قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=75&ayano=22وجوه يومئذ ناضرة nindex.php?page=tafseer&surano=75&ayano=23إلى ربها ناظرة nindex.php?page=tafseer&surano=75&ayano=24ووجوه يومئذ باسرة nindex.php?page=tafseer&surano=75&ayano=25تظن أن يفعل بها فاقرة nindex.php?page=treesubj&link=29046قوله تعالى : nindex.php?page=tafseer&surano=75&ayano=22وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة الأول من النضرة التي هي الحسن والنعمة . والثاني من النظر أي وجوه المؤمنين مشرقة حسنة ناعمة ; يقال : نضرهم الله ينضرهم نضرة ونضارة وهو الإشراق والعيش والغنى ; ومنه الحديث
nindex.php?page=hadith&LINKID=831516نضر الله امرأ سمع مقالتي فوعاها .
إلى ربها إلى خالقها ومالكها ناظرة أي تنظر إلى ربها ; على هذا جمهور العلماء . وفي الباب حديث
صهيب خرجه
مسلم وقد مضى في ( يونس ) عند قوله تعالى : للذين أحسنوا الحسنى وزيادة . وكان
ابن عمر يقول : أكرم أهل الجنة على الله من ينظر إلى وجهه غدوة وعشية ; ثم تلا هذه الآية :
nindex.php?page=tafseer&surano=75&ayano=22وجوه يومئذ ناضرة nindex.php?page=tafseer&surano=75&ayano=23إلى ربها ناظرة وروى
يزيد النحوي عن
عكرمة قال : تنظر إلى ربها نظرا . وكان
الحسن يقول : نضرت وجوههم ونظروا إلى ربهم .
وقيل : إن النظر هنا انتظار ما لهم عند الله من الثواب . وروي عن
ابن عمر ومجاهد . وقال
عكرمة : تنتظر أمر ربها . حكاه
nindex.php?page=showalam&ids=15151الماوردي عن
ابن عمر وعكرمة أيضا . وليس معروفا إلا عن
مجاهد وحده . واحتجوا بقوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=103لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار وهذا
[ ص: 98 ] القول ضعيف جدا ، خارج عن مقتضى ظاهر الآية والأخبار .
وفي
الترمذي عن
ابن عمر قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :
nindex.php?page=hadith&LINKID=831517إن أدنى أهل الجنة منزلة لمن ينظر إلى جنانه وأزواجه وخدمه وسرره مسيرة ألف سنة وأكرمهم على الله من ينظر إلى وجهه غدوة وعشية ثم قرأ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة قال هذا حديث غريب . وقد روي عن
ابن عمرو ولم يرفعه .
وفي صحيح
مسلم عن
أبي بكر بن عبد الله بن قيس عن أبيه عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=831518جنتان من فضة آنيتهما وما فيهما ، وجنتان من ذهب آنيتهما وما فيهما ، وما بين القوم وبين أن ينظروا إلى ربهم جل وعز إلا رداء الكبرياء على وجهه في جنة عدن .
وروى
nindex.php?page=showalam&ids=97جرير بن عبد الله قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=3500556كنا عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - جلوسا ، فنظر إلى القمر ليلة البدر فقال : إنكم سترون ربكم عيانا كما ترون هذا القمر ، لا تضامون في رؤيته ، فإن استطعتم ألا تغلبوا على صلاة قبل طلوع الشمس وقبل غروبها فافعلوا . ثم قرأ وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل الغروب متفق عليه . وخرجه أيضا
أبو داود nindex.php?page=showalam&ids=13948والترمذي وقال حديث حسن صحيح . وخرج
أبو داود nindex.php?page=hadith&LINKID=831520عن أبي رزين العقيلي قال : قلت : يا رسول الله ، أكلنا يرى ربه ؟ قال ابن معاذ : مخليا به يوم القيامة ؟ قال : " نعم يا أبا رزين " قال : وما آية ذلك في خلقه ؟ قال : " يا أبا رزين أليس كلكم يرى القمر " قال ابن معاذ : ليلة البدر مخليا به . قلنا : بلى . قال : " فالله أعظم " قال ابن معاذ قال : " فإنما هو خلق من خلق الله - يعني القمر - فالله أجل وأعظم " .
