قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=104&ayano=3يحسب أن ماله أخلده كلا لينبذن في الحطمة وما أدراك ما الحطمة نار الله الموقدة التي تطلع على الأفئدة قوله تعالى : يحسب أي يظن أن ماله أخلده أي يبقيه حيا لا يموت ; قاله
nindex.php?page=showalam&ids=14468السدي . وقال
عكرمة : أي يزيد في عمره . وقيل : أحياه فيما مضى ، وهو ماض بمعنى المستقبل . يقال : هلك والله فلان ودخل النار ; أي يدخل .
كلا رد لما توهمه الكافر ; أي لا يخلد ولا يبقى له مال . وقد مضى القول في كلا مستوفى . وقال
عمر بن عبد الله مولى غفرة : إذا سمعت الله - عز وجل - يقول كلا فإنه يقول كذبت .
nindex.php?page=tafseer&surano=104&ayano=4لينبذن أي ليطرحن وليلقين . وقرأ
الحسن nindex.php?page=showalam&ids=14980ومحمد بن كعب nindex.php?page=showalam&ids=14301ونصر بن عاصم ومجاهد وحميد وابن محيصن :
[ ص: 166 ] لينبذان بالتثنية ، أي هو وماله . وعن
الحسن أيضا لينبذنه على معنى لينبذن ماله . وعنه أيضا بالنون لننبذنه على إخبار الله تعالى عن نفسه ، وأنه ينبذ صاحب المال . وعنه أيضا لينبذن بضم الذال ; على أن المراد الهمزة واللمزة والمال وجامعه .
في الحطمة وهي نار الله ; سميت بذلك لأنها تكسر كل ما يلقى فيها وتحطمه وتهشمه . قال الراجز :
إنا حطمنا بالقضيب مصعبا يوم كسرنا أنفه ليغضبا
وهي الطبقة السادسة من طبقات جهنم . حكاه
nindex.php?page=showalam&ids=15151الماوردي عن
الكلبي . وحكى
القشيري عنه : الحطمة الدركة الثانية من درك النار . وقال
الضحاك : وهي الدرك الرابع .
ابن زيد : اسم من أسماء جهنم .
nindex.php?page=tafseer&surano=104&ayano=5وما أدراك ما الحطمة على التعظيم لشأنها ، والتفخيم لأمرها .
nindex.php?page=tafseer&surano=104&ayano=6نار الله الموقدة أي التي أوقد عليها ألف عام ، وألف عام ، وألف عام ; فهي غير خامدة ; أعدها الله للعصاة .
nindex.php?page=tafseer&surano=104&ayano=7التي تطلع على الأفئدة قال
محمد بن كعب : تأكل النار جميع ما في أجسادهم ، حتى إذا بلغت إلى الفؤاد ، خلقوا خلقا جديدا ، فرجعت تأكلهم . وكذا روى
خالد بن أبي عمران عن النبي - صلى الله عليه وسلم - : "
أن النار تأكل أهلها ، حتى إذا اطلعت على أفئدتهم انتهت ، ثم إذا صدروا تعود ، فذلك قوله تعالى : نار الله الموقدة التي تطلع على الأفئدة " . وخص الأفئدة لأن الألم إذا صار إلى الفؤاد مات صاحبه . أي إنه في حال من يموت وهم لا يموتون ; كما قال الله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=87&ayano=13لا يموت فيها ولا يحيا فهم إذا أحياء في معنى الأموات . وقيل : معنى
nindex.php?page=tafseer&surano=104&ayano=7تطلع على الأفئدة أي تعلم مقدار ما يستحقه كل واحد منهم من العذاب ; وذلك بما استبقاه الله تعالى من الأمارة الدالة عليه . ويقال : اطلع فلان على كذا : أي علمه . وقد قال الله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=17تدعو من أدبر وتولى . وقال تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=12إذا رأتهم من مكان بعيد سمعوا لها تغيظا وزفيرا . فوصفها بهذا ، فلا يبعد أن توصف بالعلم .
قَوْلُهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=104&ayano=3يَحْسَبُ أَنَّ مَالَهُ أَخْلَدَهُ كَلَّا لَيُنْبَذَنَّ فِي الْحُطَمَةِ وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْحُطَمَةُ نَارُ اللَّهِ الْمُوقَدَةُ الَّتِي تَطَّلِعُ عَلَى الْأَفْئِدَةِ قَوْلُهُ تَعَالَى : يَحْسَبُ أَيْ يَظُنُّ أَنَّ مَالَهُ أَخْلَدَهُ أَيْ يُبْقِيهِ حَيًّا لَا يَمُوتُ ; قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=14468السُّدِّيُّ . وَقَالَ
عِكْرِمَةُ : أَيْ يَزِيدُ فِي عُمْرِهِ . وَقِيلَ : أَحْيَاهُ فِيمَا مَضَى ، وَهُوَ مَاضٍ بِمَعْنَى الْمُسْتَقْبَلِ . يُقَالُ : هَلَكَ وَاللَّهِ فُلَانٌ وَدَخَلَ النَّارَ ; أَيْ يَدْخُلُ .
كَلَّا رَدٌّ لِمَا تَوَهَّمَهُ الْكَافِرُ ; أَيْ لَا يَخْلُدُ وَلَا يَبْقَى لَهُ مَالٌ . وَقَدْ مَضَى الْقَوْلُ فِي كَلَّا مُسْتَوْفًى . وَقَالَ
عُمَرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ مَوْلَى غُفْرَةَ : إِذَا سَمِعْتَ اللَّهَ - عَزَّ وَجَلَّ - يَقُولُ كَلَّا فَإِنَّهُ يَقُولُ كَذَبْتَ .
nindex.php?page=tafseer&surano=104&ayano=4لَيُنْبَذَنَّ أَيْ لَيُطْرَحَنَّ وَلَيُلْقَيَنَّ . وَقَرَأَ
الْحَسَنُ nindex.php?page=showalam&ids=14980وَمُحَمَّدُ بْنُ كَعْبٍ nindex.php?page=showalam&ids=14301وَنَصْرُ بْنُ عَاصِمٍ وَمُجَاهِدٍ وَحُمَيْدٌ وَابْنُ مُحَيْصِنٍ :
[ ص: 166 ] لَيُنْبَذَانِ بِالتَّثْنِيَةِ ، أَيْ هُوَ وَمَالُهُ . وَعَنِ
الْحَسَنِ أَيْضًا لَيُنْبَذَنَّهُ عَلَى مَعْنَى لَيُنْبَذَنَّ مَالُهُ . وَعَنْهُ أَيْضًا بِالنُّونِ لَنَنْبِذَنَّهُ عَلَى إِخْبَارِ اللَّهِ تَعَالَى عَنْ نَفْسِهِ ، وَأَنَّهُ يَنْبِذُ صَاحِبَ الْمَالِ . وَعَنْهُ أَيْضًا لَيُنْبَذُنَّ بِضَمِّ الذَّالِ ; عَلَى أَنَّ الْمُرَادَ الْهُمَزَةُ وَاللُّمَزَةُ وَالْمَالُ وَجَامِعُهُ .
فِي الْحُطَمَةِ وَهِيَ نَارُ اللَّهِ ; سُمِّيَتْ بِذَلِكَ لِأَنَّهَا تَكْسِرُ كُلَّ مَا يُلْقَى فِيهَا وَتُحَطِّمُهُ وَتُهَشِّمُهُ . قَالَ الرَّاجِزُ :
إِنَّا حَطَمْنَا بِالْقَضِيبِ مُصْعَبَا يَوْمَ كَسَرْنَا أَنْفَهُ لِيَغْضَبَا
وَهِيَ الطَّبَقَةُ السَّادِسَةُ مِنْ طَبَقَاتِ جَهَنَّمَ . حَكَاهُ
nindex.php?page=showalam&ids=15151الْمَاوَرْدِيُّ عَنِ
الْكَلْبِيِّ . وَحَكَى
الْقُشَيْرِيُّ عَنْهُ : الْحُطَمَةُ الدَّرَكَةُ الثَّانِيَةُ مِنْ دَرَكِ النَّارِ . وَقَالَ
الضَّحَّاكُ : وَهِيَ الدَّرَكُ الرَّابِعُ .
