تَقْدِيرِ فَإِنَّهُ لَا يَخَافُ . وَقَرَأَ
الْأَعْمَشُ وَيَحْيَى وَإِبْرَاهِيمُ ( فَلَا يَخَفْ ) جَزْمًا عَلَى جَوَابِ الشَّرْطِ وَإِلْغَاءِ الْفَاءِ .
قَوْلُهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=14وَأَنَّا مِنَّا الْمُسْلِمُونَ وَمِنَّا الْقَاسِطُونَ أَيْ وَأَنَّا بَعْدَ اسْتِمَاعِ الْقُرْآنِ مُخْتَلِفُونَ ، فَمِنَّا مَنْ أَسْلَمَ وَمِنَّا مَنْ كَفَرَ .
وَالْقَاسِطُ : الْجَائِرُ ، لِأَنَّهُ عَادِلٌ عَنِ الْحَقِّ ، وَالْمُقْسِطُ : الْعَادِلُ ; لِأَنَّهُ عَادِلٌ إِلَى الْحَقِّ ; يُقَالُ : قَسَطَ : أَيْ جَارَ ، وَأَقْسَطَ : إِذَا عَدَلَ ; قَالَ الشَّاعِرُ :
قَوْمٌ هُمْ قَتَلُوا ابْنَ هِنْدٍ عَنْوَةً عَمْرًا وَهُمْ قَسَطُوا عَلَى النُّعْمَانِ
[ ص: 17 ] nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=14فَمَنْ أَسْلَمَ فَأُولَئِكَ تَحَرَّوْا رَشَدًا أَيْ قَصَدُوا طَرِيقَ الْحَقِّ وَتَوَخَّوْهُ وَمِنْهُ تَحَرَّى الْقِبْلَةِ
nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=15وَأَمَّا الْقَاسِطُونَ أَيِ الْجَائِرُونَ عَنْ طَرِيقِ الْحَقِّ وَالْإِيمَانِ فَكَانُوا لِجَهَنَّمَ حَطَبًا أَيْ وَقُودًا . وَقَوْلُهُ : فَكَانُوا أَيْ فِي عِلْمِ اللَّهِ تَعَالَى .