وفي كتاب
nindex.php?page=showalam&ids=15397النسائي عن
صهيب قال : فيكشف الحجاب فينظرون إليه ، فوالله ما أعطاهم الله شيئا أحب إليهم من النظر ، ولا أقر لأعينهم .
وفي التفسير
لأبي إسحاق الثعلبي عن
الزبير عن
جابر قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : "
يتجلى ربنا - عز وجل - حتى ينظروا إلى وجهه ، فيخرون له سجدا ، فيقول [ ص: 99 ] ارفعوا رؤوسكم فليس هذا بيوم عبادة " .
قال
الثعلبي : وقول
مجاهد إنها بمعنى تنتظر الثواب من ربها ولا يراه شيء من خلقه فتأويل مدخول ، لأن العرب إذا أرادت بالنظر الانتظار قالوا نظرته ; كما قال تعالى : هل ينظرون إلا الساعة ، هل ينظرون إلا تأويله ، و
nindex.php?page=tafseer&surano=36&ayano=49ما ينظرون إلا صيحة واحدة وإذا أرادت به التفكر والتدبر قالوا : نظرت فيه ، فأما إذا كان النظر مقرونا بذكر إلى ، وذكر الوجه فلا يكون إلا بمعنى الرؤية والعيان .
وقال
الأزهري : إن قول
مجاهد تنتظر ثواب ربها خطأ ; لأنه لا يقال نظر إلى كذا بمعنى الانتظار ، وإن قول القائل : نظرت إلى فلان ليس إلا رؤية عين ، كذلك تقوله العرب ; لأنهم يقولون نظرت إليه : إذا أرادوا نظر العين ، فإذا أرادوا الانتظار قالوا نظرته ; قال :
فإنكما إن تنظراني ساعة من الدهر تنفعني لدى أم جندب
لما أراد الانتظار قال تنظراني ، ولم يقل تنظران إلي ; وإذا أرادوا نظر العين قالوا : نظرت إليه ; قال :
نظرت إليها والنجوم كأنها مصابيح رهبان تشب لقفال
وقال آخر [ عمر بن أبي ربيعة ] :
نظرت إليها بالمحصب من منى ولي نظر لولا التحرج عارم
وقال آخر :
إني إليك لما وعدت لناظر نظر الفقير إلى الغني الموسر
أي إني أنظر إليك بذل ; لأن نظر الذل والخضوع أرق لقلب المسئول ; فأما ما استدلوا به من قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=103لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار فإنما ذلك في الدنيا . وقد مضى القول فيه في موضعه مستوفى . وقال
عطية العوفي : ينظرون إلى الله لا تحيط أبصارهم به من عظمته ، ونظره يحيط بها ; يدل عليه :
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=103لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار قال
nindex.php?page=showalam&ids=12851القشيري أبو نصر : وقيل : ( إلى ) واحد الآلاء ، أي : نعمه منتظرة وهذا أيضا باطل ; لأن واحد الآلاء يكتب بالألف لا بالياء ، ثم الآلاء : نعمه الدفع ، وهم في الجنة لا ينتظرون دفع نقمه عنهم ، والمنتظر للشيء متنغص العيش ، فلا يوصف أهل الجنة بذلك . وقيل : أضاف النظر إلى الوجه ; وهو كقوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=25تجري من تحتها الأنهار والماء يجري في النهر لا النهر . ثم قد يذكر الوجه بمعنى العين ; قال الله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=93فألقوه على وجه أبي يأت بصيرا أي على عينيه . ثم لا يبعد قلب العادة غدا ، حتى يخلق الرؤية والنظر في الوجه ; وهو كقوله تعالى :
[ ص: 100 ] nindex.php?page=tafseer&surano=67&ayano=22أفمن يمشي مكبا على وجهه ، فقيل : يا رسول الله ! كيف يمشون في النار على وجوههم ؟ قال : " الذي أمشاهم على أقدامهم قادر أن يمشيهم على وجوههم " .
