[ ص: 442 ] تفسير سورة النجم وهي مكية . 
قال البخاري : حدثنا نصر بن علي  ، أخبرني أبو أحمد  ، حدثنا إسرائيل  ، عن أبي إسحاق  ، عن الأسود بن يزيد  ، عن عبد الله  قال : أول سورة أنزلت فيها سجدة : ( والنجم   ) ، قال : فسجد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وسجد من خلفه ، إلا رجلا رأيته أخذ كفا من تراب فسجد عليه ، فرأيته بعد ذلك قتل كافرا ، وهو أمية بن خلف  . 
وقد رواه  البخاري  أيضا في مواضع ، ومسلم  ، وأبو داود  ،  والنسائي  ، من طرق ، عن أبي إسحاق  ، به . وقوله في الممتنع : إنه أمية بن خلف  في هذه الرواية مشكل ، فإنه قد جاء من غير هذه الطريق أنه عتبة بن ربيعة   . 
بسم الله الرحمن الرحيم ( والنجم إذا هوى   ( 1 ) ما ضل صاحبكم وما غوى   ( 2 ) وما ينطق عن الهوى   ( 3 ) إن هو إلا وحي يوحى   ( 4 ) ) . 
قال الشعبي  وغيره : الخالق يقسم بما شاء من خلقه ، والمخلوق لا ينبغي له أن يقسم إلا بالخالق  . رواه ابن أبي حاتم   . 
واختلف المفسرون في معنى قوله تعالى : ( والنجم إذا هوى   ) فقال ابن أبي نجيح  ، عن مجاهد   : يعني بالنجم : الثريا إذا سقطت مع الفجر . وكذا روي عن ابن عباس  ،  وسفيان الثوري   . واختاره ابن جرير   . وزعم  السدي  أنها الزهرة . 
وقال الضحاك   : ( والنجم إذا هوى   ) إذا رمي به الشياطين . وهذا القول له اتجاه . 
وروى الأعمش  ، عن مجاهد  في قوله : ( والنجم إذا هوى   ) يعني : القرآن إذا نزل . وهذه الآية كقوله تعالى : ( فلا أقسم بمواقع النجوم وإنه لقسم لو تعلمون عظيم إنه لقرآن كريم في كتاب مكنون لا يمسه إلا المطهرون تنزيل من رب العالمين   ) [ الواقعة : 75 - 80 ] . 
وقوله : ( ما ضل صاحبكم وما غوى   ) هذا هو المقسم عليه ، وهو الشهادة للرسول ، صلوات الله وسلامه عليه بأنه بار راشد تابع للحق ليس بضال ، وهو الجاهل الذي يسلك على غير طريق  [ ص: 443 ] بغير علم ، والغاوي : هو العالم بالحق العادل عنه قصدا إلى غيره ، فنزه الله [ سبحانه وتعالى ] رسوله وشرعه عن مشابهة أهل الضلال كالنصارى وطرائق اليهود ، وعن علم الشيء وكتمانه والعمل بخلافه ، بل هو صلوات الله وسلامه عليه ، وما بعثه الله به من الشرع العظيم في غاية الاستقامة والاعتدال والسداد ; ولهذا قال : ( وما ينطق عن الهوى   ) أي : ما يقول قولا عن هوى وغرض ، ( إن هو إلا وحي يوحى   ) أي : إنما يقول ما أمر به ، يبلغه إلى الناس كاملا موفرا من غير زيادة ولا نقصان ، كما رواه الإمام أحمد . 
حدثنا يزيد  ، حدثنا حريز بن عثمان  ، عن عبد الرحمن بن ميسرة  ، عن أبي أمامة ;  أنه سمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول :  " ليدخلن الجنة بشفاعة رجل ليس بنبي مثل الحيين - أو : مثل أحد الحيين - : ربيعة ومضر " . فقال رجل : يا رسول الله ، أوما ربيعة من مضر ؟ قال : " إنما أقول ما أقول "  . 
وقال الإمام أحمد   : حدثنا يحيى بن سعيد  ، عن عبيد الله بن الأخنس  ، أخبرنا الوليد بن عبد الله  ، عن يوسف بن ماهك  ، عن عبد الله بن عمرو  قال : كنت أكتب كل شيء أسمعه من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أريد حفظه ، فنهتني قريش فقالوا : إنك تكتب كل شيء تسمعه من رسول الله ، ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - بشر ، يتكلم في الغضب . فأمسكت عن الكتاب ، فذكرت ذلك لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال : " اكتب ، فوالذي نفسي بيده ، ما خرج مني إلا حق " . 
ورواه أبو داود  عن مسدد   وأبي بكر بن أبي شيبة  ، كلاهما عن  يحيى بن سعيد القطان  ، به . 
وقال الحافظ  أبو بكر البزار   : حدثنا أحمد بن منصور  ، حدثنا عبد الله بن صالح  ، حدثنا الليث ، عن ابن عجلان  ، عن  زيد بن أسلم  ، عن أبي صالح  ، عن  أبي هريرة  ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : " ما أخبرتكم أنه الذي من عند الله ، فهو الذي لا شك فيه  " . ثم قال : لا نعلمه يروى إلا بهذا الإسناد . 
وقال الإمام أحمد   : حدثنا يونس  ، حدثنا ليث  ، عن محمد  ، عن سعيد بن أبي سعيد  ، عن  أبي هريرة  ، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه قال : " لا أقول إلا حقا " . قال بعض أصحابه : فإنك تداعبنا يا رسول الله ؟ قال : " إني لا أقول إلا حقا  " . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					