[ ص: 62 ] قوله تعالى : أو إطعام في يوم ذي مسغبة أي مجاعة . والسغب : الجوع . والساغب الجائع . وقرأ الحسن أو إطعام في يوم ذا مسغبة بالألف في ذا - وأنشد أبو عبيدة :
فلو كنت جارا يا ابن قيس بن عاصم لما بت شبعانا وجارك ساغبا
وإطعام الطعام فضيلة ، وهو مع السغب الذي هو الجوع أفضل . وقال النخعي في قوله تعالى : أو إطعام في يوم ذي مسغبة قال : في يوم عزيز فيه الطعام . وروي عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال : من موجبات الرحمة إطعام المسلم السغبان .يتيما ذا مقربة أي قرابة . يقال : فلان ذو قرابتي وذو مقربتي . يعلمك أن الصدقة على القرابة أفضل منها على غير القرابة ، كما أن الصدقة على اليتيم الذي لا كافل له أفضل من الصدقة على اليتيم الذي يجد من يكفله . وأهل اللغة يقولون : سمي يتيما لضعفه . يقال : يتم الرجل يتما : إذا ضعف . وذكروا أن اليتيم في الناس من قبل الأب . وفي البهائم من قبل الأمهات . وقد مضى في سورة ( البقرة ) مستوفى ، وقال بعض أهل اللغة : اليتيم الذي يموت أبواه . وقال قيس بن الملوح :
إلى الله أشكو فقد ليلى كما شكا إلى الله فقد الوالدين يتيم
وكنا إذا ما الضيف حل بأرضنا سفكنا دماء البدن في تربة الحال