nindex.php?page=tafseer&surano=75&ayano=24ووجوه يومئذ باسرة أي وجوه الكفار يوم القيامة كالحة كاسفة عابسة . وفي الصحاح : وبسر الفحل الناقة وابتسرها : إذا ضربها من غير ضبعة . وبسر الرجل وجهه بسورا أي كلح ; يقال : عبس وبسر . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14468السدي : باسرة أي متغيرة والمعنى واحد .
nindex.php?page=tafseer&surano=75&ayano=25تظن أن يفعل بها فاقرة أي توقن وتعلم ، والفاقرة : الداهية والأمر العظيم ; يقال : فقرته الفاقرة : أي كسرت فقار ظهره . قال معناه
مجاهد وغيره . وقال
قتادة : الفاقرة الشر .
nindex.php?page=showalam&ids=14468السدي : الهلاك .
ابن عباس وابن زيد : دخول النار . والمعنى متقارب وأصلها الوسم على أنف البعير بحديدة أو نار حتى يخلص إلى العظم ; قاله
الأصمعي . يقال : فقرت أنف البعير : إذا حززته بحديدة ثم جعلت على موضع الحز الجرير وعليه وتر ملوي ، لتذلله بذلك وتروضه ; ومنه قولهم : قد عمل به الفاقرة . وقال
النابغة : أبى لي قبر لا يزال مقابلي وضربة فأس فوق رأسي فاقره
أي كاسرة .
قَوْلُهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=75&ayano=22وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ nindex.php?page=tafseer&surano=75&ayano=23إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ nindex.php?page=tafseer&surano=75&ayano=24وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ بَاسِرَةٌ nindex.php?page=tafseer&surano=75&ayano=25تَظُنُّ أَنْ يُفْعَلَ بِهَا فَاقِرَةٌ nindex.php?page=treesubj&link=29046قَوْلُهُ تَعَالَى : nindex.php?page=tafseer&surano=75&ayano=22وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ الْأُوَلُ مِنَ النَّضْرَةِ الَّتِي هِيَ الْحُسْنُ وَالنِّعْمَةُ . وَالثَّانِي مِنَ النَّظَرِ أَيْ وُجُوهُ الْمُؤْمِنِينَ مُشْرِقَةٌ حَسَنَةٌ نَاعِمَةٌ ; يُقَالُ : نَضَرَهُمُ اللَّهُ يَنْضُرُهُمْ نَضْرَةً وَنَضَارَةً وَهُوَ الْإِشْرَاقُ وَالْعَيْشُ وَالْغِنَى ; وَمِنْهُ الْحَدِيثُ
nindex.php?page=hadith&LINKID=831516نَضَّرَ اللَّهُ امْرَأً سَمِعَ مَقَالَتِي فَوَعَاهَا .
إِلَى رَبِّهَا إِلَى خَالِقِهَا وَمَالِكِهَا نَاظِرَةٌ أَيْ تَنْظُرُ إِلَى رَبِّهَا ; عَلَى هَذَا جُمْهُورُ الْعُلَمَاءِ . وَفِي الْبَابِ حَدِيثُ
صُهَيْبٍ خَرَّجَهُ
مُسْلِمٌ وَقَدْ مَضَى فِي ( يُونُسَ ) عِنْدَ قَوْلِهِ تَعَالَى : لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ . وَكَانَ
ابْنُ عُمَرَ يَقُولُ : أَكْرَمُ أَهْلِ الْجَنَّةِ عَلَى اللَّهِ مَنْ يَنْظُرُ إِلَى وَجْهِهِ غُدْوَةً وَعَشِيَّةً ; ثُمَّ تَلَا هَذِهِ الْآيَةَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=75&ayano=22وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ nindex.php?page=tafseer&surano=75&ayano=23إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ وَرَوَى
يَزِيدُ النَّحْوِيُّ عَنْ
عِكْرِمَةَ قَالَ : تَنْظُرُ إِلَى رَبِّهَا نَظَرًا . وَكَانَ
الْحَسَنُ يَقُولُ : نُضِّرَتْ وُجُوهُهُمْ وَنَظَرُوا إِلَى رَبِّهِمْ .
