[ ص: 105 ] nindex.php?page=treesubj&link=28889سورة العلق
وهي مكية بإجماع ، وهي
nindex.php?page=treesubj&link=32329أول ما نزل من القرآن
في قول
أبي موسى nindex.php?page=showalam&ids=25وعائشة رضي الله عنهما . وهي تسع عشرة آية
بسم الله الرحمن الرحيم
nindex.php?page=tafseer&surano=96&ayano=1اقرأ باسم ربك الذي خلق
هذه السورة أول ما نزل من القرآن في قول معظم المفسرين . نزل بها
جبريل على النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو قائم على
حراء ، فعلمه خمس آيات من هذه السورة . وقيل : إن أول ما نزل يا أيها المدثر ، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=36جابر بن عبد الله ; وقد تقدم . وقيل : فاتحة الكتاب أول ما نزل ; قاله
أبو ميسرة الهمداني . وقال
علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - : أول ما نزل من القرآن قل تعالوا أتل ما حرم ربكم عليكم والصحيح الأول . قالت
عائشة :
nindex.php?page=hadith&LINKID=3500585أول ما بدئ به رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الرؤيا الصادقة ; فجاءه الملك فقال : اقرأ باسم ربك الذي خلق خلق الإنسان من علق اقرأ وربك الأكرم . خرجه
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري .
وفي الصحيحين عنها قالت :
nindex.php?page=hadith&LINKID=3500586أول ما بدئ به رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من الوحي الرؤيا الصادقة في النوم ; فكان لا يرى رؤيا إلا جاءت مثل فلق الصبح ، ثم حبب إليه الخلاء ، فكان يخلو بغار حراء ، يتحنث فيه الليالي ذوات العدد ، قبل أن يرجع إلى أهله ويتزود لذلك ; ثم يرجع إلى [ ص: 106 ] خديجة فيتزود لمثلها ; حتى فجئه الحق وهو في غار حراء ، فجاءه الملك ، فقال : " اقرأ " : فقال : " ما أنا بقارئ - قال - فأخذني فغطني ، حتى بلغ مني الجهد ، ثم أرسلني " فقال : " اقرأ " فقلت : " ما أنا بقارئ . فأخذني فغطني الثالثة حتى بلغ مني الجهد ، ثم أرسلني ، فقال : " اقرأ باسم ربك الذي خلق خلق الإنسان من علق اقرأ وربك الأكرم . الذي علم بالقلم . علم الإنسان ما لم يعلم " الحديث بكماله .
وقال
أبو رجاء العطاردي :
nindex.php?page=hadith&LINKID=3500587وكان nindex.php?page=showalam&ids=110أبو موسى الأشعري يطوف علينا في هذا المسجد " مسجد البصرة " فيقعدنا حلقا ، فيقرئنا القرآن ; فكأني أنظر إليه بين ثوبين له أبيضين ، وعنه أخذت هذه السورة : اقرأ باسم ربك الذي خلق . وكانت أول سورة أنزلها الله على محمد - صلى الله عليه وسلم - . وروت
عائشة - رضي الله عنها - أنها
أول سورة أنزلت على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، ثم بعدها ن والقلم ، ثم بعدها يا أيها المدثر ثم بعدها والضحى ذكره
nindex.php?page=showalam&ids=15151الماوردي . وعن
الزهري :
أول ما نزل سورة : ( nindex.php?page=tafseer&surano=96&ayano=1اقرأ باسم ربك - إلى قوله - nindex.php?page=tafseer&surano=96&ayano=5ما لم يعلم ) ، فحزن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، وجعل يعلو شواهق الجبال ، فأتاه جبريل فقال له : ( إنك نبي الله ) فرجع إلى خديجة وقال : " دثروني وصبوا علي ماء باردا " فنزل يا أيها المدثر .
ومعنى
nindex.php?page=tafseer&surano=96&ayano=1اقرأ باسم ربك أي اقرأ ما أنزل إليك من القرآن مفتتحا باسم ربك ، وهو أن تذكر
nindex.php?page=treesubj&link=28971_20762التسمية في ابتداء كل سورة . فمحل الباء من باسم ربك النصب على الحال . وقيل : الباء بمعنى على ، أي اقرأ على اسم ربك . يقال : فعل كذا باسم الله ، وعلى اسم الله . وعلى هذا فالمقروء محذوف ، أي اقرأ القرآن ، وافتتحه باسم الله . وقال قوم : اسم ربك هو القرآن ، فهو يقول : اقرأ باسم ربك أي اسم ربك ، والباء زائدة ; كقوله تعالى تنبت بالدهن ، وكما قال :
هن الحرائر لا ربات أخمرة سود المحاجر لا يقرأن بالسور
أراد : لا يقرأن السور . وقيل : معنى
nindex.php?page=tafseer&surano=96&ayano=1اقرأ باسم ربك أي اذكر اسمه . أمره أن يبتدئ القراءة باسم الله .
