nindex.php?page=treesubj&link=29061قوله تعالى : nindex.php?page=tafseer&surano=90&ayano=2وأنت حل بهذا البلد
يعني في المستقبل مثل قوله تعالى : إنك ميت وإنهم ميتون . ومثله واسع في كلام العرب . تقول لمن تعده الإكرام والحباء : أنت مكرم محبو . وهو في كلام الله واسع ; لأن الأحوال المستقبلة عنده كالحاضرة المشاهدة وكفاك دليلا قاطعا على أنه للاستقبال ، وأن تفسيره بالحال محال : أن السورة باتفاق مكية قبل الفتح . فروى
منصور عن
مجاهد :
nindex.php?page=tafseer&surano=90&ayano=2وأنت حل قال : ما صنعت فيه من شيء فأنت في حل . وكذا قال
ابن عباس : أحل له يوم دخل
مكة أن يقتل من شاء ، فقتل
ابن خطل ومقيس بن صبابة وغيرهما . ولم يحل لأحد من الناس أن يقتل بها أحدا بعد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وروى
nindex.php?page=showalam&ids=14468السدي قال : أنت في حل ممن قاتلك أن تقتله . وروى
أبو صالح عن
ابن عباس قال : أحلت له ساعة من نهار ، ثم أطبقت وحرمت إلى يوم القيامة ، وذلك يوم فتح
مكة . وثبت عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=832532إن الله حرم مكة يوم خلق السماوات والأرض ، فهي حرام إلى أن تقوم الساعة ، فلم تحل لأحد قبلي ، ولا تحل لأحد بعدي ، ولم تحل لي إلا ساعة من نهار " الحديث . وقد تقدم في سورة ( المائدة ) .
ابن زيد : لم يكن بها أحد حلالا غير النبي - صلى الله عليه وسلم - : وقيل : وأنت مقيم فيه وهو محلك . وقيل : وأنت فيه محسن ، وأنا عنك فيه راض . وذكر أهل اللغة أنه يقال : رجل حل وحلال ومحل ، ورجل حرام ومحل ، ورجل حرام ومحرم . وقال
قتادة : أنت حل به : لست بآثم . وقيل : هو ثناء على النبي - صلى الله عليه وسلم - أي إنك غير مرتكب في هذا البلد ما يحرم عليك ارتكابه ، معرفة منك بحق هذا البيت لا كالمشركين الذين يرتكبون الكفر بالله فيه . أي أقسم بهذا البيت المعظم الذي قد عرفت حرمته ، فأنت مقيم فيه معظم له ، غير مرتكب فيه ما يحرم عليك .
وقال
شرحبيل بن سعد :
[ ص: 55 ] nindex.php?page=tafseer&surano=90&ayano=2وأنت حل بهذا البلد أي حلال أي هم يحرمون
مكة أن يقتلوا بها صيدا أو يعضدوا بها شجرة ، ثم هم مع هذا يستحلون إخراجك وقتلك .
nindex.php?page=treesubj&link=29061قَوْلُهُ تَعَالَى : nindex.php?page=tafseer&surano=90&ayano=2وَأَنْتَ حِلٌّ بِهَذَا الْبَلَدِ
يَعْنِي فِي الْمُسْتَقْبَلِ مِثْلَ قَوْلِهِ تَعَالَى : إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ . وَمِثْلُهُ وَاسِعٌ فِي كَلَامِ الْعَرَبِ . تَقُولُ لِمَنْ تَعِدُهُ الْإِكْرَامَ وَالْحِبَاءَ : أَنْتَ مُكْرَمٌ مَحْبُوٌّ . وَهُوَ فِي كَلَامِ اللَّهِ وَاسِعٌ ; لِأَنَّ الْأَحْوَالَ الْمُسْتَقْبَلَةَ عِنْدَهُ كَالْحَاضِرَةِ الْمُشَاهَدَةِ وَكَفَاكَ دَلِيلًا قَاطِعًا عَلَى أَنَّهُ لِلِاسْتِقْبَالِ ، وَأَنَّ تَفْسِيرَهُ بِالْحَالِ مُحَالٌ : أَنَّ السُّورَةَ بِاتِّفَاقٍ مَكِّيَّةٌ قَبْلَ الْفَتْحِ . فَرَوَى