وَقِيلَ : إِنَّ النَّظَرَ هُنَا انْتِظَارُ مَا لَهُمْ عِنْدَ اللَّهِ مِنَ الثَّوَابِ . وَرُوِيَ عَنِ
ابْنِ عُمَرَ وَمُجَاهِدٍ . وَقَالَ
عِكْرِمَةُ : تَنْتَظِرُ أَمْرَ رَبِّهَا . حَكَاهُ
nindex.php?page=showalam&ids=15151الْمَاوَرْدِيُّ عَنِ
ابْنِ عُمَرَ وَعِكْرِمَةَ أَيْضًا . وَلَيْسَ مَعْرُوفًا إِلَّا عَنْ
مُجَاهِدٍ وَحْدَهُ . وَاحْتَجُّوا بِقَوْلِهِ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=103لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَارَ وَهَذَا
[ ص: 98 ] الْقَوْلُ ضَعِيفٌ جِدًّا ، خَارِجٌ عَنْ مُقْتَضَى ظَاهِرِ الْآيَةِ وَالْأَخْبَارِ .
وَفِي
التِّرْمِذِيِّ عَنِ
ابْنِ عُمَرَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - :
nindex.php?page=hadith&LINKID=831517إِنَّ أَدْنَى أَهْلِ الْجَنَّةِ مَنْزِلَةً لَمَنْ يَنْظُرُ إِلَى جِنَانِهِ وَأَزْوَاجِهِ وَخَدَمِهِ وَسُرُرِهِ مَسِيرَةَ أَلْفَ سَنَةٍ وَأَكْرَمَهُمْ عَلَى اللَّهِ مَنْ يَنْظُرُ إِلَى وَجْهِهِ غُدْوَةً وَعَشِيَّةً ثُمَّ قَرَأَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - : وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ قَالَ هَذَا حَدِيثٌ غَرِيبٌ . وَقَدْ رُوِيَ عَنِ
ابْنِ عَمْرٍو وَلَمْ يَرْفَعْهُ .
وَفِي صَحِيحِ
مُسْلِمٍ عَنْ
أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ قَيْسٍ عَنْ أَبِيهِ عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=831518جَنَّتَانِ مِنْ فِضَّةٍ آنِيَتُهُمَا وَمَا فِيهِمَا ، وَجَنَّتَانِ مِنْ ذَهَبٍ آنِيَتُهُمَا وَمَا فِيهِمَا ، وَمَا بَيْنَ الْقَوْمِ وَبَيْنَ أَنْ يَنْظُرُوا إِلَى رَبِّهِمْ جَلَّ وَعَزَّ إِلَّا رِدَاءُ الْكِبْرِيَاءِ عَلَى وَجْهِهِ فِي جَنَّةِ عَدْنٍ .
