[ ص: 92 ] سورة ألم نشرح
مكية في قول الجميع . وهي ثماني آيات
بسم الله الرحمن الرحيم
nindex.php?page=tafseer&surano=94&ayano=1ألم نشرح لك صدرك شرح الصدر : فتحه أي ألم نفتح صدرك للإسلام . وروى
أبو صالح عن
ابن عباس قال : ألم نلين لك قلبك . وروى
الضحاك عن
ابن عباس قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=832588قالوا يا رسول الله ، أينشرح الصدر ؟ قال : " نعم وينفسح " . قالوا : يا رسول الله ، وهل لذلك علامة ؟ قال : " نعم التجافي عن دار الغرور ، والإنابة إلى دار الخلود ، والاعتداد للموت ، قبل نزول الموت " . وقد مضى هذا المعنى في ( الزمر ) عند قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=22أفمن شرح الله صدره للإسلام فهو على نور من ربه . وروي عن
الحسن قال :
nindex.php?page=tafseer&surano=94&ayano=1ألم نشرح لك صدرك قال : ملئ حكما وعلما .
وفي الصحيح عن
أنس بن مالك ، عن
مالك بن صعصعة - رجل من قومه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=832589 " فبينا أنا عند البيت بين النائم واليقظان إذ سمعت قائلا يقول : أحد الثلاثة فأتيت بطست من ذهب ، فيها ماء زمزم ، فشرح صدري إلى كذا وكذا " قال قتادة قلت : ما يعني ؟ قال : إلى أسفل بطني ، قال : " فاستخرج قلبي ، فغسل قلبي بماء زمزم ، ثم أعيد مكانه ، ثم حشي إيمانا وحكمة " . وفي الحديث قصة .
وروي عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : (
nindex.php?page=hadith&LINKID=832590جاءني ملكان في صورة طائر ، [ ص: 93 ] معهما ماء وثلج ، فشرح أحدهما صدري ، وفتح الآخر بمنقاره فيه فغسله ) . وفي حديث آخر قال : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=832591جاءني ملك فشق عن قلبي ، فاستخرج منه عذرة ، وقال : قلبك وكيع ، وعيناك بصيرتان ، وأذناك سميعتان ، أنت محمد رسول الله ، لسانك صادق ، ونفسك مطمئنة ، وخلقك قثم ، وأنت قيم " . قال أهل اللغة : قوله " وكيع " أي يحفظ ما يوضع فيه . يقال : سقاء وكيع أي قوي يحفظ ما يوضع فيه . واستوكعت معدته ، أي قويت وقوله : " قثم " أي جامع . يقال : رجل قثوم للخير أي جامع له . ومعنى
nindex.php?page=tafseer&surano=94&ayano=1ألم نشرح قد شرحنا الدليل على ذلك قوله في النسق عليه :
nindex.php?page=tafseer&surano=94&ayano=2ووضعنا عنك وزرك ، فهذا عطف على التأويل ، لا على التنزيل ; لأنه لو كان على التنزيل لقال : ونضع عنك وزرك . فدل هذا على أن معنى
nindex.php?page=tafseer&surano=94&ayano=1ألم نشرح : قد شرحنا . و ( لم ) جحد ، وفي الاستفهام طرف من الجحد ، وإذا وقع جحد ، رجع إلى التحقيق كقوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=95&ayano=8أليس الله بأحكم الحاكمين . ومعناه : الله أحكم الحاكمين . وكذا
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=36أليس الله بكاف عبده . ومثله قول
جرير يمدح
nindex.php?page=showalam&ids=16491عبد الملك بن مروان :
ألستم خير من ركب المطايا وأندى العالمين بطون راح
المعنى : أنتم كذا .
[ ص: 92 ] سُورَةُ أَلَمْ نَشْرَحْ
مَكِّيَّةٌ فِي قَوْلِ الْجَمِيعِ . وَهِيَ ثَمَانِي آيَاتٍ
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
nindex.php?page=tafseer&surano=94&ayano=1أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ شَرْحُ الصَّدْرِ : فَتْحُهُ أَيْ أَلَمْ نَفْتَحْ صَدْرَكَ لِلْإِسْلَامِ . وَرَوَى
أَبُو صَالِحٍ عَنِ
ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ : أَلَمْ نُلَيِّنْ لَكَ قَلْبَكَ . وَرَوَى
الضَّحَّاكُ عَنِ
ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=832588قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ ، أَيَنْشَرِحُ الصَّدْرُ ؟ قَالَ : " نَعَمْ وَيَنْفَسِحُ " . قَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، وَهَلْ لِذَلِكَ عَلَامَةٌ ؟ قَالَ : " نَعَمُ التَّجَافِي عَنْ دَارِ الْغُرُورِ ، وَالْإِنَابَةُ إِلَى دَارِ الْخُلُودِ ، وَالِاعْتِدَادُ لِلْمَوْتِ ، قَبْلَ نُزُولِ الْمَوْتِ " . وَقَدْ مَضَى هَذَا الْمَعْنَى فِي ( الزُّمَرِ ) عِنْدَ قَوْلِهِ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=22أَفَمَنْ شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ فَهُوَ عَلَى نُورٍ مِنْ رَبِّهِ . وَرُوِيَ عَنِ
الْحَسَنِ قَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=94&ayano=1أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ قَالَ : مُلِئَ حُكْمًا وَعِلْمًا .