ابْنُ زَيْدٍ : اسْمٌ مِنْ أَسْمَاءِ جَهَنَّمَ .
nindex.php?page=tafseer&surano=104&ayano=5وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْحُطَمَةُ عَلَى التَّعْظِيمِ لِشَأْنِهَا ، وَالتَّفْخِيمِ لِأَمْرِهَا .
nindex.php?page=tafseer&surano=104&ayano=6نَارُ اللَّهِ الْمُوقَدَةُ أَيِ الَّتِي أُوقِدَ عَلَيْهَا أَلْفَ عَامٍ ، وَأَلْفَ عَامٍ ، وَأَلْفَ عَامٍ ; فَهِيَ غَيْرُ خَامِدَةٍ ; أَعَدَّهَا اللَّهُ لِلْعُصَاةِ .
nindex.php?page=tafseer&surano=104&ayano=7الَّتِي تَطَّلِعُ عَلَى الْأَفْئِدَةِ قَالَ
مُحَمَّدُ بْنُ كَعْبٍ : تَأْكُلُ النَّارُ جَمِيعَ مَا فِي أَجْسَادِهِمْ ، حَتَّى إِذَا بَلَغَتْ إِلَى الْفُؤَادِ ، خُلِقُوا خَلْقًا جَدِيدًا ، فَرَجَعَتْ تَأْكُلُهُمْ . وَكَذَا رَوَى
خَالِدُ بْنُ أَبِي عِمْرَانَ عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - : "
أَنَّ النَّارَ تَأْكُلُ أَهْلَهَا ، حَتَّى إِذَا اطَّلَعَتْ عَلَى أَفْئِدَتِهِمُ انْتَهَتْ ، ثُمَّ إِذَا صَدَرُوا تَعُودُ ، فَذَلِكَ قَوْلُهُ تَعَالَى : نَارُ اللَّهِ الْمُوقَدَةِ الَّتِي تَطَّلِعُ عَلَى الْأَفْئِدَةِ " . وَخَصَّ الْأَفْئِدَةَ لِأَنَّ الْأَلَمَ إِذَا صَارَ إِلَى الْفُؤَادِ مَاتَ صَاحِبُهُ . أَيْ إِنَّهُ فِي حَالِ مَنْ يَمُوتُ وَهُمْ لَا يَمُوتُونَ ; كَمَا قَالَ اللَّهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=87&ayano=13لَا يَمُوتُ فِيهَا وَلَا يَحْيَا فَهُمْ إِذًا أَحْيَاءٌ فِي مَعْنَى الْأَمْوَاتِ . وَقِيلَ : مَعْنَى
nindex.php?page=tafseer&surano=104&ayano=7تَطَّلِعُ عَلَى الْأَفْئِدَةِ أَيْ تَعْلَمُ مِقْدَارَ مَا يَسْتَحِقُّهُ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ مِنَ الْعَذَابِ ; وَذَلِكَ بِمَا اسْتَبَقَاهُ اللَّهُ تَعَالَى مِنَ الْأَمَارَةِ الدَّالَّةِ عَلَيْهِ . وَيُقَالُ : اطَّلَعَ فُلَانٌ عَلَى كَذَا : أَيْ عَلِمَهُ . وَقَدْ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=17تَدْعُو مَنْ أَدْبَرَ وَتَوَلَّى . وَقَالَ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=12إِذَا رَأَتْهُمْ مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ سَمِعُوا لَهَا تَغَيُّظًا وَزَفِيرًا . فَوَصَفَهَا بِهَذَا ، فَلَا يَبْعُدُ أَنْ تُوصَفَ بِالْعِلْمِ .