وَرَوَى
nindex.php?page=showalam&ids=97جَرِيرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=3500556كُنَّا عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - جُلُوسًا ، فَنَظَرَ إِلَى الْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ فَقَالَ : إِنَّكُمْ سَتَرَوْنَ رَبَّكُمْ عِيَانًا كَمَا تَرَوْنَ هَذَا الْقَمَرَ ، لَا تُضَامُونَ فِي رُؤْيَتِهِ ، فَإِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَلَّا تُغْلَبُوا عَلَى صَلَاةٍ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا فَافْعَلُوا . ثُمَّ قَرَأَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ الْغُرُوبِ مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ . وَخَرَّجَهُ أَيْضًا
أَبُو دَاوُدَ nindex.php?page=showalam&ids=13948وَالتِّرْمِذِيُّ وَقَالَ حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ . وَخَرَّجَ
أَبُو دَاوُدَ nindex.php?page=hadith&LINKID=831520عَنْ أَبِي رَزِينٍ الْعُقَيْلِيِّ قَالَ : قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، أَكُلُّنَا يَرَى رَبَّهُ ؟ قَالَ ابْنُ مُعَاذٍ : مُخْلِيًا بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ؟ قَالَ : " نَعَمْ يَا أَبَا رَزِينٍ " قَالَ : وَمَا آيَةُ ذَلِكَ فِي خَلْقِهِ ؟ قَالَ : " يَا أَبَا رَزِينٍ أَلَيْسَ كُلُّكُمْ يَرَى الْقَمَرَ " قَالَ ابْنُ مُعَاذٍ : لَيْلَةَ الْبَدْرِ مُخْلِيًا بِهِ . قُلْنَا : بَلَى . قَالَ : " فَاللَّهُ أَعْظَمُ " قَالَ ابْنُ مُعَاذٍ قَالَ : " فَإِنَّمَا هُوَ خَلْقٌ مِنْ خَلْقِ اللَّهِ - يَعْنِي الْقَمَرَ - فَاللَّهُ أَجَلُّ وَأَعْظَمُ " .
وَفِي كِتَابِ
nindex.php?page=showalam&ids=15397النَّسَائِيِّ عَنْ
صُهَيْبٍ قَالَ : فَيُكْشَفُ الْحِجَابُ فَيَنْظُرُونَ إِلَيْهِ ، فَوَاللَّهِ مَا أَعْطَاهُمُ اللَّهُ شَيْئًا أَحَبَّ إِلَيْهِمْ مِنَ النَّظَرِ ، وَلَا أَقَرَّ لِأَعْيُنِهِمْ .
وَفِي التَّفْسِيرِ
لِأَبِي إِسْحَاقَ الثَّعْلَبِيِّ عَنِ
الزُّبَيْرِ عَنْ
جَابِرٍ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - : "
يَتَجَلَّى رَبُّنَا - عَزَّ وَجَلَّ - حَتَّى يَنْظُرُوا إِلَى وَجْهِهِ ، فَيَخِرُّونَ لَهُ سُجَّدًا ، فَيَقُولُ [ ص: 99 ] ارْفَعُوا رُؤُوسَكُمْ فَلَيْسَ هَذَا بِيَوْمِ عِبَادَةٍ " .
قَالَ
الثَّعْلَبِيُّ : وَقَوْلُ
مُجَاهِدٍ إِنَّهَا بِمَعْنَى تَنْتَظِرُ الثَّوَابَ مِنْ رَبِّهَا وَلَا يَرَاهُ شَيْءٌ مِنْ خَلْقِهِ فَتَأْوِيلٌ مَدْخُولٌ ، لِأَنَّ الْعَرَبَ إِذَا أَرَادَتْ بِالنَّظَرِ الِانْتِظَارَ قَالُوا نَظَرْتُهُ ; كَمَا قَالَ تَعَالَى : هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا السَّاعَةَ ، هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا تَأْوِيلَهُ ، وَ
nindex.php?page=tafseer&surano=36&ayano=49مَا يَنْظُرُونَ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً وَإِذَا أَرَادَتْ بِهِ التَّفَكُّرَ وَالتَّدَبُّرَ قَالُوا : نَظَرْتُ فِيهِ ، فَأَمَّا إِذَا كَانَ النَّظَرُ مَقْرُونًا بِذِكْرٍ إِلَى ، وَذِكْرِ الْوَجْهِ فَلَا يَكُونُ إِلَّا بِمَعْنَى الرُّؤْيَةِ وَالْعِيَانِ .