[ ص: 105 ] nindex.php?page=treesubj&link=28889سُورَةُ الْعَلَقِ
وَهِيَ مَكِّيَّةٌ بِإِجْمَاعٍ ، وَهِيَ
nindex.php?page=treesubj&link=32329أَوَّلُ مَا نَزَلَ مِنَ الْقُرْآنِ
فِي قَوْلِ
أَبِي مُوسَى nindex.php?page=showalam&ids=25وَعَائِشَةِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا . وَهِيَ تِسْعَ عَشْرَةَ آيَةً
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
nindex.php?page=tafseer&surano=96&ayano=1اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ
هَذِهِ السُّورَةُ أَوَّلُ مَا نَزَلَ مِنَ الْقُرْآنِ فِي قَوْلِ مُعْظَمِ الْمُفَسِّرِينَ . نَزَلَ بِهَا
جِبْرِيلُ عَلَى النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَهُوَ قَائِمٌ عَلَى
حِرَاءَ ، فَعَلَّمَهُ خَمْسَ آيَاتٍ مِنْ هَذِهِ السُّورَةِ . وَقِيلَ : إِنَّ أَوَّلَ مَا نَزَلَ يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ ، قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=36جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ ; وَقَدْ تَقَدَّمَ . وَقِيلَ : فَاتِحَةُ الْكِتَابِ أَوَّلُ مَا نَزَلَ ; قَالَهُ
أَبُو مَيْسَرَةَ الْهَمْدَانِيُّ . وَقَالَ
عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - : أَوَّلُ مَا نَزَلَ مِنَ الْقُرْآنِ قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ وَالصَّحِيحُ الْأَوَّلُ . قَالَتْ
عَائِشَةُ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=3500585أَوَّلُ مَا بُدِئَ بِهِ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - الرُّؤْيَا الصَّادِقَةُ ; فَجَاءَهُ الْمَلَكُ فَقَالَ : اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ . خَرَّجَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=12070الْبُخَارِيُّ .
وَفِي الصَّحِيحَيْنِ عَنْهَا قَالَتْ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=3500586أَوَّلُ مَا بُدِئَ بِهِ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مِنَ الْوَحْيِ الرُّؤْيَا الصَّادِقَةُ فِي النَّوْمِ ; فَكَانَ لَا يَرَى رُؤْيَا إِلَّا جَاءَتْ مِثْلَ فَلَقِ الصُّبْحِ ، ثُمَّ حُبِّبَ إِلَيْهِ الْخَلَاءُ ، فَكَانَ يَخْلُو بِغَارِ حِرَاءَ ، يَتَحَنَّثُ فِيهِ اللَّيَالِي ذَوَاتَ الْعَدَدِ ، قَبْلَ أَنْ يَرْجِعَ إِلَى أَهْلِهِ وَيَتَزَوَّدَ لِذَلِكَ ; ثُمَّ يَرْجِعُ إِلَى [ ص: 106 ] خَدِيجَةَ فَيَتَزَوَّدُ لِمِثْلِهَا ; حَتَّى فَجِئَهُ الْحَقُّ وَهُوَ فِي غَارِ حِرَاءَ ، فَجَاءَهُ الْمَلَكُ ، فَقَالَ : " اقْرَأْ " : فَقَالَ : " مَا أَنَا بِقَارِئٍ - قَالَ - فَأَخَذَنِي فَغَطَّنِي ، حَتَّى بَلَغَ مِنِّي الْجَهْدَ ، ثُمَّ أَرْسَلَنِي " فَقَالَ : " اقْرَأْ " فَقُلْتُ : " مَا أَنَا بِقَارِئٍ . فَأَخَذَنِي فَغَطَّنِي الثَّالِثَةَ حَتَّى بَلَغَ مِنِّي الْجَهْدَ ، ثُمَّ أَرْسَلَنِي ، فَقَالَ : " اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ . الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ . عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ " الْحَدِيثُ بِكَمَالِهِ .
