nindex.php?page=treesubj&link=29076قوله تعالى : nindex.php?page=tafseer&surano=105&ayano=2ألم يجعل كيدهم في تضليل
قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=105&ayano=2ألم يجعل كيدهم في تضليل أي في إبطال وتضييع ; لأنهم أرادوا أن يكيدوا
قريشا بالقتل والسبي ، والبيت بالتخريب والهدم . فحكي عن
عبد المطلب أنه بعث ابنه
عبد الله على فرس له ، ينظر ما لقوا من تلك الطير ، فإذا القوم مشدخين جميعا ، فرجع يركض فرسه ، كاشفا عن فخذه ، فلما رأى ذلك أبوه قال : إن ابني هذا أفرس العرب . وما كشف عن فخذه إلا بشيرا أو نذيرا . فلما دنا من ناديهم بحيث يسمعهم الصوت ، قالوا : ما وراءك ؟ قال : هلكوا جميعا . فخرج
عبد المطلب وأصحابه ، فأخذوا أموالهم . وكانت أموال
بني عبد المطلب منها ، وبها تكاملت رياسة
عبد المطلب ; لأنه احتمل ما شاء من صفراء وبيضاء ، ثم خرج
أهل مكة بعده ونهبوا . وقيل : إن
عبد المطلب حفر حفرتين فملأهما من الذهب والجوهر ، ثم قال
لأبي مسعود الثقفي وكان خليلا
لعبد المطلب - : اختر أيهما شئت . ثم أصاب الناس من أموالهم حتى ضاقوا ذرعا ، فقال
عبد المطلب عند ذلك :
أنت منعت الحبش والأفيالا وقد رعوا بمكة الأجبالا وقد خشينا منهم القتالا
وكل أمر لهم معضالا
شكرا وحمدا لك ذا الجلالا
قال
ابن إسحاق : ولما رد الله
الحبشة عن
مكة عظمت العرب
قريشا ، وقالوا : هم : أهل الله ، قاتل الله عنهم وكفاهم مئونة عدوهم . وقال
عبد الله بن عمرو بن مخزوم ، في قصة أصحاب الفيل :
أنت الجليل ربنا لم تدنس أنت حبست الفيل بالمغمس
من بعد ما هم بشر مبلس حبسته في هيئة المكركس
وما لهم من فرج ومنفس
والمكركس : المنكوس المطروح .
nindex.php?page=treesubj&link=29076قَوْلُهُ تَعَالَى : nindex.php?page=tafseer&surano=105&ayano=2أَلَمْ يَجْعَلْ كَيْدَهُمْ فِي تَضْلِيلٍ
قَوْلُهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=105&ayano=2أَلَمْ يَجْعَلْ كَيْدَهُمْ فِي تَضْلِيلٍ أَيْ فِي إِبْطَالٍ وَتَضْيِيعٍ ; لِأَنَّهُمْ أَرَادُوا أَنْ يَكِيدُوا
قُرَيْشًا بِالْقَتْلِ وَالسَّبْيِ ، وَالْبَيْتَ بِالتَّخْرِيبِ وَالْهَدْمِ . فَحُكِيَ عَنْ
عَبْدِ الْمُطَّلِبِ أَنَّهُ بَعَثَ ابْنَهُ
عَبْدَ اللَّهِ عَلَى فَرَسٍ لَهُ ، يَنْظُرُ مَا لَقُوا مِنْ تِلْكَ الطَّيْرِ ، فَإِذَا الْقَوْمُ مُشَدَّخِينَ جَمِيعًا ، فَرَجَعَ يَرْكُضُ فَرَسُهُ ، كَاشِفًا عَنْ فَخِذِهِ ، فَلَمَّا رَأَى ذَلِكَ أَبُوهُ قَالَ : إِنَّ ابْنِي هَذَا أَفْرَسُ الْعَرَبِ . وَمَا كَشَفَ عَنْ فَخِذِهِ إِلَّا بَشِيرًا أَوْ نَذِيرًا . فَلَمَّا دَنَا مِنْ نَادِيهِمْ بِحَيْثُ يُسْمِعُهُمُ الصَّوْتَ ، قَالُوا : مَا وَرَاءَكَ ؟ قَالَ : هَلَكُوا جَمِيعًا . فَخَرَجَ
عَبْدُ الْمُطَّلِبِ وَأَصْحَابُهُ ، فَأَخَذُوا أَمْوَالَهُمْ . وَكَانَتْ أَمْوَالُ
بَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ مِنْهَا ، وَبِهَا تَكَامَلَتْ رِيَاسَةُ
عَبْدِ الْمُطَّلِبِ ; لِأَنَّهُ احْتَمَلَ مَا شَاءَ مِنْ صَفْرَاءَ وَبَيْضَاءَ ، ثُمَّ خَرَجَ
أَهْلُ مَكَّةَ بَعْدَهُ وَنَهَبُوا . وَقِيلَ : إِنَّ
عَبْدَ الْمُطَّلِبِ حَفَرَ حُفْرَتَيْنِ فَمَلَأَهُمَا مِنَ الذَّهَبِ وَالْجَوْهَرِ ، ثُمَّ قَالَ
لِأَبِي مَسْعُودٍ الثَّقَفِيِّ وَكَانَ خَلِيلًا
لِعَبْدِ الْمُطَّلِبِ - : اخْتَرْ أَيّهمَا شِئْتَ . ثُمَّ أَصَابَ النَّاسُ مِنْ أَمْوَالِهِمْ حَتَّى ضَاقُوا ذَرْعًا ، فَقَالَ
عَبْدُ الْمُطَّلِبِ عِنْدَ ذَلِكَ :
أَنْتَ مَنَعْتَ الْحَبَشَ وَالْأَفْيَالَا وَقَدْ رَعَوْا بِمَكَّةَ الْأَجْبَالَا وَقَدْ خَشِينَا مِنْهُمُ الْقِتَالَا
وَكُلُّ أَمْرٍ لَهُمُ مِعْضَالَا
شُكْرًا وَحَمْدًا لَكَ ذَا الْجَلَالَا
قَالَ
ابْنُ إِسْحَاقَ : وَلَمَّا رَدَّ اللَّهُ
الْحَبَشَةَ عَنْ
مَكَّةَ عَظَّمَتِ الْعَرَبُ
قُرَيْشًا ، وَقَالُوا : هُمْ : أَهْلُ اللَّهِ ، قَاتَلَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَكَفَاهُمْ مَئُونَةَ عَدُوِّهُمْ . وَقَالَ
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرِو بْنِ مَخْزُومٍ ، فِي قِصَّةِ أَصْحَابِ الْفِيلِ :
أَنْتَ الْجَلِيلُ رَبَّنَا لَمْ تَدْنِسِ أَنْتَ حَبَسْتَ الْفِيلَ بِالْمُغَمِّسِ
مِنْ بَعْدِ مَا هَمَّ بِشَرٍّ مُبْلِسِ حَبَسْتَهُ فِي هَيْئَةِ الْمُكَرْكَسِ
وَمَا لَهُمْ مِنْ فَرَجٍ وَمَنْفَسِ
وَالْمُكَرْكَسُ : الْمَنْكُوسُ الْمَطْرُوحُ .