قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=77&ayano=25ألم نجعل الأرض كفاتا أحياء وأمواتا وجعلنا فيها رواسي شامخات وأسقيناكم ماء فراتا ويل يومئذ للمكذبين فيه مسألتان :
الأولى :
nindex.php?page=treesubj&link=29048قوله تعالى : nindex.php?page=tafseer&surano=77&ayano=25ألم نجعل الأرض كفاتا أي ضامة تضم الأحياء على ظهورها والأموات في بطنها . وهذا يدل على وجوب
nindex.php?page=treesubj&link=29048مواراة الميت ودفنه ، ودفن شعره وسائر ما يزيله عنه . وقوله - عليه السلام - :
قصوا أظافركم وادفنوا قلاماتكم وقد مضى في ( البقرة ) بيانه يقال : كفت الشيء أكفته : إذا جمعته وضممته ، والكفت : الضم والجمع ; وأنشد
nindex.php?page=showalam&ids=16076سيبويه :
كرام حين تنكفت الأفاعي إلى أحجارهن من الصقيع
وقال
أبو عبيد : كفاتا أوعية . ويقال للنحي : كفت وكفيت ; لأنه يحوي اللبن ويضمه قال :
فأنت اليوم فوق الأرض حي وأنت غدا تضمك في كفات
وخرج
الشعبي في جنازة فنظر إلى الجبان فقال : هذه كفات الأموات ، ثم نظر إلى البيوت فقال : هذه كفات الأحياء .
والثانية : روي عن
ربيعة في
nindex.php?page=treesubj&link=32921النباش قال تقطع يده فقيل له : لم قلت ذلك ؟ قال : إن الله - عز وجل - يقول : ألم نجعل الأرض كفاتا أحياء وأمواتا فالأرض حرز . وقد مضى هذا في سورة ( المائدة ) . وكانوا يسمون
بقيع الغرقد كفتة ، لأنه مقبرة تضم الموتى ، فالأرض تضم الأحياء إلى منازلهم والأموات في قبورهم . وأيضا استقرار الناس على وجه الأرض ، ثم اضطجاعهم عليها ، انضمام منهم إليها . وقيل : هي كفات للأحياء يعني دفن ما يخرج من الإنسان من الفضلات في الأرض ; إذ لا ضم في كون الناس عليها ، والضم يشير إلى
[ ص: 141 ] الاحتفاف من جميع الوجوه .
وقال
الأخفش وأبو عبيدة ومجاهد في أحد قوليه : الأحياء والأموات ترجع إلى الأرض ، أي الأرض منقسمة إلى حي وهو الذي ينبت ، وإلى ميت وهو الذي لا ينبت . وقال
الفراء : انتصب أحياء وأمواتا بوقوع الكفات عليه ; أي ألم نجعل الأرض كفات أحياء وأموات . فإذا نونت نصبت ; كقوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=90&ayano=14أو إطعام في يوم ذي مسغبة يتيما . وقيل : نصب على الحال من الأرض ، أي منها كذا ومنها كذا . وقال
الأخفش : كفاتا جمع كافتة والأرض يراد بها الجمع فنعتت بالجمع . وقال
الخليل : التكفيت : تقليب الشيء ظهرا لبطن أو بطنا لظهر . ويقال : انكفت القوم إلى منازلهم أي انقلبوا . فمعنى الكفات أنهم يتصرفون على ظهرها وينقلبون إليها ويدفنون فيها .
nindex.php?page=tafseer&surano=77&ayano=27وجعلنا فيها أي في الأرض
nindex.php?page=tafseer&surano=77&ayano=27رواسي شامخات يعني الجبال ، والرواسي الثوابت ، والشامخات الطوال ; ومنه يقال : شمخ بأنفه إذا رفعه كبرا .
nindex.php?page=treesubj&link=29048nindex.php?page=tafseer&surano=77&ayano=27وأسقيناكم ماء فراتا أي وجعلنا لكم سقيا . والفرات : الماء العذب يشرب ويسقى منه الزرع . أي خلقنا الجبال وأنزلنا الماء الفرات . وهذه الأمور أعجب من البعث . وفي بعض الحديث قال
nindex.php?page=showalam&ids=3أبو هريرة : في الأرض من الجنة الفرات والدجلة ونهر الأردن . وفي صحيح
مسلم :
nindex.php?page=hadith&LINKID=866123سيحان وجيحان والنيل والفرات كل من أنهار الجنة .
قَوْلُهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=77&ayano=25أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ كِفَاتًا أَحْيَاءً وَأَمْوَاتًا وَجَعَلْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ شَامِخَاتٍ وَأَسْقَيْنَاكُمْ مَاءً فُرَاتًا وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ فِيهِ مَسْأَلَتَانِ :
الْأُولَى :
nindex.php?page=treesubj&link=29048قَوْلُهُ تَعَالَى : nindex.php?page=tafseer&surano=77&ayano=25أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ كِفَاتًا أَيْ ضَامَّةً تَضُمُّ الْأَحْيَاءَ عَلَى ظُهُورِهَا وَالْأَمْوَاتَ فِي بَطْنِهَا . وَهَذَا يَدُلُّ عَلَى وُجُوبِ
nindex.php?page=treesubj&link=29048مُوَارَاةِ الْمَيِّتِ وَدَفْنِهِ ، وَدَفْنِ شَعْرِهِ وَسَائِرِ مَا يُزِيلُهُ عَنْهُ . وَقَوْلُهُ - عَلَيْهِ السَّلَامُ - :
قُصُّوا أَظَافِرَكُمْ وَادْفِنُوا قُلَامَاتِكُمْ وَقَدْ مَضَى فِي ( الْبَقَرَةِ ) بَيَانُهُ يُقَالُ : كَفَتُّ الشَّيْءَ أَكْفِتُهُ : إِذَا جَمَعْتُهُ وَضَمَمْتُهُ ، وَالْكَفْتُ : الضَّمُّ وَالْجَمْعُ ; وَأَنْشَدَ
nindex.php?page=showalam&ids=16076سِيبَوَيْهِ :
كِرَامٌ حِينَ تَنْكَفِتُ الْأَفَاعِي إِلَى أَحْجَارِهِنَّ مِنَ الصَّقِيعِ
وَقَالَ
أَبُو عُبَيْدٍ : كِفَاتًا أَوْعِيَةً . وَيُقَالُ لِلنِّحْيِ : كِفْتٌ وَكَفِيتٌ ; لِأَنَّهُ يَحْوِي اللَّبَنَ وَيَضُمُّهُ قَالَ :
فَأَنْتَ الْيَوْمَ فَوْقَ الْأَرْضِ حَيٌّ وَأَنْتَ غَدًا تَضُمُّكَ فِي كِفَاتٍ
وَخَرَجَ
الشَّعْبِيُّ فِي جِنَازَةٍ فَنَظَرَ إِلَى الْجَبَّانِ فَقَالَ : هَذِهِ كِفَاتُ الْأَمْوَاتِ ، ثُمَّ نَظَرَ إِلَى الْبُيُوتِ فَقَالَ : هَذِهِ كِفَاتُ الْأَحْيَاءِ .
وَالثَّانِيَةُ : رُوِيَ عَنْ
رَبِيعَةَ فِي
nindex.php?page=treesubj&link=32921النَّبَّاشِ قَالَ تُقْطَعُ يَدُهُ فَقِيلَ لَهُ : لِمَ قُلْتَ ذَلِكَ ؟ قَالَ : إِنَّ اللَّهَ - عَزَّ وَجَلَّ - يَقُولُ : أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ كِفَاتًا أَحْيَاءً وَأَمْوَاتًا فَالْأَرْضُ حِرْزٌ . وَقَدْ مَضَى هَذَا فِي سُورَةِ ( الْمَائِدَةِ ) . وَكَانُوا يُسَمُّونَ
بَقِيعَ الْغَرْقَدِ كَفْتَةً ، لِأَنَّهُ مَقْبَرَةٌ تَضُمُّ الْمَوْتَى ، فَالْأَرْضُ تَضُمُّ الْأَحْيَاءَ إِلَى مَنَازِلِهِمْ وَالْأَمْوَاتَ فِي قُبُورِهِمْ . وَأَيْضًا اسْتِقْرَارُ النَّاسِ عَلَى وَجْهِ الْأَرْضِ ، ثُمَّ اضْطِجَاعُهُمْ عَلَيْهَا ، انْضِمَامٌ مِنْهُمْ إِلَيْهَا . وَقِيلَ : هِيَ كِفَاتٌ لِلْأَحْيَاءِ يَعْنِي دَفْنَ مَا يَخْرُجُ مِنَ الْإِنْسَانِ مِنَ الْفَضَلَاتِ فِي الْأَرْضِ ; إِذْ لَا ضَمَّ فِي كَوْنِ النَّاسِ عَلَيْهَا ، وَالضَّمُّ يُشِيرُ إِلَى
[ ص: 141 ] الِاحْتِفَافِ مِنْ جَمِيعِ الْوُجُوهِ .