وَقَالَ
أَبُو رَجَاءٍ الْعُطَارِدِيُّ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=3500587وَكَانَ nindex.php?page=showalam&ids=110أَبُو مُوسَى الْأَشْعَرِيُّ يَطُوفُ عَلَيْنَا فِي هَذَا الْمَسْجِدِ " مَسْجِدِ الْبَصْرَةِ " فَيُقْعِدُنَا حِلَقًا ، فَيُقْرِئُنَا الْقُرْآنَ ; فَكَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَيْهِ بَيْنَ ثَوْبَيْنِ لَهُ أَبْيَضَيْنِ ، وَعَنْهُ أَخَذْتُ هَذِهِ السُّورَةَ : اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ . وَكَانَتْ أَوَّلُ سُورَةٍ أَنْزَلَهَا اللَّهُ عَلَى مُحَمَّدٍ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - . وَرَوَتْ
عَائِشَةُ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا - أَنَّهَا
أَوَّلُ سُورَةٍ أُنْزِلَتْ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ، ثُمَّ بَعْدَهَا ن وَالْقَلَمِ ، ثُمَّ بَعْدَهَا يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ ثُمَّ بَعْدَهَا وَالضُّحَى ذَكَرَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=15151الْمَاوَرْدِيُّ . وَعَنِ
الزُّهْرِيِّ :
أَوَّلُ مَا نَزَلَ سُورَةُ : ( nindex.php?page=tafseer&surano=96&ayano=1اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ - إِلَى قَوْلِهِ - nindex.php?page=tafseer&surano=96&ayano=5مَا لَمْ يَعْلَمْ ) ، فَحَزِنَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ، وَجَعَلَ يَعْلُو شَوَاهِقَ الْجِبَالِ ، فَأَتَاهُ جِبْرِيلُ فَقَالَ لَهُ : ( إِنَّكَ نَبِيُّ اللَّهِ ) فَرَجَعَ إِلَى خَدِيجَةَ وَقَالَ : " دَثِّرُونِي وَصُبُّوا عَلَيَّ مَاءً بَارِدًا " فَنَزَلَ يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ .
وَمَعْنَى
nindex.php?page=tafseer&surano=96&ayano=1اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ أَيِ اقْرَأْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنَ الْقُرْآنِ مُفْتَتِحًا بِاسْمِ رَبِّكَ ، وَهُوَ أَنْ تَذْكُرَ
nindex.php?page=treesubj&link=28971_20762التَّسْمِيَةَ فِي ابْتِدَاءِ كُلِّ سُورَةٍ . فَمَحَلُّ الْبَاءِ مِنْ بِاسْمِ رَبِّكَ النَّصْبُ عَلَى الْحَالِ . وَقِيلَ : الْبَاءُ بِمَعْنَى عَلَى ، أَيِ اقْرَأْ عَلَى اسْمِ رَبِّكَ . يُقَالُ : فَعَلَ كَذَا بِاسْمِ اللَّهِ ، وَعَلَى اسْمِ اللَّهِ . وَعَلَى هَذَا فَالْمَقْرُوءُ مَحْذُوفٌ ، أَيِ اقْرَأِ الْقُرْآنَ ، وَافْتَتِحْهُ بِاسْمِ اللَّهِ . وَقَالَ قَوْمٌ : اسْمُ رَبِّكَ هُوَ الْقُرْآنُ ، فَهُوَ يَقُولُ : اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ أَيِ اسْمَ رَبِّكَ ، وَالْبَاءُ زَائِدَةٌ ; كَقَوْلِهِ تَعَالَى تَنْبُتُ بِالدُّهْنِ ، وَكَمَا قَالَ :
هُنَّ الْحَرَائِرُ لَا رَبَّاتِ أَخْمِرَةٍ سُودُ الْمَحَاجِرِ لَا يَقْرَأْنَ بِالسُّوَرِ
أَرَادَ : لَا يَقْرَأْنَ السُّوَرَ . وَقِيلَ : مَعْنَى
nindex.php?page=tafseer&surano=96&ayano=1اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ أَيِ اذْكُرِ اسْمَهُ . أَمَرَهُ أَنْ يَبْتَدِئَ الْقِرَاءَةَ بِاسْمِ اللَّهِ .