وَقَالَ
الْأَزْهَرِيُّ : إِنَّ قَوْلَ
مُجَاهِدٍ تَنْتَظِرُ ثَوَابَ رَبِّهَا خَطَأٌ ; لِأَنَّهُ لَا يُقَالُ نَظَرَ إِلَى كَذَا بِمَعْنَى الِانْتِظَارِ ، وَإِنَّ قَوْلَ الْقَائِلِ : نَظَرْتُ إِلَى فُلَانٍ لَيْسَ إِلَّا رُؤْيَةَ عَيْنٍ ، كَذَلِكَ تَقُولُهُ الْعَرَبُ ; لِأَنَّهُمْ يَقُولُونَ نَظَرْتُ إِلَيْهِ : إِذَا أَرَادُوا نَظَرَ الْعَيْنِ ، فَإِذَا أَرَادُوا الِانْتِظَارَ قَالُوا نَظَرْتُهُ ; قَالَ :
فَإِنَّكُمَا إِنْ تَنْظُرَانِي سَاعَةً مِنَ الدَّهْرِ تَنْفَعُنِي لَدَى أُمِّ جُنْدَبِ
لَمَّا أَرَادَ الِانْتِظَارَ قَالَ تَنْظُرَانِي ، وَلَمْ يَقُلْ تَنْظُرَانِ إِلَيَّ ; وَإِذَا أَرَادُوا نَظَرَ الْعَيْنِ قَالُوا : نَظَرْتُ إِلَيْهِ ; قَالَ :
نَظَرْتُ إِلَيْهَا وَالنُّجُومُ كَأَنَّهَا مَصَابِيحُ رُهْبَانٍ تُشَبُّ لِقُفَّالِ
وَقَالَ آخَرُ [ عُمَرُ بْنُ أَبِي رَبِيعَةَ ] :
نَظَرْتُ إِلَيْهَا بِالْمُحَصَّبِ مِنْ مِنًى وَلِي نَظَرٌ لَوْلَا التَّحَرُّجُ عَارِمُ
وَقَالَ آخَرُ :
إِنِّي إِلَيْكِ لِمَا وَعَدْتِ لَنَاظِرٌ نَظَرَ الْفَقِيرِ إِلَى الْغَنِيِّ الْمُوسِرِ
أَيْ إِنِّي أَنْظُرُ إِلَيْكِ بِذُلٍّ ; لِأَنَّ نَظَرَ الذُّلِّ وَالْخُضُوعِ أَرَقُّ لِقَلْبِ الْمَسْئُولِ ; فَأَمَّا مَا اسْتَدَلُّوا بِهِ مِنْ قَوْلِهِ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=103لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَارَ فَإِنَّمَا ذَلِكَ فِي الدُّنْيَا . وَقَدْ مَضَى الْقَوْلُ فِيهِ فِي مَوْضِعِهِ مُسْتَوْفًى . وَقَالَ
عَطِيَّةُ الْعَوْفِيُّ : يَنْظُرُونَ إِلَى اللَّهِ لَا تُحِيطُ أَبْصَارُهُمْ بِهِ مِنْ عَظَمَتِهِ ، وَنَظَرُهُ يُحِيطُ بِهَا ; يَدُلُّ عَلَيْهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=103لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَارَ قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=12851الْقُشَيْرِيُّ أَبُو نَصْرٍ : وَقِيلَ : ( إِلًى ) وَاحِدُ الْآلَاءِ ، أَيْ : نِعَمُهُ مُنْتَظَرَةٌ وَهَذَا أَيْضًا بَاطِلٌ ; لِأَنَّ وَاحِدَ الْآلَاءِ يُكْتَبُ بِالْأَلِفِ لَا بِالْيَاءِ ، ثُمَّ الْآلَاءُ : نِعَمُهُ الدُّفَّعُ ، وَهُمْ فِي الْجَنَّةِ لَا يَنْتَظِرُونَ دَفْعَ نِقَمِهِ عَنْهُمْ ، وَالْمُنْتَظِرُ لِلشَّيْءِ مُتَنَغِّصُ الْعَيْشِ ، فَلَا يُوصَفُ أَهْلُ الْجَنَّةِ بِذَلِكَ . وَقِيلَ : أَضَافَ النَّظَرَ إِلَى الْوَجْهِ ; وَهُوَ كَقَوْلِهِ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=25تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَالْمَاءُ يَجْرِي فِي النَّهْرِ لَا النَّهْرُ . ثُمَّ قَدْ يُذْكَرُ الْوَجْهُ بِمَعْنَى الْعَيْنِ ; قَالَ اللَّهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=93فَأَلْقُوهُ عَلَى وَجْهِ أَبِي يَأْتِ بَصِيرًا أَيْ عَلَى عَيْنَيْهِ . ثُمَّ لَا يَبْعُدُ قَلْبُ الْعَادَةِ غَدًا ، حَتَّى يَخْلُقَ الرُّؤْيَةَ وَالنَّظَرَ فِي الْوَجْهِ ; وَهُوَ كَقَوْلِهِ تَعَالَى :
[ ص: 100 ] nindex.php?page=tafseer&surano=67&ayano=22أَفَمَنْ يَمْشِي مُكِبًّا عَلَى وَجْهِهِ ، فَقِيلَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ! كَيْفَ يَمْشُونَ فِي النَّارِ عَلَى وُجُوهِهِمْ ؟ قَالَ : " الَّذِي أَمْشَاهُمْ عَلَى أَقْدَامِهِمْ قَادِرٌ أَنْ يُمْشِيَهُمْ عَلَى وُجُوهِهِمْ " .
