قوله تعالى : فألهمها فجورها وتقواها   
قوله تعالى : فألهمها  أي عرفها كذا روى ابن أبي نجيح  عن مجاهد    . أي عرفها طريق الفجور والتقوى وقاله ابن عباس    . وعن مجاهد  أيضا : عرفها الطاعة والمعصية . وعن محمد بن كعب  قال : إذا أراد الله - عز وجل - بعبده خيرا ، ألهمه الخير فعمل به ، وإذا أراد به   [ ص: 68 ] السوء ، ألهمه الشر فعمل به . وقال الفراء    : فألهمها قال : عرفها طريق الخير وطريق الشر كما قال : وهديناه النجدين    . وروى الضحاك  عن ابن عباس  قال : ألهم المؤمن المتقي تقواه ، وألهم الفاجر فجوره   . وعن سعيد  عن قتادة  قال : بين لها فجورها وتقواها . والمعنى متقارب . وروي عن  أبي هريرة  قال : قرأ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فألهمها فجورها وتقواها قال : " اللهم آت نفسي تقواها ، وزكها أنت خير من زكاها ، أنت وليها ومولاها " . ورواه جويبر  عن الضحاك  عن ابن عباس    : أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان إذا قرأ هذه الآية : فألهمها فجورها وتقواها رفع صوته بها ، وقال : " اللهم آت نفسي تقواها ، أنت وليها ومولاها ، وأنت خير من زكاها " . 
وفي صحيح مسلم ،  عن  أبي الأسود الدؤلي  قال : قال لي عمران بن حصين    : أرأيت ما يعمل الناس اليوم ، ويكدحون فيه ، أشيء قضي ومضى عليهم من قدر سبق ، أو فيما يستقبلون مما أتاهم به نبيهم ، وثبتت الحجة عليهم ؟ فقلت : بل شيء قضي عليهم ، ومضى عليهم . قال فقال : أفلا يكون ظلما ؟ قال : ففزعت من ذلك فزعا شديدا ، وقلت : كل شيء خلق الله وملك يده ، فلا يسأل عما يفعل وهم يسألون . فقال لي : يرحمك الله إني لم أرد بما سألتك إلا لأحزر عقلك ، إن رجلين من مزينة  أتيا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقالا : يا رسول الله ، أرأيت ما يعمل الناس اليوم ويكدحون فيه : أشيء قضي عليهم ومضى فيهم من قدر قد سبق ، أو فيما يستقبلون به مما أتاهم به نبيهم . وثبتت الحجة عليهم ؟ فقال : " لا بل شيء قضي عليهم ومضى فيهم . وتصديق ذلك في كتاب الله - عز وجل - : ونفس وما سواها فألهمها فجورها وتقواها " . والفجور والتقوى : مصدران في موضع المفعول به . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					