nindex.php?page=treesubj&link=29085قوله تعالى : nindex.php?page=tafseer&surano=114&ayano=6من الجنة والناس أخبر أن الموسوس قد يكون من الناس . قال
الحسن : هما شيطانان ؛ أما شيطان الجن فيوسوس في صدور الناس ، وأما شيطان الإنس فيأتي علانية . وقال
قتادة : إن من الجن
[ ص: 236 ] شياطين ، وإن من الإنس شياطين ؛ فتعوذ بالله من شياطين الإنس والجن .
وروي عن
أبي ذر أنه قال لرجل : هل تعوذت بالله من شياطين الإنس ؟ فقال : أومن الإنس شياطين ؟ قال : نعم ؛ لقوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=112وكذلك جعلنا لكل نبي عدوا شياطين الإنس والجن . . . الآية . وذهب قوم إلى أن الناس هنا يراد به الجن . سموا ناسا كما سموا رجلا في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=6وأنه كان رجال من الإنس يعوذون برجال من الجن - وقوما ونفرا . فعلى هذا يكون ( والناس ) عطفا على الجنة ، ويكون التكرير لاختلاف اللفظين . وذكر عن بعض العرب أنه قال وهو يحدث : جاء قوم من الجن فوقفوا . فقيل : من أنتم ؟ فقالوا : ناس من الجن . وهو معنى قول
الفراء . وقيل : الوسواس هو الشيطان . وقوله : من الجنة بيان أنه من الجن والناس معطوف على الوسواس . والمعنى : قل أعوذ برب الناس من شر الوسواس ، الذي هو من الجنة ، ومن شر الناس . فعلى هذا أمر بأن يستعيذ من شر الإنس والجن . والجنة : جمع جني ؛ كما يقال : إنس وإنسي . والهاء لتأنيث الجماعة . وقيل : إن إبليس يوسوس في صدور الجن ، كما يوسوس في صدور الناس . فعلى هذا يكون في صدور الناس عاما في الجميع . و
nindex.php?page=tafseer&surano=114&ayano=6من الجنة والناس بيان لما يوسوس في صدره . وقيل :
nindex.php?page=treesubj&link=29085معنى nindex.php?page=tafseer&surano=114&ayano=4من شر الوسواس أي الوسوسة التي تكون من الجنة والناس ، وهو حديث النفس . وقد ثبت عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=3500670إن الله - عز وجل - تجاوز لأمتي عما حدثت به أنفسها ما لم تعمل أو تتكلم به . رواه
nindex.php?page=showalam&ids=3أبو هريرة ، أخرجه
مسلم . فالله تعالى أعلم بالمراد من ذلك
nindex.php?page=treesubj&link=29085قَوْلُهُ تَعَالَى : nindex.php?page=tafseer&surano=114&ayano=6مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَخْبَرَ أَنَّ الْمُوَسْوِسَ قَدْ يَكُونُ مِنَ النَّاسِ . قَالَ
الْحَسَنُ : هُمَا شَيْطَانَانِ ؛ أَمَّا شَيْطَانُ الْجِنِّ فَيُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ ، وَأَمَّا شَيْطَانُ الْإِنْسِ فَيَأْتِي عَلَانِيَةً . وَقَالَ
قَتَادَةُ : إِنَّ مِنَ الْجِنِّ
[ ص: 236 ] شَيَاطِينَ ، وَإِنَّ مِنَ الْإِنْسِ شَيَاطِينَ ؛ فَتَعَوَّذْ بِاللَّهِ مِنْ شَيَاطِينِ الْإِنْسِ وَالْجِنِّ .
وَرُوِيَ عَنْ
أَبِي ذَرٍّ أَنَّهُ قَالَ لِرَجُلٍ : هَلْ تَعَوَّذْتَ بِاللَّهِ مِنْ شَيَاطِينِ الْإِنْسِ ؟ فَقَالَ : أَوَمِنَ الْإِنْسِ شَيَاطِينُ ؟ قَالَ : نَعَمْ ؛ لِقَوْلِهِ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=112وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الْإِنْسِ وَالْجِنِّ . . . الْآيَةَ . وَذَهَبَ قَوْمٌ إِلَى أَنَّ النَّاسَ هُنَا يُرَادُ بِهِ الْجِنُّ . سُمُّوا نَاسًا كَمَا سُمُّوا رَجُلًا فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=6وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِنَ الْإِنْسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِنَ الْجِنِّ - وَقَوْمًا وَنَفَرًا . فَعَلَى هَذَا يَكُونُ ( وَالنَّاسِ ) عَطْفًا عَلَى الْجِنَّةِ ، وَيَكُونُ التَّكْرِيرُ لِاخْتِلَافِ اللَّفْظَيْنِ . وَذُكِرَ عَنْ بَعْضِ الْعَرَبِ أَنَّهُ قَالَ وَهُوَ يُحَدِّثُ : جَاءَ قَوْمٌ مِنَ الْجِنِّ فَوَقَفُوا . فَقِيلَ : مَنْ أَنْتُمْ ؟ فَقَالُوا : نَاسٌ مِنَ الْجِنِّ . وَهُوَ مَعْنَى قَوْلِ
الْفَرَّاءِ . وَقِيلَ : الْوَسْوَاسُ هُوَ الشَّيْطَانُ . وَقَوْلُهُ : مِنَ الْجِنَّةِ بَيَانُ أَنَّهُ مِنَ الْجِنِّ وَالنَّاسُ مَعْطُوفٌ عَلَى الْوَسْوَاسِ . وَالْمَعْنَى : قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ مِنْ شَرِّ الْوَسْوَاسِ ، الَّذِي هُوَ مِنَ الْجِنَّةِ ، وَمِنْ شَرِّ النَّاسِ . فَعَلَى هَذَا أُمِرَ بِأَنْ يَسْتَعِيذَ مِنْ شَرِّ الْإِنْسِ وَالْجِنِّ . وَالْجِنَّةُ : جَمْعُ جِنِّيٍّ ؛ كَمَا يُقَالُ : إِنْسٌ وَإِنْسِيٌّ . وَالْهَاءُ لِتَأْنِيثِ الْجَمَاعَةِ . وَقِيلَ : إِنَّ إِبْلِيسَ يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ الْجِنِّ ، كَمَا يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ . فَعَلَى هَذَا يَكُونُ فِي صُدُورِ النَّاسِ عَامًّا فِي الْجَمِيعِ . وَ
nindex.php?page=tafseer&surano=114&ayano=6مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ بَيَانٌ لِمَا يُوَسْوِسُ فِي صَدْرِهِ . وَقِيلَ :
nindex.php?page=treesubj&link=29085مَعْنَى nindex.php?page=tafseer&surano=114&ayano=4مِنْ شَرِّ الْوَسْوَاسِ أَيِ الْوَسْوَسَةِ الَّتِي تَكُونُ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ ، وَهُوَ حَدِيثُ النَّفْسِ . وَقَدْ ثَبَتَ عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَنَّهُ قَالَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=3500670إِنَّ اللَّهَ - عَزَّ وَجَلَّ - تَجَاوَزَ لِأُمَّتِي عَمَّا حَدَّثَتْ بِهِ أَنْفُسَهَا مَا لَمْ تَعْمَلْ أَوْ تَتَكَلَّمْ بِهِ . رَوَاهُ
nindex.php?page=showalam&ids=3أَبُو هُرَيْرَةَ ، أَخْرَجَهُ
مُسْلِمٌ . فَاللَّهُ تَعَالَى أَعْلَمُ بِالْمُرَادِ مِنْ ذَلِكَ