وَفِي الصَّحِيحِ عَنْ
أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ، عَنْ
مَالِكِ بْنِ صَعْصَعَةَ - رَجُلٍ مِنْ قَوْمِهِ - أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=832589 " فَبَيْنَا أَنَا عِنْدَ الْبَيْتِ بَيْنَ النَّائِمِ وَالْيَقِظَانِ إِذْ سَمِعْتُ قَائِلًا يَقُولُ : أَحَدُ الثَّلَاثَةِ فَأُتِيَتْ بِطَسْتٍ مِنْ ذَهَبٍ ، فِيهَا مَاءُ زَمْزَمَ ، فَشَرَحَ صَدْرِي إِلَى كَذَا وَكَذَا " قَالَ قَتَادَةُ قُلْتُ : مَا يَعْنِي ؟ قَالَ : إِلَى أَسْفَلِ بَطْنِي ، قَالَ : " فَاسْتَخْرَجَ قَلْبِي ، فَغَسَلَ قَلْبِي بِمَاءِ زَمْزَمَ ، ثُمَّ أُعِيدَ مَكَانَهُ ، ثُمَّ حُشِيَ إِيمَانًا وَحِكْمَةً " . وَفِي الْحَدِيثِ قِصَّةٌ .
وَرُوِيَ عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ : (
nindex.php?page=hadith&LINKID=832590جَاءَنِي مَلَكَانِ فِي صُورَةِ طَائِرٍ ، [ ص: 93 ] مَعَهُمَا مَاءٌ وَثَلْجٌ ، فَشَرَحَ أَحَدُهُمَا صَدْرِي ، وَفَتَحَ الْآخَرُ بِمِنْقَارِهِ فِيهِ فَغَسَلَهُ ) . وَفِي حَدِيثٍ آخَرَ قَالَ : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=832591جَاءَنِي مَلَكٌ فَشَقَّ عَنْ قَلْبِي ، فَاسْتَخْرَجَ مِنْهُ عُذْرَةً ، وَقَالَ : قَلْبُكَ وَكِيعٌ ، وَعَيْنَاكَ بَصِيرَتَانِ ، وَأُذُنَاكَ سَمِيعَتَانِ ، أَنْتَ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ ، لِسَانكَ صَادِقٌ ، وَنَفْسُكَ مُطْمَئِنَّةٌ ، وَخُلُقُكَ قُثَمٌ ، وَأَنْتَ قَيِّمٌ " . قَالَ أَهْلُ اللُّغَةِ : قَوْلُهُ " وَكِيعٌ " أَيْ يَحْفَظُ مَا يُوضَعُ فِيهِ . يُقَالُ : سِقَاءٌ وَكِيعٌ أَيْ قَوِيٌّ يَحْفَظُ مَا يُوضَعُ فِيهِ . وَاسْتَوْكَعَتْ مَعِدَتُهُ ، أَيْ قَوِيَتْ وَقَوْلُهُ : " قُثَمٌ " أَيْ جَامِعٌ . يُقَالُ : رَجُلٌ قَثُومٌ لِلْخَيْرِ أَيْ جَامِعٌ لَهُ . وَمَعْنَى
nindex.php?page=tafseer&surano=94&ayano=1أَلَمْ نَشْرَحْ قَدْ شَرَحْنَا الدَّلِيلُ عَلَى ذَلِكَ قَوْلُهُ فِي النَّسَقِ عَلَيْهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=94&ayano=2وَوَضَعْنَا عَنْكَ وِزْرَكَ ، فَهَذَا عَطْفٌ عَلَى التَّأْوِيلِ ، لَا عَلَى التَّنْزِيلِ ; لِأَنَّهُ لَوْ كَانَ عَلَى التَّنْزِيلِ لَقَالَ : وَنَضَعْ عَنْكَ وِزْرَكَ . فَدَلَّ هَذَا عَلَى أَنَّ مَعْنَى
nindex.php?page=tafseer&surano=94&ayano=1أَلَمْ نَشْرَحْ : قَدْ شَرَحْنَا . وَ ( لَمْ ) جَحْدٌ ، وَفِي الِاسْتِفْهَامِ طَرَفٌ مِنَ الْجَحْدِ ، وَإِذَا وَقَعَ جَحْدٌ ، رَجَعَ إِلَى التَّحْقِيقِ كَقَوْلِهِ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=95&ayano=8أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَحْكَمِ الْحَاكِمِينَ . وَمَعْنَاهُ : اللَّهُ أَحْكَمُ الْحَاكِمِينَ . وَكَذَا
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=36أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ . وَمِثْلُهُ قَوْلُ
جَرِيرٍ يَمْدَحُ
nindex.php?page=showalam&ids=16491عَبْدَ الْمَلِكَ بْنِ مَرْوَانَ :
أَلَسْتُمْ خَيْرَ مَنْ رَكِبَ الْمَطَايَا وَأَنْدَى الْعَالَمِينَ بُطُونَ رَاحٍ
الْمَعْنَى : أَنْتُمْ كَذَا .