nindex.php?page=tafseer&surano=75&ayano=24وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ بَاسِرَةٌ أَيْ وُجُوهُ الْكُفَّارِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَالِحَةٌ كَاسِفَةٌ عَابِسَةٌ . وَفِي الصِّحَاحِ : وَبَسَرَ الْفَحْلُ النَّاقَةَ وَابْتَسَرَهَا : إِذَا ضَرَبَهَا مِنْ غَيْرِ ضَبَعَةٍ . وَبَسَرَ الرَّجُلُ وَجْهَهُ بُسُورًا أَيْ كَلَحَ ; يُقَالُ : عَبَسَ وَبَسَرَ . وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14468السُّدِّيُّ : بَاسِرَةٌ أَيْ مُتَغَيِّرَةٌ وَالْمَعْنَى وَاحِدٌ .
nindex.php?page=tafseer&surano=75&ayano=25تَظُنُّ أَنْ يُفْعَلَ بِهَا فَاقِرَةٌ أَيْ تُوقِنُ وَتَعْلَمُ ، وَالْفَاقِرَةُ : الدَّاهِيَةُ وَالْأَمْرُ الْعَظِيمُ ; يُقَالُ : فَقَرَتْهُ الْفَاقِرَةُ : أَيْ كَسَرَتْ فَقَارَ ظَهْرِهِ . قَالَ مَعْنَاهُ
مُجَاهِدٌ وَغَيْرُهُ . وَقَالَ
قَتَادَةُ : الْفَاقِرَةُ الشَّرُّ .
nindex.php?page=showalam&ids=14468السُّدِّيُّ : الْهَلَاكُ .
ابْنُ عَبَّاسٍ وَابْنُ زَيْدٍ : دُخُولُ النَّارِ . وَالْمَعْنَى مُتَقَارِبٌ وَأَصْلُهَا الْوَسْمُ عَلَى أَنْفِ الْبَعِيرِ بِحَدِيدَةٍ أَوْ نَارٍ حَتَّى يَخْلُصَ إِلَى الْعَظْمِ ; قَالَهُ
الْأَصْمَعِيُّ . يُقَالُ : فَقَرْتُ أَنْفَ الْبَعِيرِ : إِذَا حَزَزْتَهُ بِحَدِيدَةٍ ثُمَّ جَعَلْتَ عَلَى مَوْضِعِ الْحَزِّ الْجَرِيرَ وَعَلَيْهِ وَتَرٌ مَلْوِيٌّ ، لِتُذَلِّلَهُ بِذَلِكَ وَتُرَوِّضَهُ ; وَمِنْهُ قَوْلُهُمْ : قَدْ عَمِلَ بِهِ الْفَاقِرَةَ . وَقَالَ
النَّابِغَةُ : أَبَى لِيَ قَبْرٌ لَا يَزَالُ مُقَابِلِي وَضَرْبَةُ فَأْسٍ فَوْقَ رَأْسِي فَاقِرَهْ
أَيْ كَاسِرَةٌ .