[ ص: 115 ] nindex.php?page=treesubj&link=28889سورة القدر
وهي مدنية في قول أكثر المفسرين
ذكره
الثعلبي . وحكى
nindex.php?page=showalam&ids=15151الماوردي عكسه
قلت : وهي مدنية في قول
الضحاك ، وأحد قولي
ابن عباس . وذكر
الواقدي أنها أول سورة نزلت
بالمدينة . وهي خمس آيات .
بسم الله الرحمن الرحيم
nindex.php?page=tafseer&surano=97&ayano=1إنا أنزلناه في ليلة القدر
قوله تعالى : إنا أنزلناه يعني القرآن ، وإن لم يجر له ذكر في هذه السورة ; لأن المعنى معلوم ، والقرآن كله كالسورة الواحدة . وقد قال :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=185شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن وقال :
nindex.php?page=tafseer&surano=44&ayano=1حم والكتاب المبين إنا أنزلناه في ليلة مباركة ، يريد : في ليلة القدر .
وقال
الشعبي : المعنى إنا ابتدأنا إنزاله في ليلة القدر . وقيل : بل نزل به
جبريل - عليه السلام - جملة واحدة في ليلة القدر ، من اللوح المحفوظ إلى سماء الدنيا ، إلى بيت العزة ، وأملاه
جبريل على السفرة ، ثم كان
جبريل ينزله على النبي - صلى الله عليه وسلم - نجوما نجوما . وكان بين أوله وآخره ثلاث وعشرون سنة ; قاله
ابن عباس ، وقد تقدم في سورة ( البقرة ) . وحكى
nindex.php?page=showalam&ids=15151الماوردي عن
ابن عباس قال : نزل القرآن في شهر رمضان ، وفي ليلة القدر ، في ليلة مباركة ، جملة واحدة من عند الله ، من اللوح المحفوظ إلى السفرة الكرام الكاتبين في السماء الدنيا ; فنجمته السفرة الكرام الكاتبون على
جبريل عشرين سنة ، ونجمه
جبريل على النبي - صلى الله عليه وسلم - عشرين سنة .
قال
ابن [ ص: 116 ] العربي : ( وهذا باطل ; ليس بين
جبريل وبين الله واسطة ، ولا بين
جبريل ومحمد عليهما السلام واسطة ) .
قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=97&ayano=1في ليلة القدر قال
مجاهد : في ليلة الحكم .
nindex.php?page=tafseer&surano=97&ayano=2وما أدراك ما ليلة القدر قال : ليلة الحكم . والمعنى ليلة التقدير ; سميت بذلك لأن الله تعالى يقدر فيها ما يشاء من أمره ، إلى مثلها من السنة القابلة ; من أمر الموت والأجل والرزق وغيره . ويسلمه إلى مدبرات الأمور ، وهم أربعة من الملائكة :
إسرافيل ، وميكائيل ، وعزرائيل ، وجبريل . عليهم السلام .
وعن
ابن عباس قال : يكتب من أم الكتاب ما يكون في السنة من رزق ومطر وحياة وموت ، حتى الحاج . قال
عكرمة : يكتب حاج بيت الله تعالى في ليلة القدر بأسمائهم وأسماء أبائهم ، ما يغادر منهم أحد ، ولا يزاد فيهم . وقاله
سعيد بن جبير . وقد مضى في أول سورة ( الدخان ) هذا المعنى .
وعن
ابن عباس أيضا : أن الله تعالى يقضي الأقضية في ليلة نصف شعبان ، ويسلمها إلى أربابها في ليلة القدر . وقيل : إنما سميت بذلك لعظمها وقدرها وشرفها ، من قولهم : لفلان قدر ; أي شرف ومنزلة . قاله
الزهري وغيره . وقيل : سميت بذلك لأن للطاعات فيها قدرا عظيما ، وثوابا جزيلا . وقال
أبو بكر الوراق : سميت بذلك لأن من لم يكن له قدر ولا خطر يصير في هذه الليلة ذا قدر إذا أحياها . وقيل : سميت بذلك لأنه أنزل فيها كتابا ذا قدر ، على رسول ذي قدر ، على أمة ذات قدر . وقيل : لأنه ينزل فيها ملائكة ذوو قدر وخطر . وقيل : لأن الله تعالى ينزل فيها الخير والبركة والمغفرة . وقال
سهل : سميت بذلك لأن الله تعالى قدر فيها الرحمة على المؤمنين . وقال :
الخليل : لأن الأرض تضيق فيها بالملائكة ; كقوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=65&ayano=7ومن قدر عليه رزقه أي ضيق .