مَنْصُورٌ عَنْ
مُجَاهِدٍ :
nindex.php?page=tafseer&surano=90&ayano=2وَأَنْتَ حِلٌّ قَالَ : مَا صَنَعْتَ فِيهِ مِنْ شَيْءٍ فَأَنْتَ فِي حِلٍّ . وَكَذَا قَالَ
ابْنُ عَبَّاسٍ : أُحِلَّ لَهُ يَوْمَ دَخَلَ
مَكَّةَ أَنْ يَقْتُلَ مَنْ شَاءَ ، فَقَتَلَ
ابْنَ خَطَلٍ وَمَقِيسَ بْنَ صُبَابَةَ وَغَيْرَهُمَا . وَلَمْ يُحِلَّ لِأَحَدٍ مِنَ النَّاسِ أَنْ يَقْتُلَ بِهَا أَحَدًا بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَرَوَى
nindex.php?page=showalam&ids=14468السُّدِّيُّ قَالَ : أَنْتَ فِي حِلٍّ مِمَّنْ قَاتَلَكَ أَنْ تَقْتُلَهُ . وَرَوَى
أَبُو صَالِحٍ عَنِ
ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ : أُحِلَّتْ لَهُ سَاعَةً مِنْ نَهَارٍ ، ثُمَّ أُطْبِقَتْ وَحُرِّمَتْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ، وَذَلِكَ يَوْمَ فَتْحِ
مَكَّةَ . وَثَبَتَ عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَنَّهُ قَالَ : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=832532إِنَّ اللَّهَ حَرَّمَ مَكَّةَ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ ، فَهِيَ حَرَامٌ إِلَى أَنْ تَقُومَ السَّاعَةُ ، فَلَمْ تَحِلَّ لِأَحَدٍ قَبْلِي ، وَلَا تَحِلُّ لِأَحَدٍ بَعْدِي ، وَلَمْ تَحِلَّ لِي إِلَّا سَاعَةً مِنْ نَهَارٍ " الْحَدِيثَ . وَقَدْ تَقَدَّمَ فِي سُورَةِ ( الْمَائِدَةِ ) .
ابْنُ زَيْدٍ : لَمْ يَكُنْ بِهَا أَحَدٌ حَلَالًا غَيْرُ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - : وَقِيلَ : وَأَنْتَ مُقِيمٌ فِيهِ وَهُوَ مَحِلُّكَ . وَقِيلَ : وَأَنْتَ فِيهِ مُحْسِنٌ ، وَأَنَا عَنْكَ فِيهِ رَاضٍ . وَذَكَرَ أَهْلُ اللُّغَةِ أَنَّهُ يُقَالُ : رَجُلٌ حِلٌّ وَحَلَالٌ وَمُحِلٌّ ، وَرَجُلٌ حَرَامٌ وَمُحِلٌّ ، وَرَجُلٌ حَرَامٌ وَمُحْرِمٌ . وَقَالَ
قَتَادَةُ : أَنْتَ حِلٌّ بِهِ : لَسْتَ بِآثِمٍ . وَقِيلَ : هُوَ ثَنَاءٌ عَلَى النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَيْ إِنَّكَ غَيْرُ مُرْتَكِبٍ فِي هَذَا الْبَلَدِ مَا يَحْرُمُ عَلَيْكَ ارْتِكَابُهُ ، مَعْرِفَةً مِنْكَ بِحَقِ هَذَا الْبَيْتِ لَا كَالْمُشْرِكِينَ الَّذِينَ يَرْتَكِبُونَ الْكُفْرَ بِاللَّهِ فِيهِ . أَيْ أُقْسِمُ بِهَذَا الْبَيْتِ الْمُعَظَّمِ الَّذِي قَدْ عَرَفْتَ حُرْمَتَهُ ، فَأَنْتَ مُقِيمٌ فِيهِ مُعَظِّمٌ لَهُ ، غَيْرُ مُرْتَكِبٍ فِيهِ مَا يَحْرُمُ عَلَيْكَ .
وَقَالَ
شُرَحْبِيلُ بْنُ سَعْدٍ :
[ ص: 55 ] nindex.php?page=tafseer&surano=90&ayano=2وَأَنْتَ حِلٌّ بِهَذَا الْبَلَدِ أَيْ حَلَالٌ أَيْ هُمْ يُحَرِّمُونَ
مَكَّةَ أَنْ يَقْتُلُوا بِهَا صَيْدًا أَوْ يَعْضُدُوا بِهَا شَجَرَةً ، ثُمَّ هُمْ مَعَ هَذَا يَسْتَحِلُّونَ إِخْرَاجَكَ وَقَتْلَكَ .