السادسة : لما استسقى موسى  عليه السلام لقومه أمر أن يضرب عند استسقائه بعصاه حجرا قيل مربعا طوريا ( من الطور    ) على قدر رأس الشاة يلقى في كسر جوالق ويرحل به فإذا نزلوا وضع في وسط محلتهم ، وذكر أنهم لم يكونوا يحملون الحجر لكنهم كانوا يجدونه   [ ص: 394 ] في كل مرحلة في منزلته من المرحلة الأولى ، وهذا أعظم في الآية والإعجاز ، وقيل : إنه أطلق له اسم الحجر ليضرب موسى  أي حجر شاء ، وهذا أبلغ في الإعجاز ، وقيل : إن الله تعالى أمره أن يضرب حجرا بعينه بينه لموسى  عليه السلام ، ولذلك ذكر بلفظ التعريف ، قال سعيد بن جبير    : هو الحجر الذي وضع عليه موسى  ثوبه لما اغتسل وفر بثوبه حتى برأه الله مما رماه به قومه ، قال ابن عطية  ولا خلاف أنه كان حجرا منفصلا مربعا تطرد من كل جهة ثلاث عيون إذا ضربه موسى  ، وإذا استغنوا عن الماء ورحلوا جفت العيون . 
قلت : ما أوتي نبينا محمد  صلى الله عليه وسلم من نبع الماء وانفجاره من يده وبين أصابعه أعظم في المعجزة  ؛ فإنا نشاهد الماء يتفجر من الأحجار آناء الليل وآناء النهار ، ومعجزة نبينا عليه السلام لم تكن لنبي قبل نبينا صلى الله عليه وسلم ، يخرج الماء من بين لحم ودم ، روى الأئمة الثقات والفقهاء الأثبات عن عبد الله  قال : كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم فلم نجد ماء ، فأتي بتور فأدخل يده فيه فلقد رأيت الماء يتفجر من بين أصابعه ويقول : ( حي على الطهور ) قال الأعمش  فحدثني  سالم بن أبي الجعد  قال : قلت لجابر    : كم كنتم يومئذ ؟ قال : ألفا وخمسمائة . لفظ  النسائي  
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					