[ ص: 115 ] nindex.php?page=treesubj&link=28889سُورَةُ الْقَدْرِ
وَهِيَ مَدَنِيَّةٌ فِي قَوْلِ أَكْثَرِ الْمُفَسِّرِينَ
ذَكَرهُ
الثَّعْلَبِيُّ . وَحَكَى
nindex.php?page=showalam&ids=15151الْمَاوَرْدِيُّ عَكْسَهُ
قُلْتُ : وَهِيَ مَدَنِيَّةٌ فِي قَوْلِ
الضَّحَّاكِ ، وَأَحَدُ قَوْلَيْ
ابْنِ عَبَّاسٍ . وَذَكَرَ
الْوَاقِدَيُّ أَنَّهَا أَوَّلُ سُورَةٍ نَزَلَتْ
بِالْمَدِينَةِ . وَهِيَ خَمْسُ آيَاتٍ .
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
nindex.php?page=tafseer&surano=97&ayano=1إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ
قَوْلُهُ تَعَالَى : إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ يَعْنِي الْقُرْآنَ ، وَإِنْ لَمْ يَجْرِ لَهُ ذِكْرٌ فِي هَذِهِ السُّورَةِ ; لِأَنَّ الْمَعْنَى مَعْلُومٌ ، وَالْقُرْآنُ كُلُّهُ كَالسُّورَةِ الْوَاحِدَةِ . وَقَدْ قَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=185شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ وَقَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=44&ayano=1حم وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ ، يُرِيدُ : فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ .
وَقَالَ
الشَّعْبِيُّ : الْمَعْنَى إِنَّا ابْتَدَأْنَا إِنْزَالَهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ . وَقِيلَ : بَلْ نَزَلَ بِهِ
جِبْرِيلُ - عَلَيْهِ السَّلَامُ - جُمْلَةً وَاحِدَةً فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ ، مِنَ اللَّوْحِ الْمَحْفُوظِ إِلَى سَمَاءِ الدُّنْيَا ، إِلَى بَيْتِ الْعِزَّةِ ، وَأَمْلَاهُ
جِبْرِيلُ عَلَى السَّفَرَةِ ، ثُمَّ كَانَ
جِبْرِيلُ يُنْزِلُهُ عَلَى النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - نُجُومًا نُجُومًا . وَكَانَ بَيْنَ أَوَّلِهِ وَآخِرهِ ثَلَاثٌ وَعِشْرُونَ سَنَةً ; قَالَهُ
ابْنُ عَبَّاسٍ ، وَقَدْ تَقَدَّمَ فِي سُورَةِ ( الْبَقَرَةِ ) . وَحَكَى
nindex.php?page=showalam&ids=15151الْمَاوَرْدِيُّ عَنِ
ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ : نَزَلَ الْقُرْآنُ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ ، وَفِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ ، فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ ، جُمْلَةً وَاحِدَةً مِنْ عِنْدِ اللَّهِ ، مِنَ اللَّوْحِ الْمَحْفُوظِ إِلَى السَّفَرَةِ الْكِرَامِ الْكَاتِبِينَ فِي السَّمَاءِ الدُّنْيَا ; فَنَجَّمَتْهُ السَّفَرَةُ الْكِرَامُ الْكَاتِبُونَ عَلَى
جِبْرِيلَ عِشْرِينَ سَنَةً ، وَنَجَّمَهُ
جِبْرِيلُ عَلَى النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عِشْرِينَ سَنَةً .
قَالَ
ابْنُ [ ص: 116 ] الْعَرَبِيِّ : ( وَهَذَا بَاطِلٌ ; لَيْسَ بَيْنَ
جِبْرِيلَ وَبَيْنَ اللَّهِ وَاسِطَةٌ ، وَلَا بَيْنَ
جِبْرِيلَ وَمُحَمَّدٍ عَلَيْهِمَا السَّلَامُ وَاسِطَةٌ ) .
قَوْلُهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=97&ayano=1فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ قَالَ
مُجَاهِدٌ : فِي لَيْلَةِ الْحُكْمِ .
nindex.php?page=tafseer&surano=97&ayano=2وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ قَالَ : لَيْلَةُ الْحُكْمِ . وَالْمَعْنَى لَيْلَةُ التَّقْدِيرِ ; سُمِّيَتْ بِذَلِكَ لِأَنَّ اللَّهَ تَعَالَى يُقَدِّرُ فِيهَا مَا يَشَاءُ مِنْ أَمْرِهِ ، إِلَى مِثْلِهَا مِنَ السَّنَةِ الْقَابِلَةِ ; مِنْ أَمْرِ الْمَوْتِ وَالْأَجَلِ وَالرِّزْقِ وَغَيْرِهِ . وَيُسَلِّمُهُ إِلَى مُدَبِّرَاتِ الْأُمُورِ ، وَهُمْ أَرْبَعَةٌ مِنَ الْمَلَائِكَةِ :
إِسْرَافِيلُ ، وَمِيكَائِيلُ ، وَعِزْرَائِيلُ ، وَجِبْرِيلُ . عَلَيْهِمُ السَّلَامُ .
وَعَنِ
ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ : يُكْتَبُ مِنْ أُمِّ الْكِتَابِ مَا يَكُونُ فِي السَّنَةِ مِنْ رِزْقٍ وَمَطَرٍ وَحَيَاةٍ وَمَوْتٍ ، حَتَّى الْحَاجِّ . قَالَ
عِكْرِمَةُ : يُكْتَبُ حَاجُّ بَيْتِ اللَّهِ تَعَالَى فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ بِأَسْمَائِهِمْ وَأَسْمَاءِ أَبَائِهِمْ ، مَا يُغَادَرُ مِنْهُمْ أَحَدٌ ، وَلَا يُزَادُ فِيهِمْ . وَقَالَهُ
سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ . وَقَدْ مَضَى فِي أَوَّلِ سُورَةِ ( الدُّخَانِ ) هَذَا الْمَعْنَى .
وَعَنِ
ابْنِ عَبَّاسٍ أَيْضًا : أَنَّ اللَّهَ تَعَالَى يَقْضِي الْأَقْضِيَةَ فِي لَيْلَةِ نِصْفِ شَعْبَانَ ، وَيُسَلِّمُهَا إِلَى أَرْبَابِهَا فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ . وَقِيلَ : إِنَّمَا سُمِّيَتْ بِذَلِكَ لِعِظَمِهَا وَقَدْرِهَا وَشَرَفِهَا ، مِنْ قَوْلِهِمْ : لِفُلَانٍ قَدْرٌ ; أَيْ شَرَفٌ وَمَنْزِلَةٌ . قَالَهُ
الزُّهْرِيُّ وَغَيْرُهُ . وَقِيلَ : سُمِّيَتْ بِذَلِكَ لِأَنَّ لِلطَّاعَاتِ فِيهَا قَدْرًا عَظِيمًا ، وَثَوَابًا جَزِيلًا . وَقَالَ
أَبُو بَكْرٍ الْوَرَّاقُ : سُمِّيَتْ بِذَلِكَ لِأَنَّ مَنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ قَدْرٌ وَلَا خَطَرٌ يَصِيرُ فِي هَذِهِ اللَّيْلَةِ ذَا قَدْرٍ إِذَا أَحْيَاهَا . وَقِيلَ : سُمِّيَتْ بِذَلِكَ لِأَنَّهُ أَنْزَلَ فِيهَا كِتَابًا ذَا قَدْرٍ ، عَلَى رَسُولٍ ذِي قَدْرٍ ، عَلَى أُمَّةِ ذَاتِ قَدْرٍ . وَقِيلَ : لِأَنَّهُ يَنْزِلُ فِيهَا مَلَائِكَةٌ ذَوُو قَدْرٍ وَخَطَرٍ . وَقِيلَ : لِأَنَّ اللَّهَ تَعَالَى يُنْزِلُ فِيهَا الْخَيْرَ وَالْبَرَكَةَ وَالْمَغْفِرَةَ . وَقَالَ
سَهْلٌ : سُمِّيَتْ بِذَلِكَ لِأَنَّ اللَّهَ تَعَالَى قَدَّرَ فِيهَا الرَّحْمَةَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ . وَقَالَ :
الْخَلِيلُ : لِأَنَّ الْأَرْضَ تَضِيقُ فِيهَا بِالْمَلَائِكَةِ ; كَقَوْلِهِ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=65&ayano=7وَمَنْ قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ أَيْ ضُيِّقَ .