وَقَالَ
الْأَخْفَشُ وَأَبُو عُبَيْدَةَ وَمُجَاهِدٌ فِي أَحَدِ قَوْلَيْهِ : الْأَحْيَاءُ وَالْأَمْوَاتُ تَرْجِعُ إِلَى الْأَرْضِ ، أَيِ الْأَرْضُ مُنْقَسِمَةٌ إِلَى حَيٍّ وَهُوَ الَّذِي يُنْبِتُ ، وَإِلَى مَيِّتٍ وَهُوَ الَّذِي لَا يُنْبِتُ . وَقَالَ
الْفَرَّاءُ : انْتُصِبَ أَحْيَاءً وَأَمْوَاتًا بِوُقُوعِ الْكِفَاتِ عَلَيْهِ ; أَيْ أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ كِفَاتَ أَحْيَاءٍ وَأَمْوَاتٍ . فَإِذَا نُوِّنَتْ نُصِبَتْ ; كَقَوْلِهِ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=90&ayano=14أَوْ إِطْعَامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ يَتِيمًا . وَقِيلَ : نَصْبٌ عَلَى الْحَالِ مِنَ الْأَرْضِ ، أَيْ مِنْهَا كَذَا وَمِنْهَا كَذَا . وَقَالَ
الْأَخْفَشُ : كِفَاتًا جَمْعُ كَافِتَةٍ وَالْأَرْضُ يُرَادُ بِهَا الْجَمْعُ فَنُعِتَتْ بِالْجَمْعِ . وَقَالَ
الْخَلِيلُ : التَّكْفِيتُ : تَقْلِيبُ الشَّيْءِ ظَهْرًا لِبَطْنٍ أَوْ بَطْنًا لِظَهْرٍ . وَيُقَالُ : انْكَفَتَ الْقَوْمُ إِلَى مَنَازِلِهِمْ أَيِ انْقَلَبُوا . فَمَعْنَى الْكِفَاتِ أَنَّهُمْ يَتَصَرَّفُونَ عَلَى ظَهْرِهَا وَيَنْقَلِبُونَ إِلَيْهَا وَيُدْفَنُونَ فِيهَا .
nindex.php?page=tafseer&surano=77&ayano=27وَجَعَلْنَا فِيهَا أَيْ فِي الْأَرْضِ
nindex.php?page=tafseer&surano=77&ayano=27رَوَاسِيَ شَامِخَاتٍ يَعْنِي الْجِبَالَ ، وَالرَّوَاسِي الثَّوَابِتُ ، وَالشَّامِخَاتُ الطِّوَالُ ; وَمِنْهُ يُقَالُ : شَمَخَ بِأَنْفِهِ إِذَا رَفَعَهُ كِبْرًا .
nindex.php?page=treesubj&link=29048nindex.php?page=tafseer&surano=77&ayano=27وَأَسْقَيْنَاكُمْ مَاءً فُرَاتًا أَيْ وَجَعَلْنَا لَكُمْ سَقْيًا . وَالْفُرَاتُ : الْمَاءُ الْعَذْبُ يُشْرَبُ وَيُسْقَى مِنْهُ الزَّرْعُ . أَيْ خَلَقْنَا الْجِبَالَ وَأَنْزَلْنَا الْمَاءَ الْفُرَاتَ . وَهَذِهِ الْأُمُورُ أَعْجَبُ مِنَ الْبَعْثِ . وَفِي بَعْضِ الْحَدِيثِ قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=3أَبُو هُرَيْرَةَ : فِي الْأَرْضِ مِنَ الْجَنَّةِ الْفُرَاتُ وَالدِّجْلَةُ وَنَهَرُ الْأُرْدُنِّ . وَفِي صَحِيحِ
مُسْلِمٍ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=866123سَيْحَانُ وَجَيْحَانُ وَالنِّيلُ وَالْفُرَاتُ كُلٌّ مِنْ أَنْهَارِ الْجَنَّةِ .