[ ص: 90 ]  ( قل إني أخاف إن عصيت ربي عذاب يوم عظيم    ( 13 ) قل الله أعبد مخلصا له ديني   ( 14 ) فاعبدوا ما شئتم من دونه قل إن الخاسرين الذين خسروا أنفسهم وأهليهم يوم القيامة ألا ذلك هو الخسران المبين   ( 15 ) لهم من فوقهم ظلل من النار ومن تحتهم ظلل ذلك يخوف الله به عباده يا عباد فاتقون   ( 16 ) ) . 
يقول تعالى : قل يا محمد  وأنت رسول الله : ( إني أخاف إن عصيت ربي عذاب يوم عظيم   ) ، وهو يوم القيامة . وهذا شرط ، ومعناه التعريض بغيره بطريق الأولى والأحرى ، ( قل الله أعبد مخلصا له ديني فاعبدوا ما شئتم من دونه   ) وهذا أيضا تهديد وتبر منهم ، ( قل إن الخاسرين   ) أي : إنما الخاسرون كل الخسران ( الذين خسروا أنفسهم وأهليهم يوم القيامة   ) أي : تفارقوا فلا التقاء لهم أبدا ، سواء ذهب أهلوهم إلى الجنة وقد ذهبوا هم إلى النار ، أو أن الجميع أسكنوا النار ، ولكن لا اجتماع لهم ولا سرور ، ( ذلك هو الخسران المبين   ) أي : هذا هو الخسار البين الظاهر الواضح . 
ثم وصف حالهم في النار فقال : ( لهم من فوقهم ظلل من النار ومن تحتهم ظلل    ) كما قال : ( لهم من جهنم مهاد ومن فوقهم غواش وكذلك نجزي الظالمين   ) [ الأعراف : 41 ] ، وقال : ( يوم يغشاهم العذاب من فوقهم ومن تحت أرجلهم ويقول ذوقوا ما كنتم تعملون   ) [ العنكبوت : 55 ] . 
وقوله : ( ذلك يخوف الله به عباده   ) أي : إنما يقص خبر هذا الكائن لا محالة ليخوف به عباده ، لينزجروا عن المحارم والمآثم . 
وقوله : ( يا عباد فاتقون   ) أي : اخشوا بأسي وسطوتي ، وعذابي ونقمتي . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					