[ ص: 135 ] تفسير سورة التغابن وهي مدنية ، وقيل : مكية . 
قال  الطبراني   : حدثنا محمد بن هارون بن محمد بن بكار الدمشقي  ، حدثنا العباس بن الوليد الخلال  ، حدثنا  الوليد بن الوليد  ، حدثنا ابن ثوبان  ، عن عطاء بن أبي رباح  ، عن عبد الله بن عمرو  رضي الله عنه ، قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :  " ما من مولود يولد إلا مكتوب في تشبيك رأسه خمس آيات من سورة التغابن " 
أورده  ابن عساكر  في ترجمة " الوليد بن صالح   " وهو غريب جدا ، بل منكر . 
بسم الله الرحمن الرحيم 
( يسبح لله ما في السماوات وما في الأرض له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير    ( 1 ) هو الذي خلقكم فمنكم كافر ومنكم مؤمن والله بما تعملون بصير   ( 2 ) خلق السماوات والأرض بالحق وصوركم فأحسن صوركم وإليه المصير   ( 3 ) يعلم ما في السماوات والأرض ويعلم ما تسرون وما تعلنون والله عليم بذات الصدور   ( 4 ) ) 
هذه السورة هي آخر المسبحات ، وقد تقدم الكلام على تسبيح المخلوقات لبارئها ومالكها ; ولهذا قال : ( له الملك وله الحمد   ) أي : هو المتصرف في جميع الكائنات ، المحمود على جميع ما يخلقه ويقدره . 
وقوله : ( وهو على كل شيء قدير   ) أي : مهما أراد كان بلا ممانع ولا مدافع ، وما لم يشأ لم يكن . 
وقوله : ( هو الذي خلقكم فمنكم كافر ومنكم مؤمن   ) أي : هو الخالق لكم على هذه الصفة ، وأراد منكم ذلك ، فلا بد من وجود مؤمن وكافر ، وهو البصير بمن يستحق الهداية ممن يستحق الضلال ، وهو شهيد على أعمال عباده ، وسيجزيهم بها أتم الجزاء ; ولهذا قال : ( والله بما تعملون بصير   ) 
ثم قال : ( خلق السماوات والأرض بالحق   ) أي : بالعدل والحكمة ، ( وصوركم فأحسن صوركم   ) أي : أحسن أشكالكم ، كقوله تعالى : ( يا أيها الإنسان ما غرك بربك الكريم  الذي خلقك فسواك فعدلك  في أي صورة ما شاء ركبك   ) [ الانفطار : 6 - 8 ]  [ ص: 136 ] وكقوله : ( الله الذي جعل لكم الأرض قرارا والسماء بناء وصوركم فأحسن صوركم ورزقكم من الطيبات   ) الآية [ غافر : 64 ] وقوله : ( وإليه المصير ) أي : المرجع والمآب . 
ثم أخبر تعالى عن علمه بجميع الكائنات السمائية ، والأرضية ، والنفسية ، فقال : ( يعلم ما في السماوات والأرض ويعلم ما تسرون وما تعلنون والله عليم بذات الصدور   ) 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					